شركات تجارية تعاقب مواقع التواصل بسحب إعلاناتها بعد هجوم نيوزيلندا

مواقع التواصل الاجتماعي تواجه تدقيقا بشأن المحتوى المرتبط بالتطرف على منصاتها بعد البث المباشر للحادث الإرهابي في نيوزيلندا، وقالت هذه الشركات إنها تتحرك لإزالة التسجيلات.
الأربعاء 2019/03/20
مواقع التواصل أصبحت تعتمد آليات شديدة الدقة بعد الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا

ولينغتون- قررت مجموعة من الشركات النيوزيلندية اتخاذ إجراءات ضد شركات التواصل الاجتماعي للضغط عليها بشأن انتشار المحتوى الضار، فبدأت الثلاثاء بسحب إعلاناتها من منصاتها بعد بث تصوير فيديو مباشر لهجوم إرهابي على مسجدين في مدينة “كريستشيرش” النيوزيلندية على موقع فيسبوك وروابط لبيان عنصري متطرف لمنفذ الهجوم المحتمل على موقع تويتر الأسبوع الماضي.

وأعلن بنك “ويست باك نيوزيلندا” التابع لمجموعة “ويستباك” المصرفية الأسترالية على موقع تويتر “ويستباك نيوزيلندا علق كل إعلاناته على مواقع التواصل الاجتماعي حتى إشعار آخر بما في ذلك فيسبوك، وسنتواصل مع شركات مواقع التواصل الاجتماعي بشأن نشرها للمحتوى الضار”.

وكان اتحاد المعلنين في نيوزيلندا ومجلس الاتصالات التجارية النيوزيلندي قد أصدرا بيانا الاثنين شجعا فيه الشركات الأعضاء على إعادة النظر بشأن الجهات التي ينشرون فيها إعلاناتها.

وبحسب البيان فإن “أحداث كريستشيرش تثير السؤال التالي: إذا كان أصحاب هذه المواقع يستطيعون استهداف عملائهم بالإعلانات الموجهة في أقل من ثانية، فلماذا لا تستطيع استخدام نفس التكنولوجيا لمنع بث هذا النوع من المحتوى (أعمال العنف والمواد المحرضة على العنف والكراهية) مباشرة”.

وأضاف البيان أنهم يضغطون “على فيسبوك وأصحاب المنصات الأخرى لاتخاذ خطوات فورية للتعامل الفعال مع المحتوى المحرض على الكراهية قبل بث أي مأساة أخرى بثا مباشرا على الإنترنت”.

بدوره، أعلن ديفيد شانكس مدير الرقابة في نيوزيلندا الاثنين اعتبار فيديو الهجوم الذي تبلغ مدته 17 دقيقة مرفوضا رسميا، وهو ما يعني أن مشاهدته أو بثه على أي وسيلة في نيوزيلندا غير قانونيين.

من جهتها، قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرين الثلاثاء إن المسلح الذي نفذ الهجوم لديه “مجموعة من الأسباب” لارتكاب هذا العمل الإرهابي وإن “تحقيق الشهرة الشخصية أحد هذه الأسباب.. وهذا شيء يمكننا حرمانه منه تماما”، مضيفة “هناك أمر واحد أستطيع تأكيده وهو أنكم لن تسمعوني أنطق اسمه”.

وواجهت شركات فيسبوك وتويتر وغوغل تدقيقا بشأن المحتوى المرتبط بالتطرف على منصاتها بعد البث المباشر للحادث الإرهابي. وقالت هذه الشركات إنها تتحرك لإزالة التسجيلات. وصرح موقع فيسبوك في بيان الثلاثاء، بأنه تلقى أول بلاغ عن الفيديو الذي وثق مذبحة مدينة كريستشيرش النيوزلندية بشكل مباشر بعد 29 دقيقة من بدء بثه.

وأوضح أن مستخدميه أبلغوا عن هذا البث بعد 12 دقيقة من انتهائه. وقال الموقع إنه حذف الفيديو الذي وثق الجريمة “بعد دقائق” من تلقي طلب من الشرطة النيوزلندية بذلك، وإن الموقع لا يدري الوقت الذي ظل فيه الفيديو متاحا للمشاهدة على الإنترنت.

اتحاد المعلنين في نيوزيلندا ومجلس الاتصالات التجارية النيوزيلندي قد أصدرا بيانا الاثنين شجعا فيه الشركات الأعضاء على إعادة النظر بشأن الجهات التي ينشرون فيها إعلاناتها

يشار إلى أن مقاطع البث المباشر تظل في العادة متاحة حتى بعد نهاية البث. وأوضح فيسبوك أن مقطع الفيديو شوهد نحو 200 مرة أثناء بثه حيا، وشوهد 4000 مرة إجمالا، قبل أن يتم حذفه من قبل إدارة فيسبوك، ولكن أحد المستخدمين كان قد حمل نسخة منه ورفعها على موقع “8 شان” قبل أن ينتبه الموقع للفيديو، وهو الأمر الذي ساهم في ما بعد في انتشار المقطع.

وكان فيسبوك قد أعلن مطلع الأسبوع الجاري أنه حذف 1.5 مليون فيديو خلال أول 24 ساعة بعد نشر الهجوم على الإنترنت، منها 1.2 مليون مقطع تم وقف تحميلها أصلا. ورغم أن مستخدمين حاولوا التحايل على التعرف الآلي على المقاطع الممنوعة من النشر بإجراء تعديلات على الفيديو، إلا أن الموقع نجح في منع نشر المقاطع اعتمادا على خاصية مقارنة الصوت.

من جهتها، قالت شركة تويتر إن لديها ”آليات شديدة الدقة وفريقا متفانيا للتعامل مع الحالات الملحة والطارئة“. وأضافت ”نتعاون أيضا مع الأجهزة الأمنية لتيسير تحقيقاتها كما ينبغي“. كما قال موقع يوتيوب التابع لغوغل ”يرجى العلم أننا نعمل بجهد لإزالة أي مقطع ينطوي على عنف“.

19