الإخوان والإرهاب.. خطوة ترامب تضاعف مخاطر عنف الجماعة

قرار الولايات المتحدة سيدفع بأعضاء الإخوان المسلمين إلى الانضمام لحركات متشددة مثل القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية.
الاثنين 2019/05/06
قرار أميركي محفوف بمخاطر الإخوان

القاهرة – بعدما أعلنت واشنطن مؤخرا عن عزمها إدراج جماعة الإخوان المسلمين على اللائحة السوداء كمنظمة إرهابية، حذر خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية المتشددة من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تبني أعضاء الجماعة خطا أكثر تشددا، ما قد يدفع نحو المزيد من عدم الاستقرار في العالم العربي.

وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي اعتزامها وضع جماعة الإخوان على لائحة “المنظمات الإرهابية”، بعد زيارة قام بها إلى واشنطن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي شهدت بلاده مولد الحركة على يد حسن البنا عام 1928 أي قبل أكثر من تسعين سنة.

ويعتقد يحيى حامد عضو الحركة الذي كان يتولى حقيبة الاستثمار في عهد محمد مرسي، أن اتخاذ الولايات المتحدة لمثل هذا القرار سيدفع بأعضاء الإخوان المسلمين إلى الانضمام لحركات متشددة مثل القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال إن الحركات المتشددة ستسعى إلى تجنيد شباب الإخوان المسلمين “وسيقولون لهم أنتم سلميون ومع ذلك توصفون بالإرهابيين”.

وظلت جماعة الإخوان لاعبا رئيسيا على الساحة السياسية واحتفظت بقدراتها التنظيمية العالية ما مكنها من الفوز بالرئاسة المصرية في انتخابات عام 2012 أي بعد عام فقط من ثورة 2011 التي أسقطت حسني مبارك.

خالد عكاشة: الإخوان لا يشكلون تهديدا لمصر فقط.. إنهم تنظيم دولي
خالد عكاشة: الإخوان لا يشكلون تهديدا لمصر فقط.. إنهم تنظيم دولي

ومنذ تولى السيسي مقاليد الأمور في مصر، تم توقيف الآلاف من أعضاء الإخوان وحوكم مئات آخرون وصدرت ضد العشرات منهم أحكام بالإعدام. وصنفت السلطات رسميا الإخوان “تنظيما إرهابيا” في نهاية العام 2013.

وبحسب تقارير صحافية، فإن السيسي طلب من ترامب، الذي التقاه في البيت الأبيض في أبريل الماضي، أن يضع الإخوان على اللائحة السوداء.

وإذا اتخذت الولايات المتحدة هذا القرار فإنه يمكنها من فرض عقوبات على أي شخص أو منظمة على صلة بالإخوان المسلمين.

ويعتقد فواز جرجس أستاذ العلوم السياسية في لندن سكول أوف إيكونومكس، أن مثل هذا القرار سيؤدي إلى عزل الإخوان المسلمين، لكنهم سيتمكنون من التكيف مع الوضع في نهاية المطاف.

ويقول إن الجماعة تعتبر أن “ما يقدمه أعضاؤها من ألم وتضحية جزء من حمضها النووي” كحركة سياسية. وهذا ما تعبر عنه تجربة أحد أبرز رموز الإخوان المسلمين وهو سيد قطب.

فقد تابع سيد قطب تعليمه في الولايات المتحدة في عهد جمال عبدالناصر في ستينات القرن الماضي، ثم سجن وحوكم وأعدم عام 1966. وبداخل السجن تبنى قطب خطا متشددا للغاية وألهمت أفكاره التنظيمات التي ظهرت لاحقا ومن بينها القاعدة.

ويعتقد عبدالرحمان عياش الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية، أن وضع الإخوان على اللائحة الأميركية السوداء سيؤدي إلى المزيد من القمع للحركة في مصر وسيدفع أعضاءها نحو تنظيمات أكثر تشددا.

وقال “سينتهي الأمر بإضافة المزيد من الأعضاء إلى التنظيمات الأكثر تطرفا مثل مجموعة الدولة الإسلامية”.

وتبنى بعض أعضاء الإخوان المسلمين العنف كرد فعل على القمع الذي طال حركتهم بعد الإطاحة بمحمد مرسي. وظهرت في العام 2016 مجموعتا “حسم” و”لواء الثورة” المسلحتين، وقد أسسهما أعضاء من الإخوان المسلمين.

وتبنت المجموعتان منذ ذلك الحين بعض الهجمات الدامية التي استهدفت خصوصا قضاة وضباط شرطة.

تفتيت الإخوان المسلمين يمكن أن يؤدي إلى إذكاء “الحرب الأهلية الطويلة”
تفتيت الإخوان المسلمين يمكن أن يؤدي إلى إذكاء “الحرب الأهلية الطويلة”

ويخشى عياش من الأضرار المحتملة لقرار وضع الإخوان على اللائحة الأميركية السوداء.

غير أن اللواء المتقاعد خالد عكاشة عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب في مصر يشدد على أن الإخوان يمثلون تهديدا كبيرا، مؤكدا “أنهم لا يشكلون تهديدا لنا فقط.. إنهم تنظيم دولي ”.

من جهته، يحذر جرجس من أن تفتيت الإخوان المسلمين يمكن أن يؤدي إلى إذكاء “الحرب الأهلية الطويلة” التي تشهدها المنطقة بين الإسلاميين وغير الإسلاميين بقيادة العسكريين.

ويؤكد أن “الإخوان المسلمين يشعرون بأنهم محاصرون ومعرضون للهجوم داخليا (في مصر) وخارجيا”، مضيفا أنهم “يواجهون الآن عملية إعادة تقويم داخلية مع موجة جديدة من الانشقاقات وتمرد حقيقي من قبل الأعضاء المتشددين في مصر”.

واعتبر عكاشة أنه إذا أقدم ترامب على وضع جماعة الإخوان على اللائحة السوداء فإنها “ستكون خطوة إيجابية، وإن كانت متأخرة، للتخلص من أيديولوجية الإخوان إلى الأبد”. ولكن جرجس أبدى تحفظا مؤكدا أنه “من السابق لأوانه كتابة شهادة وفاة جماعة الإخوان المسلمين”.

7