خرفان وأبقار تنافس البشر على العمل من أجل حماية البيئة

الاستعانة بـ500 خروف ترعى العشب بأكبر الحدائق بمدريد للحد من أخطار حرائق الغابات وتثقيف 3.2 مليون من سكان المناطق الحضرية غير المعتادين على الحياة الريفية.
الأحد 2019/03/31
الحصول على وظيفة بلا مقابل

يعد تعليم الأبقار استعمال المراحيض وتوظيف الخرفان لحفظ حديقة عامة من الحرائق، على طرافتهما من الحلول التي تحاول من خلالها بعض البلدان حماية أراضيها الزراعية وإنقاذ البيئة من الانبعاثات الضارة.

لندن – يشغل الحرص على حماية البيئة من كل ما من شأنه أن يلحق ضررا بها مختلف الدول، لكن بعضها أوجد طرقا طريفة، تعتمد بالأساس على تعليم الحيوانات فعل ذلك.

ومن بين هذه الحيوانات الخرفان التي أوكلت إليها مهمة حفظ "لا كاسا دي كامبو" أكبر الحدائق العامة بالعاصمة الإسبانية من الحرائق، حيث وظّف منذ نهاية فبراير الماضي في مدينة مدريد 500 خروف لتأكل العشب والأجمة.

والهدف من هذه الخطوة المقامة في منطقة كانت مخصصة للصيد الملكي تغطي 1722 هكتارا، هو الحد من أخطار حرائق الغابات وتثقيف 3.2 مليون من سكان المناطق الحضرية غير المعتادين على الحياة الريفية.

وقالت بياترس غارسيا سان غامبينو، المسؤولة عن إدارة المساحات الخضراء في مدريد، إنها “طريقة فعالة جدا لمنع الحرائق بطريقة طبيعية جدا”.

وأضافت “بدلا من استخدام الآلات نستعين بالخراف التي لا تستهلك الوقود ولا تتسبب في تآكل التربة ولا تلوثها”، موضحة أن السماد الحيواني يساعد في تخصيب التربة ونشر البذور في هذه الحديقة.

وأفاد الراعي ألفارو مارتن “يشعر الناس بسعادة كبيرة، فكل الأشخاص يقتربون (ليشاهدوها) والكثر منهم يفهمون دور الخراف في الحديقة”.

وتابع مارتن (45 عاما) الذي يساعده في مهمته كلب فرنسي لا ينفذ الأوامر إلا إذا أعطيت له باللغة الفرنسية “يأتي الأطفال ويسألون إذا كان بإمكانهم لمسها”.

وفي هذه الحديقة الهائلة الواقعة في الوسط الغربي للمدينة، تجلس الخراف قرب بحيرة اصطناعية وحديقة للحيوانات ومتنزه وتليفريك وبركة سباحة في الهواء الطلق. وبمجرد أن تغرب الشمس، تنام الحيوانات في خيمة كبيرة نصبت في أعلى هضبة تطل على القصر الملكي.

ولكن في يونيو وهربا من درجات الحرارة المرتفعة في العاصمة الإسبانية، تعاد الخراف إلى الأرياف التي تتمتع بمناخ مناسب أكثر وتبقى فيها حتى أكتوبر.

ولا تعد الخرفان وحدها الحيوانات التي تم الاعتماد عليها من أجل سلامة الأرض، فقد قام مبتكر هولندي بإحداث مراحيض للأبقار للمساعدة في خفض انبعاثات الأمونيا التي تسبب أضرارا بيئية.

وبدأت الاختبارات في مزرعة هولندية على الجهاز الذي يستوعب بين 15 و20 لترا من البول التي تنتجه بقرة متوسطة الحجم يوميا. وهذه الكمية من البول تنتج كميات هائلة من غاز الأمونيا في بلد مثل هولندا التي تعد ثاني أكبر مصدر للزراعة والأغذية الزراعية في العالم بعد الولايات المتحدة.

وقال هينك هانزكامب مبتكر هذا الجهاز “نحن نعالج المشكلة من مصدرها”، مضيفا “لن تكون البقرة نظيفة تماما، لكن يمكنك تعليمها استخدام المرحاض”.

والطريقة التي يعمل بها المرحاض لافتة، فالمبولة موضوعة في صندوق خلف البقرة بينما يوجد أمامها حوض مليء بالعلف. وبمجرد انتهائها من الأكل، تحفّز ذراع أوتوماتيكية العصب الموجود قرب ثدي البقرة، ما يجعلها تريد التبول.

وتُختبر حاليا مراحيض الأبقار في مزرعة قرب بلدة دوتيخيم في شرق هولندا، وقد تعلمت 7 من الأبقار الـ58 الموجودة فيها، طريقة استخدامها دون الحاجة إلى تحفيز.

وتُدخِل هولندا قواعد أكثر صرامة حول انبعاثات غازات الأمونيا التي تتسبب بتلوث الهواء. وأفاد هانزكامب أن هذه المراحيض قد “تخفض كمية الأمونيا المنتجة إلى النصف على الأقل”.

24