متحف يختبر قدرات زائريه على التجسس

زائر المتحف يختبر مهاراته في تحطيم الأقفال أو ذاكرته ومواهبه في الرصد خلال محاكاة لعملية تجسس.
الجمعة 2019/05/10
الجمع بين الواقع والخيال يبهر الزائرين

انتقل متحف الجواسيس الأميركي بمعروضاته التي تجمع بين الواقع بقطع يعود بعضها للحرب الباردة وبين الخيال بأغراض أبطاله السينمائيين والتلفزيونيين، إلى العاصمة واشنطن، ليقدم لزائريه مساحة أكبر لاختبار مدى قدرتهم على التجسس.

واشنطن – مسدس على شكل أحمر شفاه أو كاميرا على شكل زرّ، ومظلة قاتلة وطاولة تعذيب بتقنية الإيهام بالغرق وغيرها من المقتنيات نجدها معروضة في متحف الجاسوس الجديد في واشنطن، وتمثل إنجازات التجسس وحسه الابتكاري فضلا عن جوانبه الأكثر قتامة.

وارتدى متحف “إنترناشونال سباي ميوزيوم” حلة جديدة وانتقل من مقره القديم والضيق إلى مبنى زجاجي جديد مساحته أكبر مرتين.

ويستمر المتحف بالمزج بين الخيال مع جواسيس اشتهروا من خلال السينما والتلفزيون من أمثال جيمس بوند وأوستن باورز، وبين الواقع مع قطع تعود إلى الحرب الباردة ومكافحة الإرهاب بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وهو يعتمد كذلك التقنية التفاعلية، فيمكن للزائر اختبار مهاراته في تحطيم الأقفال أو ذاكرته ومواهبه في الرصد خلال محاكاة لعملية تجسس.

وفي دور آخر يمكنه أن يصبح محللا في الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) في خلية أزمة عليه ضمنها واستنادا إلى معلومات مقتضبة، أن يسدي النصح إلى الرئيس باراك أوباما حول شن غارة من عدمه تستهدف مجمعا يرجّح أن أسامة بن لادن موجود فيه في باكستان. وتثير القطع والقصص التي يعود بعضها إلى قرون، الدهشة والاهتمام مبرزة أيضا تحديات هذا العالم السري.

ويدفع ذلك الزائر إلى طرح السؤال التالي: هل يمكنني أن أكون جاسوسا؟

وبات المتحف الآن على مقربة من ناشونال مال الذي توجد فيه متاحف كثيرة مجانية بغالبيتها. وهو لطالما كان من أكثر المتاحف الخاصة شعبية في العاصمة الأميركية منذ افتتاحه العام 2002.

وأصبحت سيارة أستون مارتن “دي.بي 5” الشهيرة في فيلم “غولدفينغر” (1964) ضمن سلسلة جيمس بوند تتربع في مكان واسع في المتحف فضلا عن طائرة مسيرة أنيقة من طراز “امبر” تعود إلى الثمانينات من القرن الماضي. وثمة غواصة بريطانية تتسع لشخص واحد وتعود إلى الحرب العالمية الثانية. ويوجد جزء من نفق للاستخبارات الأميركية وجهاز “أم.آي 6” البريطاني كان يسمح بالتنصت على الاتصالات السوفييتية في برلين الشرقية في الخمسينات أيضا.

ويضاف إلى ذلك مجموعة من القطع المتنوعة مثل عدة تنكر لامرأة حامل للسي.آي.إيه وإبرة مسممة مخبأة في قطعة فضية تعود إلى فرنسيس غاري باورز قائد طائرة “يو 2” للتجسس التي أسقطها الاتحاد السوفييتي العام 1960.

وهناك أيضا قطعة من الفحم المتفجر لعمليات تخريب وحبوب منومة للكلاب كان يحملها عملاء للسي.آي.إيه في كوبا، فضلا عن يوميات عميل للكاي.جي.بي في نيويورك في الخمسينات من القرن الماضي.

وللمتحف بُعد عالمي أيضا، فهو يتناول سرقة أسرار وتكنولوجيا أميركية من قبل الصين فضلا عن سرقة الغربيين قبل قرون تقنية تربية دود القز وزراعة الشاي من الصينيين.

وفي المتحف جناح مخصص لإخفاقات الاستخبارات وانحرافاتها ومنها التعذيب بتقنية الإيهام بالغرق، التي يُعرض نموذج عنها استخدمته الاستخبارات الأميركية بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.

ويكشف المتحف عن تقنيات وتجهيزات تشفير مثل “إنيغما” الألمانية التي تمكّن عالم الرياضيات آلن تورينغ من فكها وتقنية “مايكروبونيت”.

ويقول كيث ملتون، الذي تشكل القطع السبعة آلاف التي جمعها منذ مطلع الستينات كنز هذا المتحف، “هدف الجواسيس لم يتغيّر على مر القرون. الشيء الوحيد الذي تغير هو التكنولوجيا والطريقة التي يصلون بها إلى أهدافهم”.

وكان هذا المهندس والعسكري السابق في البحرية الأميركية أعلن أنه مهتم بشراء كل قطعة تتعلق بالتجسس وأقام صداقات مع عملاء ومسؤولين من كل الأطراف.

ويوضح ملتون “عندما سقط جدار برلين كنتُ موجودا” وقد جمع بفضل ذلك مجموعة كبيرة عائدة إلى الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية.

24