باكستانيون يصنعون مزمار القربة بعيدا عن اسكتلندا

مزمار القربة أتى في النصف الثاني من القرن التاسع عشر مع الاستعمار البريطاني، إلى الهند التي كانت باكستان جزءا منها قبل الاستقلال والانقسام عام 1947.
الاثنين 2019/03/11
"الناس يعشقون مزمار القربة"

سيالكوت (باكستان)- في عائلة عمر فاروق تنتقل صناعة مزامير القربة من جيل إلى جيل في مدينة سيالكوت الباكستانية حيث تباع بالآلاف بعيدا عن اسكتلندا مهد هذه الآلة الموسيقية.

وينشغل عمال مصنع “ميد إيست” في سيالكوت (شرق بكاستان) بنحت الخشب وصقله وطليه. من لوح من خشب الأبنوس أو الزهري ينبثق تدريجيا المزمار الذي ينفخ فيه العازفون ليصدر صوتا حادا. وتعتمد الطريقة نفسها في صناعة الأنابيب التي تصدر صوتا خفيضا.

ويضاف إلى هذين العنصرين بعض الزينة، ويربطان إلى كيس غالبا ما يكون مصنوعا من قماش ترتان الصوفي المخطط بألوان مختلفة والذي تشتهر به اسكتلندا.

يذكر أن مزمار القربة الاسكتلندية في شكله المعويقول عمر فاروق أحد مسؤولي المصنع، “في عائلتي كل الصبيان يعرفون صنع مزمار القربة مرحلة بعد أخرى. عندما كنا في السابعة أو الثامنة من العمر، كنا نأتي إلى المصنع، كان بمثابة مدرسة لنا، وكان آباؤنا وأعمامنا بمثابة مدرسين لنا”.

ويشكل هذا الأمر مفارقة بعيدا عن الأراضي الاسكتلندية. وقد عرف جنوب آسيا على مدى قرون آلتي البونجي والشهناي، وهما كلارينيت صغيرة ومزمار تقليدي يستخدمه مروضو الأفاعي.

إلا أن مزمار القربة أتى في النصف الثاني من القرن التاسع عشر مع الاستعمار البريطاني، إلى الهند التي كانت باكستان جزءا منها قبل الاستقلال والانقسام عام 1947.

ويقول ديريك فوريست أستاذ الموسيقي الغاليّة في جامعة هايلاندز في اسكتلندا “حمل الجيش البريطاني مزمار القربة معه أينما حل”.

وقد تبنى الباكستانيون هذا التقليد بعد ذلك، وتضم البلاد عشرات الفرق التي تشارك في أعراس ومناسبات دينية. ويقول ياسر ساين قائد فرقة ثلاثية في سيالكوت مبتسما، “الناس يعشقون مزمار القربة”. 

24