تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ترتقي بتجربة التعليم في الإمارات

الإمارات تعمل على توفير تقنيات تعليمية متطورة لتشجيع جيل المستقبل على الريادة.
الثلاثاء 2019/03/19
التعليم الإماراتي يواكب تطورات العصر

دبي - تتبنّى دولة الإمارات العربية المتحدة توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم، بهدف تعزيز قدرات ومهارات جيل المستقبل وللارتقاء بتجربة التعليم في البلاد.

وأكد وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، عمر بن سلطان العلماء، أنّ معدل النمو السنوي لقطاع الذكاء الاصطناعي العالمي في مجال التعليم، سيبلغ 31 بالمئة بحلول عام 2027، ما يزيد من قدرة الطلاب على تنمية مهاراتهم في ابتكار حلول فعالة لمختلف التحديات.

وأشار في كلمة له خلال الإعلان عن إطلاق الدورة الثانية لمخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي أن “الدورة الثانية لمخيم الإمارات يستهدف 10 آلاف طالب، من مرحلة الثانوية العامة والجامعات وموظفي القطاعين الحكومي والخاص في الدولة بهدف تطوير مهاراتهم وقدراتهم في القطاعات التي يهتمون بها”.

وشدد على أهمية تعزيز التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين للبرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي من القطاعين الحكومي والخاص لتطوير مهارات الشباب وتعريفهم بأحدث التقنيات الناشئة، وإشراكهم في تحقيق مخرجات الاستراتيجيات التعليمية في الإمارات.

وسيتيح مخيم الذكاء الاصطناعي والذي ستحتضنه بيئة كليات التقنية المتطورة للمشاركين، خوض تجربة تعليم تطبيقية ممتعة لمجالات علوم الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وستحاول فروع للكليات في مختلف الإمارات إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الطلبة للاستفادة من المخيّم.

وستعقد الدورة الثانية للمخيّم على مرحلتين خلال عطلتي الربيع والصيف، ويركز مخيّم الربيع الذي ينطلق في شهر أبريل المقبل، على تعريف المنتسبين بأبرز التقنيات الناشئة في مجال تعلّم الآلات وعلوم البيانات، فيما تعقد فعاليات مخيم الإمارات الصيفي للذكاء الاصطناعي في شهري يوليو وأغسطس، وتركز على تطوير مهارات علوم الروبوتات والبرمجة.

عمر العلماء: الذكاء الاصطناعي يعزز قدرة الطلاب على تنمية مهاراتهم في ابتكار حلول
عمر العلماء: الذكاء الاصطناعي يعزز قدرة الطلاب على تنمية مهاراتهم في ابتكار حلول

ويعتبر المخيّم فرصة للتركيز على مجالات أوسع في الذكاء الاصطناعي وتوسيع دائرة البرامج التدريبية في أنحاء الدولة. وكانت الدورة الأولى لمخيّم الإمارات للذكاء الاصطناعي العام الماضي استقطبت أكثر من 5000 طالب من برامج الشراكات المتنوعة التي تم تنظيمها، بالتعاون مع 12 جهة حكومية وخاصة.

وتعدّ تكنولوجيا الذكاء الصناعي من أهم أولويات الحكومة الإماراتية وضمن استراتيجياتها التي تركز على مواكبة التطورات الرقمية لبناء المستقبل والارتقاء بمكانة الدولة على مستوى العالم. وتستهدف إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي عدة قطاعات حيوية في الدولة منها التعليم وتراهن عليه لزيادة الرغبة في التعلم.

من جهتها، أكدت شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب أن الذكاء الاصطناعي أهم ما يمكن أن تتناوله البرامج المعرفية الموجهة للشباب”.

وأضافت أن هناك جهوداً حثيثة تبذل كي يتسلح شباب الإمارات بأهم المهارات والمعارف والأدوات التي تصل بهم ليكونوا قادة المستقبل، متغلبين بذلك على تحديات ملفات العمل في المستقبل، مثل التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي والطاقة البديلة.

واعتبر مدير مجمع كليات التقنية العليا، عبداللطيف الشامسي، أن تدشين أول منطقة حرة اقتصادية في كليات التقنية في دبي يساعد في بناء شراكات تمكّن الطلبة من التعامل مع التكنولوجيا المتقدمة، ومنها ما يرتبط بالذكاء الاصطناعي ويحفزهم لاستثمار هذه التكنولوجيا في مشاريع مستقبلية.

ويشير خبراء أن التطورات المتسارعة في استخدامات أنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة تفرض أن نقيّم فجوة المهارات الرقمية الحالية والمستقبلية والعمل على سدها؛ من خلال مواصلة تطوير نظام التعليم والتدريب التقني والمهني حتى يتسنّى إعداد جيل قادر على قيادة برامج الذكاء الاصطناعي ومواكبـة الثورات العلميـة والتكنولوجية في سوق العمل.

وأشارت مي مدحت المدير التنفيذي لشركة “ايفنتوس” إلى أن “التطور السريع في تقنية الذكاء الاصطناعي يسمح لنا أن نتخيّل أنماطا جديدة للتواصل بطرق لم تخطر ببالنا قط، وعند التعامل بعقلية منفتحة مع هذا التطور المذهل يمكننا استغلاله لتحقيق طفرة حقيقية في جني ثمار الذكاء البشري، أملا بجيل جديد من التكنولوجيا يتمحور حول الإنسان، ويهدف إلى إزالة العوائق التقنية التي تحيل دون التواصل العميق والحقيقي بين البشر”.

وتحتل الإمارات موقعا متقدما في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي على مستوى عالمي، من خلال جهودها للارتقاء بتجارب المدينة الذكية وأنشطتها المختلفة، بدءا من الأحداث والفعاليات الضخمة المتصلة بالإنترنت، ومرورا بالسيارات ذاتية القيادة، ووصولا إلى تحقيق الاستفادة الكاملة من المشاريع والأعمال الذكية.