تطبيقات مجانية تصالح بين الراغبين في الطلاق

قانون دنماركي يحتم على الزوجين المشاركة في دورة مجانية مدتها 30 دقيقة عبر الإنترنت تهدف إلى مساعدتهم وأولادهم على التكيف مع وضعهم الجديد.
الأربعاء 2019/04/10
محاولة التكيف مع طلاق الوالدين

دورات توعوية مجانية عبر الإنترنت وبعض التطبيقات المحمولة على الهواتف الذكية صارت إلزامية على الأزواج الراغبين في الانفصال ولهم أبناء سنهم دون الثامنة عشرة، وفق قانون دنماركي، هدفه مساعدة الأبناء على التكيف مع وضعهم الجديد.

كوبنهاغن – ولت الأيام في الدنمارك حين كان يمكن للأهل الحصول على الطلاق بنقرة بسيطة عبر الإنترنت، والآن أصبح يتعين عليهم إكمال حصة توعوية مدتها 30 دقيقة قبل إنهاء الزواج والبتّ في حضانة الأطفال.

وبموجب قانون الطلاق الجديد الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من أبريل الحالي في البلاد، يتوجب على الأهل الذين لديهم أبناء تقل أعمارهم عن 18 عاما ويرغبون في إنهاء زواجهم، المشاركة في دورة مجانية مدتها 30 دقيقة عبر الإنترنت تهدف إلى مساعدتهم وأولادهم على التكيف مع وضعهم الجديد. كما يتم إمهالهم أيضا ثلاثة أشهر للتفكير مليا بالأمر قبل الإقدام على الانفصال.

ونظرا إلى أن نصف الزيجات تقريبا تنتهي بالطلاق في الدنمارك، فقد صممت الدورة كوسيلة مساعدة لتحسين التواصل وتجنب بعض المآزق الأكثر شيوعا التي يمكن أن تنتج عن تفكك العائلة.

وقالت وزارة شؤون العائلة في الدنمارك “توفر هذه الدورة الرقمية إجابات على بعض الأسئلة الأساسية التي تطرح أثناء الطلاق”. وإذا فشل الزوجان في إكمال هذه الدورة المتاحة عبر الإنترنت أو عبر تطبيق على الهواتف الذكية، في خلال ثلاثة أشهر، فهما لا يحصلان على الطلاق.

ويضم البرنامج الذي صممه باحثون في جامعة كوبنهاغن 17 نموذجا تقدم حلولا ملموسة لمواضيع الخلافات المحتملة، بدءا من طريقة التعامل مع حفلات أعياد الميلاد وصولا إلى طريقة التحدث مع الأطفال عندما يكونون ممتعضين.

ويقول خبراء إن الدورة هي خطوة أولى جيدة، لكنهم يرغبون في أن يحصل الأزواج الذين يريدون الطلاق على المزيد من المشورة.

وأفادت ترين شالديموز، وهي رئيسة جمعية “مودريالبن” لمساعدة الأسرة، إنها “بداية جيدة”، لافتة إلى أن هذه الدورة الإلكترونية كانت “فكرة سهلة وغير مكلفة”. لكنها أضافت أن هذا الحل مفيد فقط “إذا لم يكن الخلاف بين الزوجين محتدما جدا”.

وكان الدنماركيون الذين يسعون للطلاق بالتراضي يقومون بذلك عن طريق تقديم نموذج على الإنترنت لا يتطلب اللجوء إلى أي قاض أو فترة انتظار.

وقالت الباحثة ماي هايد أوتوسن من المركز الدنماركي لأبحاث العلوم الاجتماعية “نعتقد أن الناس ناضجون بما فيه الكفاية لمعرفة ما إذا كانوا يريدون الطلاق أم لا”.

واختبرت هذه النماذج المسماة “التعاون بعد الطلاق” على 2500 متطوع بين العامين 2015 و2018، وكانت النتائج “مذهلة”، وفقا لمارتن هالد، وهو عالم نفس وأستاذ مساعد في جامعة كوبنهاغن شارك في تصميم الدورة.

 وأوضح “في 12 من 14 حالة، استطعنا أن نرى أن البرنامج كان له تأثير إيجابي متوسط إلى قوي على الصحة العقلية والبدنية”، مع الحدّ من مستويات التوتر والاكتئاب والقلق والمعاناة الجسدية أو العقلية.

24