عنصرية نتنياهو تدفع العرب في إسرائيل إلى مقاطعة واسعة للانتخابات

القدس - تشهد مدينة عكا القديمة في شمال إسرائيل قبل الانتخابات الإسرائيلية المقرّرة في 9 أبريل أنشطة لحث الناس على التصويت، في ظل تصعيد لحملة تدعو إلى المقاطعة مقارنة بالانتخابات السابقة.
وتخوض أربعة أحزاب عربية داخل إسرائيل الانتخابات البرلمانية ضمن قائمتين متنافستين، وسط حملة تحريض على العرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي. ويمثل العرب 17.5 بالمئة من سكان إسرائيل.
وقالت المرشحة سندس صالح من قائمة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير برئاسة أيمن عودة المتحالف مع أحمد الطيبي “حق التصويت حق يتساوى فيه العرب واليهود، ولكننا نؤكد أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تقصي المجتمع العربي”.
وتعتبر الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة من أكبر القوى العربية في إسرائيل. وأضافت صالح “علينا ألا نترك الساحة البرلمانية خالية من النضال، فيها يتم سن القوانين”. وأشارت إلى أن “هناك أحزابا عربية قدمت الكثير لشعبنا… إذا قاطعنا لن نحصل سوى على عناوين بارزة في الصحف العالمية”.
وفشلت الأحزاب العربية بتشكيل قائمة عربية مشتركة واحدة إلى الانتخابات.
ويحتاج كل حزب في حال ترشح على قائمة منفصلة إلى الحصول على نسبة 3.25 بالمئة من أصوات الناخبين ليدخل الكنيست دفعة واحدة بأربعة مقاعد، وإلا تذهب الأصوات التي حصل عليها هدرا.
ورفعت إسرائيل في انتخابات عام 2015 نسبة الحسم، بشكل يحول دون تمكن الأحزاب العربية من الحصول على النسبة المطلوبة، ما دفع العرب لتشكيل القائمة العربية المشتركة ونجحوا في إدخال 13 نائبا إلى البرلمان.
وشارك العرب في تلك الانتخابات بأعلى نسبة تصويت منذ قيام دولة إسرائيل، إذ بلغت 64 بالمئة. وبالإضافة إلى الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، تخوض الانتخابات القائمة العربية الموحدة وحزب التجمع المكون من الحركة الإسلامية الجنوبية وحزب التجمع الديمقراطي، وهو حزب قومي عربي أسسه عزمي بشارة ويرأسه حاليا جمال زحالقة.
وتحمل الحركة الإسلامية الجنوبية فكر الإخوان المسلمين.
وقال الناشط في حركة المقاطعة أليف صباغ في اجتماع عكا إن “الحركة تنمو”، مشيرا إلى أنها تضمّ “من يعتبرون أيديولوجيا وتاريخيا أن دولة إسرائيل احتلال واستعمار لفلسطين، لكن هناك أيضا تيار من المحبطين صوتوا (في الماضي) للقائمة المشتركة، وبعد فشلها قرروا المقاطعة. كما يوجد تيار شارك لعشرات السنين في الانتخابات ووصل لاستنتاج أن التصويت عبث ولا يغير أي شيء”.

وظهرت كتابات على الجدران وعلى ملصقات الأحزاب في واد النسناس في حيفا طالبت بالمقاطعة. وفوق شعار دولة إسرائيل بالأزرق، وضعت إشارة ممنوع الحمراء، وظهرت عبارة “إذا صوّت الشهداء سأصوت”.
ومزقت لافتات قوائم انتخابية في أم الفحم وفي قرية جسر الزرقاء بالقرب من حيفا وغيرها من القرى.
ويقول المحلل والباحث في معهد يافا للأبحاث عاص الأطرش “حتى الآن تظهر الاستطلاعات أن نسبة التصويت بين العرب ستصل إلى 51 بالمئة وذلك بعد الفشل في تشكيل القائمة المشتركة”، مضيفا “فهم الناس أن الخلاف على المقاعد، ما أفسح المجال أمام تيارات المقاطعة للتحرك”.
ويرى أن من الأسباب التي ستؤدي إلى انخفاض نسبة التصويت “قيام إسرائيل بسن قوانين عنصرية في ظل وجود القائمة المشتركة في الكنيست، إضافة إلى تقاعس الأحزاب وإهمال الجماهير والإحباط… الناس لم يعودوا مهتمين لأن الوضع على حاله”.
ويزيد من زخم الدعوة إلى المقاطعة المواقف التي تصدر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يقود الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، والذي وجّه تحذيرا لليهود من منافسه القوي الجنرال بيني غانتس، قائلا “إذا فاز فإنه سيقوم بتشكيل حكومة مدعومة من العرب، لإقامة حكومة يسار تشكل خطرا على دولة إسرائيل”.
ومن دعايات الليكود، شعار “بيبي أو الطيبي”، وبيبي هو الاسم الذي يطلقه الإسرائيليون على نتنياهو. ولم يتردد نتنياهو في العاشر من مارس الماضي في القول إن “إسرائيل ليست دولة لجميع مواطنيها.. وطبقا لقانون القومية الأساسي الذي أقريناه، إسرائيل هي دولة الأمة اليهودية فقط”.
ويرى عاص الأطرش أن 25 بالمئة إلى 30 بالمئة من أصوات العرب ستذهب للأحزاب الصهيونية، مثل حزب غانتس، مشيرا إلى أن أصوات العرب ذهبت بنسبة 15 بالمئة إلى 16 بالمئة في 2015 إلى الأحزاب الصهيونية.