البنتاغون يخيّر تركيا بين أس-400 الروسية ومقاتلات أف-35

واشنطن تلوّح بفرض عقوبات على أنقرة بسبب المنظومة الروسية، والليرة التركية تتراجع مجددا بفعل الضغوط الأميركية.
الأربعاء 2019/04/03
بعيدة عن الأجواء التركية

واشنطن - لوحت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على تركيا إذا لم تتراجع عن قرارها شراء منظومة الصواريخ الروسية أس-400، ملوحة بأنها لن تسلمها المقاتلات أف-35 ما لم تتخلّ عن المنظومة الروسية.

يأتي هذا فيما قاد التوتر الجديد مع واشنطن إلى نزول جديد لقيمة اللّيرة التركية التي صارت رهينة الضغوط الأميركية وتلويح إدارة الرئيس دونالد ترامب بالعقوبات.

وحذر مسؤول أميركي، الثلاثاء، من شراء تركيا أنظمة صواريخ أس-400 من روسيا، ما من شأنه أن يؤدي ربما إلى فرض عقوبات أميركية عليها، مثلما حدث في قضية القس أندرو برانسون.

وأعلنت واشنطن، الاثنين، أنها ستعلّق تسليم تركيا مقاتلات أف-35 الأميركية وكذلك العمل المشترك معها على برنامج هذه الطائرات، بعدما أصرت حليفتها في حلف شمال الأطلسي على إتمام صفقة كبيرة لشراء الأسلحة من روسيا.

وبعد أشهر من التحذيرات، أكدت الولايات المتحدة أن قرار تركيا شراء منظومة الصواريخ الروسية أس-400 لا يتوافق مع استمرار مشاركة تركيا في برنامج أف-35.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تشارلز سامرز جونيور “بانتظار قرار صريح من تركيا بالامتناع عن تسلّم نظام أس-400، تم تعليق عمليات التسليم والأنشطة المرتبطة بتفعيل القدرات التشغيلية لطائرات أف-35 في تركيا”.

وتابع في بيان أنه “في حال اشترت تركيا منظومة أس-400، فمن شأن ذلك أن يعرض برنامج أف-35 إلى الخطر”.

وأعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم من أن تعامل تركيا عسكريا مع الطرفين قد يمكّن روسيا من الحصول على معلومات متعلقة بمنظومة أف-35 قد تدفعها إلى تطوير دقة منظومة أس-400 ضد الطائرات الغربية.

وأكد البنتاغون أنه بدأ بالبحث عن مصادر ثانية لإنتاج قطع أف-35 التي يتم تطويرها حاليا في تركيا.

وخططت تركيا لشراء مئة مقاتلة من طراز أف-35 أيه وبدأ طياروها بالفعل بتلقي تدريباتهم في الولايات المتحدة.

وأكدت الشركة المصنعة لهذه الطائرات “لوكهيد مارتن” أنها تتوقع بأن تصل قيمة العقود مع الشركات التركية لتصنيع قطع لمقاتلات أف-35 إلى 12 مليار دولار.

تركيا خططت لشراء مئة مقاتلة من طراز أف-35
تركيا خططت لشراء مئة مقاتلة من طراز أف-35

ويعدّ شراء منظومة روسية أمرا نادرا جدا بالنسبة لبلد عضو في حلف شمال الأطلسي، التحالف الغربي الذي تشكّل لمواجهة الاتحاد السوفييتي.

وجاء إعلان الولايات المتحدة الأخير قبل يومين من اجتماع وزراء خارجية الدول الـ29 الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن للاحتفال بذكرى مرور 70 عاما على تأسيس التحالف، وبعد ساعات من تعرض حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “العدالة والتنمية” لانتكاسة كبيرة في الانتخابات البلدية في أنقرة وإسطنبول.

ويتطلع أردوغان، الذي ساءت علاقاته مع الغرب بشكل كبير في وقت ينفذ فيه حملة أمنية ضد المعارضين في الداخل، بشكل متزايد إلى موسكو كشريك. وتحوّلت تركيا إلى الوجهة المفضلة بالنسبة للسياح الروس، ما يشكّل دعما مهما لاقتصاد للبلاد.

واعتبرت صحيفة التايمز البريطانية، الثلاثاء، أن أردوغان البالغ من العمر 65 عاما، لديه 4 سنوات يقضيها في الحكم من دون انتخابات محلية أو وطنية، إلا أنه إذا استمر في التخلص من معارضيه ومكافأة المقربين منه والتقرب من روسيا على حساب حلفائه في الناتو، فإنه سيهدر إرثه السياسي، لأن المنطقة بحاجة إلى حاكم ديمقراطي وليس إلى دكتاتور آخر.

وزار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الأسبوع الماضي تركيا، حيث أصرّ نظيره هناك مولود جاويش أوغلو على أن عملية شراء منظومة أس-400 ستمضي قدما.

واقترح أربعة أعضاء في مجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي، منع تسليم طائرات أف-35 إلى تركيا إذا اشترت منظومة أس-400. وأشاد السناتور الديمقراطي كريس فان هولين بقرار البنتاغون تعليق تسليم المقاتلات الأميركية لأنقرة.

وتدهورت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، العام الماضي، عندما فرض ترامب رسوما جمركية إضافية أدت إلى تراجع الليرة التركية على خلفية محاكمة القس الأميركي أندرو برانسون، الذي كان محتجزا في تركيا.

وتم الإفراج عن برانسون وتحسنت علاقة ترامب بنظيره التركي على ما يبدو، فتحدث إليه قبل قراره المفاجئ بسحب قوات بلاده من سوريا.

لكن سرعان ما عادت التوترات إلى الواجهة مع قلق الولايات المتحدة من إمكانية شن الأتراك هجوما على المقاتلين الأكراد المتحالفين مع واشنطن في سوريا ومحاكمة الموظف في القنصلية الأميركية في إسطنبول متين توبوز بتهم التجسس.

1