الذكاء الاصطناعي يحدث تعديلات في مسار القطاعات الوظيفية

لندن – تسارع وتيرة ولوج تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى مختلف مجالات الحياة اليومية يزيد مخاوف البشر من فقدان أغلب وظائفهم، لاسيما مع إحراز التكنولوجيا تقدما كبيرا في السيطرة على عدة قطاعات، وتخطط شركة ناشئة لزراعة “غوغل” في أدمغة البشر والقضاء على المدارس.
وصرح مؤسس هذه الشركة، نيكولاس كيرينوس، لصحيفة “ديلي ستار” بأن شركته تعمل على تطوير ذكاء اصطناعي ثوري “لتخصيص التعليم” لتمكين “أي شخص من تعلم أي شيء تقريبا، باستخدام الذكاء الصناعي”.
وأوضح أن الناس لن يضطروا إلى عناء كتابة أي أسئلة، حيث سيتم الرد على أي استفسارات على الفور بواسطة “عملية زرع الذكاء الاصطناعي”، والتي ستؤدي إلى إنهاء التعلم في المدارس.
وأضاف “سيكون غوغل في رأسك، وهذا ليس بعيد المنال، سيكون الأمر مثل وجود مساعد ذكي يفكر تقريبا مثلك أنت”.
وشدد على أن الذكاء الاصطناعي “سيمكن أي شخص في العالم، بغض النظر عن من هو؟ أو كم عمره؟ من تسجيل الدخول إلى أجهزة التلفزيون الذكية أو أجهزة الكمبيوتر الخاصة به أو هواتفه الخاصة بواسطة الذكاء الاصطناعي المزروع في الدماغ، ولن تحتاج إلى حفظ أي شيء”. وقال إن الحاجة إلى تعلم الأشياء بطريقة “الببغاء”، حيث يتم تدريسنا في المدارس الحالية، ستختفي تماما وسوف تحرر أدمغتنا للتفكير بطرق جديدة ومبتكرة، تزيد من معدل ذكائنا.
وإن كان كيرينوس ينوي إحالة المدارس على التقاعد وتعويض الإطار التربوي برمته بشرائح مزودة بعملاق البحث غوغل، فإن دراسة أجرتها دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي حول مستقبل تخصصات ووظائف وبيئة العمل، أظهرت نتائجها أن أهم 10 وظائف سيتم إلغاؤها في المستقبل هي: موظف خدمة العملاء والمعلم والطبيب العام والصيدلي والشؤون الإدارية وإدارة الأعمال وسائق وسائل المواصلات ومهندس النفط والمهندس المعماري وموظف الموارد بشرية وموظف القضاء والمحاماة والطيار.
كما قدمت الدراسة قائمة بعشر وظائف ستستحدث وهي: مهندس تكنولوجيا الطاقة ومبرمج الطبيب الذكي ومبرمج مواقع وبرامج ذكية ومهندس إلكتروني ومهندس طباعة أجهزة ثلاثية الأبعاد، ومهندس طب حيوي (الطب الجينومي) وعالم الفضاء ومهندس الذكاء الاصطناعي ومهندس الزراعة (الزراعة الحيوية) ومصمم ومبرمج روبوت (الجندي الذكي).
وتأتي هذه التوقعات والمخاوف مع تنامي السماح للربوتات بالتعاون في ما بينها للقيام ببعض الوظائف، حيث اقتبس باحثون من معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا وجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة ومؤسسات بحثية أميركية أخرى، مؤخرا، فكرة التعاون بين الخلايا الحية من أجل تطوير منظومة جديدة تسمح للروبوتات الصغيرة بالترابط في صورة مجموعات أكبر وتنفيذ مهام مشتركة مثل نقل الأشياء واستكمال مهام مختلفة.
وقالت الباحثة دانيالا روس، مديرة مختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي “لقد صنعنا خلايا روبوتية لا تستطيع القيام بالكثير بمفردها، ولكنها تستطيع إنجاز الكثير من المهام عندما تعمل كمجموعة”.
وأوضحت روس “عندما يكون هذا الروبوت بمفرده، فإنه يكون في حالة كمون، ولكن عندما يتواصل مع جزيئيات روبوتية أخرى، فإنه يستطيع استكشاف العالم والقيام بمهام معقدة”.