تجديد أسلوب تعليم الموسيقى يحمي مواهب الشباب ويحفزهم على الإبداع

التكنولوجيا تساعد على وقف اختفاء الموسيقى من المدارس من خلال تطوير سبل تلقيها عند الشباب.
الثلاثاء 2019/03/05
يجب حماية المواهب الموسيقية منذ الصغر

لندن – حذر تقرير جديد للجنة الموسيقى البريطانية من إحباط المواهب الشابة إذا لم يقع تطوير التعليم الموسيقي ليتناسب مع احتياجات العصر وأذواق الأجيال الجديدة، حيث تفشل المدارس في خلق تفاعل بين الشباب وبين النمط الموسيقي المفضل لديهم.

وأشار تقرير اللجنة تحت عنوان “إعادة طموحاتنا في مجال تعليم الموسيقى”، وهو نتيجة لاستطلاع دام 18 شهرا تحت إشراف نيكولاس كينيون المدير الإداري لمركز باربيكان وهو أكبر مركز للفنون التعبيرية في أوروبا، إلى قدرة الشباب على تحقيق إمكانياتهم الموسيقية إذا أقيمت صلات أفضل بين المدارس ومعلمي الموسيقى ومنظمات الموسيقى الممولة من القطاع العام في المجتمع.

 ودعت اللجنة إلى توفير تعليم موسيقي مجاني شامل في المدارس، وعدم تصنيفها على أنها “ممتازة” إلا إذا وفرت برنامجا ثقافيا واسعا، وساهمت في مبادرات لإشراك الشباب في مخططات عمل منظمات الموسيقى.

وقال كينيون “نتفهم الضغوط في المدارس لتحقيق أهدافها التعليمية ودفع تلاميذها إلى بلوغ نتائج مشرفة. ولكن أصبح جليا أن هذه الأهداف ليست كافية”.

ويعتقد كينيون أنه “لا يجب النظر في تمويل الشباب ودفعهم نحو الفرص المتاحة لتحقيق تقدمهم فقط، إذ يتعين علينا القيام بالمزيد من أجل نقل تعليم الموسيقى إلى القرن الحادي والعشرين”. ويؤكد على كون الموسيقى “أساسية لخلق مهارات الاقتصاد الحديث والمجتمع”، مستندا إلى بيان صادر عن لجنة الموسيقى.

وفي حين تولّد صناعة الموسيقى “قيمة اقتصادية كبيرة”، يحسّن التعليم في شكله الفني الثقة بالنفس ومستوى التلاميذ الأكاديمي. ودعا كينيون إلى دعم كل شاب لتحقيق مواهبه الموسيقية، ويعتقد أن هذه قضية أساسية تتعلق بتكافؤ الفرص. وتوجد بعض النتائج الإيجابية، لاسيما في السنوات الأولى، أين أظهر فريق اللجنة قدرته على مساعدة هؤلاء الشباب في بدء مشوارهم الموسيقي وتحفيزهم على الإبداع.

التكنولوجيا قد تقدم الكثير في مجال تعليم الموسيقى، بدءا من تطبيقات تسمح للمستخدمين بتأليف موسيقى رقمية على الهواتف الذكية، وحتى تعليم الذات العزف على الغيتار على سبيل المثال، أو مشاهدة فيديوهات عبر موقع يوتيوب

وحسب كينيون تكمن المشكلة في “أننا غالبا ما نخذل المواهب ونخذل أنفسنا عبر عدم دعمهم نحو التقدم والوصول إلى المنافع الشخصية والإبداعية والاقتصادية للاستثمار الأولي الذي نتخذه جميعا”. وطالب متحدث باسم وزارة التعليم عن تعاون الوزارة مع مجموعات موسيقية بتجديد نهج التعليم الموسيقي، قائلا “نريد أن يحصل جميع التلاميذ على فرصة لدراسة الموسيقى في المدرسة. هذا هو السبب في جعل المادة إلزامية في المناهج الدراسية الوطنية من سن الخامسة حتى سن الرابعة عشرة”.

وتابع بقوله “إننا نستثمر المزيد من الأموال في برامج تعليم الفنون أكثر من أي برنامج آخر، باستثناء الرياضة، إذ استثمرنا حوالي نصف مليار جنيه إسترليني لتمويل مجموعة من البرامج الموسيقية والثقافية بين عامي 2016 و2020”.

وتعتقد لجنة الموسيقى البريطانية أن التكنولوجيا تساهم في دعم المواهب الموسيقية للشباب إذ بإمكانهم استغلال التكنولوجيا في تطبيقات لتأليف الموسيقى الرقمية مثلا.

 وتشير اللجنة إلى أن التكنولوجيا يمكن أن تقدم الكثير في مجال تعليم الموسيقى، وربما تساعد في وقف اختفاء الموسيقى من المدارس، لاسيما أنها تتطور بوتيرة سريعة جدا.

 وقالت اللجنة في تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”، إن قطاع تعليم الموسيقى لم يعد يعكس واقع انخراط الشباب في تعلم الموسيقى حاليا، معتبرة أن خطر هذا “الانفصال” بين الطرفين يمكن أن يجعل أساليب وطرق تعليم الموسيقى الحالية عتيقة وقديمة الطراز. وأضافت أن التكنولوجيا قد تقدم الكثير في مجال تعليم الموسيقى، بدءا من تطبيقات تسمح للمستخدمين بتأليف موسيقى رقمية على الهواتف الذكية، حتى تعليم الذات العزف على الغيتار على سبيل المثال، أو مشاهدة فيديوهات عبر موقع يوتيوب.

وشددت اللجنة، التي تضم قيادات بارزة في الموسيقى المعاصرة ورموزا من مجلس الفنون في إنكلترا والمجالس المرتبطة بالمدارس الملكية للموسيقى، على أن الأمر لا يتعلق باستبدال التعليم التقليدي للموسيقى بالطريقة التقنية، بل دمجهما معا، والعمل جنبا إلى جنب، وتحدي صنع الموسيقى الصوتية، لخلق المزيد من الممارسات المعاصرة ذات الصلة.

وقال أعضاء اللجنة إن “الجيل الحالي من متعلمي الموسيقى يمكن أن يستكشفوا أي نوع من الموسيقى في أي وقت، إذ تسمح لهم التكنولوجيا بالوصول إلى أي ثقافة حول العالم والاندماج فيها”.

17