"ويكي جاب" طموح أردني للمساواة الرقمية بين الجنسين

عمّان – شهد مقر السفارة السويدية بالأردن احتشاد نحو مئتي متطوع جلسوا حول شاشات أجهزة الكمبيوتر، بهدف تنفيذ مهمة واحدة جمعت بينهم جميعا في مكان واحد، وهي زيادة المحتوى الخاص بالنساء الملهمات على الإنترنت وإضافة ملفات شخصية عنهن على ويكيبيديا أشهر منصة موسوعية على الشبكة العنكبوتية.

وجاء هذا النشاط المسمى “ويكي جاب” في إطار مبادرة عالمية، تقودها سفارتا السويد وكندا، بهدف جسر الهوة في المعلومات بين الذكور والإناث على موسوعة ويكيبيديا.

وكشف منظمو هذه المبادرة أن المقالات المتاحة بالنسبة إلى الرجال على ويكيبيديا تزيد أربع مرات عن مثيلتها المخصصة للنساء.

وشدد إريك أولينهاج، سفير السويد لدى الأردن، على أن العمل على تغيير ذلك سيكون خطوة إيجابية على طريق تحقيق المساواة بين الجنسين.

وأضاف أولينهاج “آمل أن يساهم ذلك في تغيير النسبة المئوية الحالية على المدى البعيد، فمن الجيد أن تتمكن المرأة من تصور أنه بإمكانها أن تصبح سيدة أعمال معروفة أو متحدثة رسمية بارزة، إن ذلك مهم وملهم لأنه جزء من وصف العالم كما هو”.

وتلقى المتطوعون جلسة تدريب قصيرة بشأن إضافة مدخلات على ويكيبيديا والبدء في كتابة قصص عن رموزهم النسائية المفضلة.

وأكدت هلا سقا، متطوعة، أنها لا تتوقع أن يكون عدد النساء على الشبكة العنكبوتية كافيا، مشيرة إلى ضرورة أن تقوم ومن معها بتقديم الدعم اللازم لتجاوز هذه المعضلة.

وتابعت سقا “أشعر أن الرجال يحظون بالحصة الأكبر من التواجد على الإنترنت، لذلك من الجيد أن تحاول النساء أيضا إظهار جهودهن”، وترى أن أسباب هذا النقص عديدة ومن بينها الخجل ومواقف المحيط، لكن الآن صار بالإمكان التخلص من كل هذه العقد والمضي قدما خصوصا بوجود أناس يباركون هذه الخطوة.

وتعمل المتطوعة الأردنية على إنجاز مقال يبرز دور النساء العربيات في مجال الآثار.

وأضافت لميس عودة، متطوعة أخرى، “كثيرا ما نأتي إلى هنا بهدف إنجاز بحوث حول نساء فاعلات في المجتمع وبعض الشخصيات المهيمنة، لكن تفشل محاولات بحثنا، إذ نجد مواقع البحث عبر الإنترنت خالية من أي معلومات حول ما جئنا من أجله، ولا يوجد حولها أي أثر على ويكيبيديا”.

وأكدت عودة “لهذا فمن الواجب علينا أن نتعاون، حتى نتمكن من إنشاء صفحات خاصة بنساء فاعلات، وبذلك يمكن لأي باحث عن معلومات حولهن أو راغب في التعرف عليهن أن يتوفر له ذلك على ويكيبديا”.

وتجدر الإشارة، إلى أن حدث “ويكي جاب” نُظم في حوالي 54 دولة وأثمر كتابة 13 ألف مقالة بثلاثين لغة مختلفة. ويقول منظموه إن عدد قراء تلك المقالات بلغ 57 مليون قارئ خلال عام.