الرهان على المعارضة آخر أوراق تيريزا ماي لتجاوز مأزق بريكست

استنجاد رئيسة الوزراء البريطانية بالمعارضة العمالية يعمّق الانقسام داخل حزب المحافظين، ولندن تستعد لطلب تأجيل الانفصال وسط تشكيك أوروبي.
الاثنين 2019/04/08
حصان طروادة

تواصل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مساعيها إلى تجاوز مأزق بريكست بالمراهنة على أصوات المعارضة العمالية لتمرير الاتفاق داخل مجلس العموم، بعد أن فشلت مرارا في إقناع نواب حزبها المنقسمين بشأن استراتيجيتها. وعلى الرغم من المرونة التي أبداها الزعيم العمالي جيريمي كوربين في دعم الاتفاق، إلا أن نقاط خلاف جوهرية مازالت محلّ نقاش وتجاذب لعلّ أهمها تتمثل في اتحاد جمركيّ دائم مع أوروبا، وهو ما ترفضه ماي إلى حد الآن.

لندن  - حذّرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من أن عدم الاتفاق مع حزب العمال قد يؤدي إلى تفويت الفرصة على بريطانيا في الخروج الآمن والسهل من الاتحاد الأوربي، فيما يُبدي الزعيم العمالي جيريمي كوربين ليونة متحفظة بشأن استراتيجية الانفصال قد تؤدي في قادم الأيام إلى توافقات تتجاوز بريطانيا معها مأزق بريكست.

وأكدت ماي أنه” لا” بريكست من دون الاتفاق مع جيريمي كوربين الزعيم العمالي لضمان موافقة البرلمان قبيل المُهلة الزمنية الممتدة إلى الثلاثين من يونيو المقبل”.

وتأتي التصريحات في وقت مازالت المباحثات مع المعارضة العمالية في بداياتها، حيث يتهم الحزب ماي بعدم تقديم أَي مقترحات أو إضافة أَي تعديلات جديدة، يمكن أن تغيّر من مسار المفاوضات معهم.

وانتقدت ماي تصريحات أعضاء حزب العمال واتهمتهم بعدم الجدية في إضافة لمسات جوهرية في الاتفاق الموقع مع الاتحاد الأوربي بجانب إطالة أمد مرحلة التفاوض بغية تحقيق مآرب أخرى.

وتتضمن خطة حزب العمال اتحادا جمركيا دائما بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، والاندماج في السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي، فيما يدفع العديد من نواب حزب المحافظين المؤيدين للاتحاد الأوروبي باتجاه خروج “سلس” لبلادهم من التكتل.

وإذا تم التوصل إلى اتفاق، فسيتم دمجه في إعلان سياسي حول العلاقة المستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، والذي يصاحب اتفاق الانسحاب.

وقالت شامي تشاكرابارتي كبيرة مسؤولي السياسات القانونية في حزب العمال البريطاني إن رئيسة الوزراء لم تتزحزح “قيد أنملة” عن خطوطها الحمراء بخصوص الخروج من الاتحاد الأوروبي مما يشير إلى انحسار الآمال في انفراجة سريعة قبل قمة للاتحاد الأوروبي.

جاكوب ريس-موغ: إذا أجبرنا على البقاء فينبغي علينا أن نكون الأصعب مراسا
جاكوب ريس-موغ: إذا أجبرنا على البقاء فينبغي علينا أن نكون الأصعب مراسا

وأضافت تشاكرابارتي “الانطباع الذي لدينا حتى الآن هو أن السيدة ماي لم تتزحزح قيد أنملة عن خطوطها الحمراء، من حيث المضمون، لا يوجد مثقال ذرة من الحركة حتى الآن من جانب الحكومة”.

وتابعت “من الصعب تخيل أننا سنحقق تقدما حقيقيا الآن دون انتخابات عامة أو استفتاء ثان على أي اتفاق يمكنها تمريره في البرلمان”.

و قال جاكوب ريس-موغ، وهو نائب بارز عن حزب المحافظين ومن المشككين في جدوى الاتحاد الأوروبي، إنه إذا ظلت بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بعد تاريخ 12 أبريل فينبغي عليها أن تكون أصعب الأعضاء مراسا وترفض إطار عمل ماليا مدته سبع سنوات.

وأضاف ريس-موغ الذي يتزعم مجموعة إي.آر.جي للمشككين في الاتحاد الأوروبي من أعضاء حزب المحافظين “إذا أجبرنا على البقاء فينبغي علينا أن نكون الأصعب مراسا.

وتابع “عندما يتم طرح إطار العمل المالي لسنوات عديدة وإذا كنا لا نزال في الاتحاد فهذه هي فرصتنا التي لا تأتي إلا مرة كل سبع سنوات للتصويت برفض الميزانية”.

وتحلّ مُهلة بريكست في 12 أبريل الحالي، ولا يزال الموقف المعارض لخطة ماي شديدا بشكل واضح.

ورفض البرلمان البريطاني ثلاث مرات الاتفاق الذي توصلت إليه ماي مع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 الأخرى، وبدأت بروكسل تبدي نفاد صبرها.

وكان من المقرر أن تخرج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في التاسع والعشرين من مارس. إلا أن ماي حصلت خلال قمة أوروبية عقدت في 21 و22 مارس على إرجاء القرار حتى الثاني عشر من أبريل الجاري، في حال لم يتم إقرار اتفاق الطلاق، وحتى الثاني والعشرين من مايو في حال تمت الموافقة على الاتفاق في مجلس العموم.

وعلى الطاولة خياران أحدهما يرغمها على القبول بتمديد أكبر يمنح بريطانيا المزيد من الوقت لإعادة التفكير في بريكست وحتى تغيير قرارها بمغادرة التكتل.

والخيار الثاني هو السماح لبريطانيا بمغادرة الاتحاد دون اتفاق في 12 أبريل على أمل أن تكون الفوضى الاقتصادية المتوقعة قصيرة الأجل.

5