مستشار الرئيس الأميركي السابق يطالب الإعلام العربي أن يلعب دورا في الساحة الغربية

دبي - أكد المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب للسياسات الخارجية، وليد فارس، أن العلاقة بين الإعلام والسياسة في الولايات المتحدة الأميركية تواجه حالة من الانقسام، إلا أنها مختلفة عما يحدث في العالم العربي الذي توجد به قوى تريد أن تعود إلى الخلف، وأخرى تذهب بقوة نحو الأمام مثل دبي التي أبهرت العالم.
وأضاف فارس خلال جلسة “الإعلام والسياسة: تكامل أم تنافس″، على هامش منتدى الإعلام العربي في دبي، أنه لا يوجد في الولايات المتحدة اهتمام كافٍ بما يحدث في العالم العربي، كما هو العكس عربيا، مطالبا بضرورة أن يلعب الإعلام العربي دورا في الساحة الغربية حتى يهتم المواطن الأميركي بما يحدث في المنطقة.
وأشار إلى وجود لوبيات عربية تُموّل قنوات غربية بغية التحريض على دول المنطقة العربية، وخصوصا مع تهديد الحوثيين الانقلابيين التابعين لإيران، أمن المملكة العربية السعودية.
وناقشت الجلسة الإقبال على المحتوى السياسي ومزاحمته لمجالات إعلامية أخرى قد تتضمن تجارب وقصص ملهمة في الثقافة والفنون والرياضة وغيرها بينما يظل تركيز الصحافة والإعلام العربي بشكل عام على متابعة العمل السياسي وجعله في صدر الاهتمام.
وأكد فارس أن الإعلام الخليجي يؤدي دورا بارزا ورائدا في مكافحة الإرهاب ومقاومة التطرّف والكراهية.
وتطرق المشاركون في الجلسة إلى توصيف العلاقة بين الإعلام والسياسة والتي طالما كانت مثار الكثير من الجدل ولاسيما في الآونة الأخيرة للنظر في مدى تأثير كل منهما في الآخر، إذ ينظر البعض إلى الإعلام على أنه المؤثر الحقيقي في السياسة بينما يتبنى فريق آخر وجهة النظر التي تؤمن بأن التأثير السياسي في الإعلام كفيل بأن يجعله يؤثر في المتلقي بحيث يخرج الخطاب الإعلامي المتزن عن مساره المهني لخدمة أهداف سياسية.
وتناولت الجلسة أيضا دور منصات التواصل الاجتماعي في خلق بيئة سياسية افتراضية واستخدام تلك المواقع للتأثير على المتابعين وهو ما يعيد الغلبة إلى السياسة لاستخدامها الإعلام كوسيلة للترويج والانتشار.
وخلال فعاليات اليوم الثاني من المنتدى، حذر دانيال فونك خبير مكافحة الأخبار الكاذبة بمعهد “بوينتر” للدراسات الإعلامية بالولايات المتحدة الأميركية من تزايد مخاطر التضليل الإعلامي على المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي واصفا ذلك بأنه تهديد كبير يمس مصداقية الإعلام الحديث بشقيه التقليدي والرقمي ممثلا في منصات التواصل وموثوقيته بين جمهور المتلقين.
وأشار فونك خلال جلسته، التي عقدت تحت عنوان “التضليل والأخبار الكاذبة” إلى انتشار الآثار السلبية للمعلومات المفبركة في مجالات الحياة كافة بما يشمل السياسة والاقتصاد والصحة والتعليم ما يحتم ضرورة تطوير سياسات وبرامج متكاملة لمواجهة انتشار هذه الظاهرة التي باتت تهدد المستخدمين وتقودهم في الكثير من الحالات إلى اتخاذ قرارات خاطئة.
وعن طبيعة التضليل المتواجد على المنصات الرقمية أشار فونك إلى وجود ثلاثة أنواع منها وفي مقدمتها الأخطاء غير المقصودة والتي غالبا ما تنشأ نتيجة الجهل بالمعلومة الصحيحة، على عكس النوع الثاني المتمثل في الأخطاء المقصودة بغرض تحقيق أهداف ومصالح خاصة فيما يعد خطاب الكراهية والتعصب النوع الثالث لافتا، إلّا أن جميعها على القدر نفسه من الخطورة.
وأفرد المنتدى مساحة كبيرة من دورته الثامنة عشرة لمجابهة ظاهرة التضليل الإعلامي التي باتت تؤرق المعنيين والمهتمين بالعمل الإعلامي عامة والصحافي خاصة وذلك استنادا إلى دور الحدث كمنصة معنية في المقام الأول بتطوير العمل الإعلامي في البلدان العربية وإيجاد السبل الكفيلة بمواجهة التحديات التي قد تظهر في ذلك القطاع الحيوي.