التصاميم المراعية للبيئة نجم أسبوع الموضة في باريس

مجموعة من مصممي الأزياء يقدمون ملابس مصنوعة من مواد أعيد تدويرها بنسبة 15 بالمئة على هامش أسبوع الموضة بباريس.
الثلاثاء 2019/03/05
الاستفادة القصوى من كل قطعة قماش

قدمت مجموعة من مصممي الأزياء على هامش أسبوع الموضة بباريس، تصاميم تحمل وعيا بما يشهده العالم من حولهم من أزمات بيئية وحروب مناخية، معتبرين أن الحل الأمثل في الاستفادة من قطع القماش المهدرة وذلك بإعادة تدويرها وإضفاء طابع جذّاب عليها.

باريس - يتحلّى مصممو أزياء شباب سطع نجمهم خلال أسبوع الموضة في باريس بوعي متنام بقضايا البيئة، قالبين رأسا على عقب مناهج الإنتاج للحدّ من الهدر ولجم الاستهلاك المفرط.

وقدّمت الفرنسية مارين سير (27 عاما) أحد أبرز العروض في فعاليات الموضة الباريسية في ديكور يحاكي أجواء نهاية العالم مع “أزمات بيئية وحروب مناخية تقضي على ما تبقّى من الحضارة التي نعرفها”.

وتنقّلت عارضات ملثّمات أو يضعن أقنعة واقية من الغاز في مغارات وهن يرتدين ملابس مصنوعة من مواد أعيد تدويرها بنسبة 15 بالمئة. وكان أبرز قطع المجموعة السابقة فستان سهرة صنع من بطّانيات قديمة.

وقالت المصممة التي نالت جائزة “ال في ام اتش” في نسختها للعام 2017 والتي شهدت مبيعاتها ازديادا كبيرا “إعداد تصاميم مستدامة تحد كبير… إذ يقتضي الأمر إعادة تدوير المواد وفق الأصول وإضفاء طابع جذّاب على المنتجات المعروضة في الواجهات”.

والأمر سيّان بالنسبة إلى ماركة “أوتولينغر” الناشئة في برلين حيث يضع المصممون لمساتهم على ملابس جاهزة ويُستخدم فائض الإنتاج لصنع قطع جديدة.

وصرّحت كوسيما غاديينت، إحدى مؤسِّسات هذه العلامة التجارية في كواليس عرض لقي استحسان النقاد، “لم يعد في وسعنا تبرير فيض الإنتاج هذا والاستهلاك المفرط”.

وأضافت شريكتها كريستا بوش “قطعنا شوطا طويلا في مجال الموضة، ونحن نقطّع ملابس جاهزة أصلا ونعيد تصميمها بطريقة مختلفة”.

وأشارت بوش إلى أن هذا النهج يسمح بإضفاء لمسات ابتكارية على سترات أو قمصان رائجة، موضحة “نكتشف أمورا تدهشنا وتمدّنا بأفكار جديدة”.

وتعتمد المصممة السويسرية إليان هوتشي (32 عاما) التي دعيت هذه السنة للمرة الأولى إلى فعاليات أسبوع الموضة في باريس، تقنيات قديمة لإعادة ابتكار ملابس لماركتها “سافوار فير”.

وصبّت هوتشي تركيزها هذه السنة على “إصلاح الملابس”، وهو، بحسب قولها، “مفهوم يعدّ سيّئا وباليا لا يليق سوى بالجدّات في حين أنه دراية بحدّ ذاتها قد تساهم في صنع سلع فاخرة”.

وأوضحت أنها تبذل قصارى جهدها في كلّ المراحل لمراعاة البيئة “فيعاد تدوير الورق والنسيج… ويقضي الإصلاح بأن نجود بالموجود”.

وتعتمد بعض الماركات الشهيرة خطّ إنتاج مستدام، مثل البريطانية ستيلا ماكارتني التي بنت علامتها على أسس أخلاقيات الموضة والاستخدام المتزايد للأنسجة المعاد تدويرها.

أما نظيرتها فيفيين ويستوود، فتدعو إلى تكثيف الجهود أكثر ومطالبة المستهلكين بعدم اقتناء ملابس مصنوعة بالطرق التقليدية.

وأقرّ زوجها النمساوي أندرياس كرونتهالر الذي يتولّى إعداد العروض الباريسية بأنه يحلو له تصميم “مجموعات ضخمة لكنني لا أظن أن هذا النهج يتماشى مع عصرنا. فنحن لم نعد في حاجة إلى كلّ هذا”.

وأردف “أفكر مليا قبل أن أشتري كنزة أخرى زرقاء. فالنهج المستدام يقوم على إعادة استخدام ما هو موجود أصلا أو مشتقات منه كانت لتنتهي في سلّة المهملات”.

وكانت جمعية أميركية أبدت اهتماما،  منذ العام الماضي، بمعالجة مخلّفات أقمشة الماركات، حيث يخلّف قطاع الموضة نفايات قماشية بالأطنان، لاسيما في مدينة نيويورك حيث تعقد فعاليات أسبوع الموضة مرتين في السنة وتترك لوحدها كميات كبيرة من مخلفات النسيج التي يصعب التعامل معها في مكابات النفايات.

ويواجه قطاع الموضة “ضغوطا متزايدة” لبذل المزيد من الجهود من أجل البيئة.

ويسحق العاملون بهذه الجمعية الأقمشة الصغيرة جدا لاستخدامها في صناعة عوازل حرارية أو حشو المفروشات بها. أما أقمشة الليكرا التي يتعذّر سحقها، فهي تستخدم مثلا لحشو أكياس الملاكمة.

وفي المجموع يعاد تقريبا تدوير 54 بالمئة من الأقمشة، في حين يباع 41 بالمئة منها ويرمى 5 بالمئة في المكبّات

24