بعد بافتا وغولدن غلوب رامي مالك يحصد الأوسكار

الممثل رامي مالك- وهو أول ممثل أميركي من أصول شرق أوسطية- تمكن من حصد جائزة الأوسكار، الأهم في عالم السينما، ليتربع على عرش هوليوود للمرة الأولى.
الثلاثاء 2019/02/26
تفوق على أسماء لامعة

"عادة ما يحلم الإنسان بأن يكبر وتصبح لديه وظيفة ما، ولكن أن تصبح ممثلا وتفوز بجائزة الأوسكار فذاك شيء لم أكن أتخيله أبدا في أحلامي الجامحة"، هكذا وصف الممثل الأميركي صاحب الأصول المصرية رامي مالك مشاعره للصحافيين إثر تتويجه بجائزة أفضل ممثل في الحدث السينمائي الأكبر في هوليوود، عقب تجسيده لدور المطرب البريطاني الراحل فريدي ميركوري في فيلم "بوهيميان رابسودي" (الملحمة البوهيمية).

لوس أنجلس- “إنه أكبر تحد واجهته على الإطلاق”، هكذا وصف الممثل الأميركي من أصل مصري رامي مالك مشاركته في فيلم “بوهيميان رابسودي” (الملحمة البوهيمية)، الذي جسد فيه شخصية فريدي ميركوري، المغني الرئيسي في فرقة الروك البريطانية “كوين” والذي توفي عام 1991.

وقد آتى مجهود مالك أُكُله، حيث فاز ليلة الأحد/ الاثنين بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن دوره في هذا الفيلم، وكان مالك (37 عاما) فاز من قبل عن الدور نفسه بجائزتي “غولدن غلوب” الأميركية و”بافتا” البريطانية.

واضطر مالك إلى الخضوع لتدريب شاق لأداء هذا الدور، حيث قال إنه درس فيديوهات ميركوري حتى يتمكن من تجسيد الشخصية على نحو متطابق، وأضاف “لم أر نفسي كمغن مطلقا، أنا لم ألمس البيانو مطلقا من قبل.. لقد كان طريقا وعرا بالنسبة لي، واضطررت إلى تلقّي دروس وتعلم كل شيء”.

وولد مالك في 12 مايو 1981 في لوس أنجلس، وهو ابن مهاجر مصري، كان يعمل قبل الهجرة مرشدا سياحيا في العاصمة المصرية القاهرة، أمّا والدته فكانت تعمل محاسبة.

ولدى مالك أخ توأم مطابق له في الشكل اسمه سامي يعمل مدرسا، وأخت كبرى تعمل طبيبة.

وكان أول عمل سينمائي شارك فيه مالك الفيلم الكوميدي “ليلة في المتحف”، الذي قام ببطولته النجم الأميركي بن ستيلر، كما شارك في فيلم “ملحمة الشفق: بزوغ الفجر 2” وفيلم الدراما “أولدبوي”.

وانطلق مالك إلى عالم النجومية بعد تجسيده شخصيةَ خبير تكنولوجيا المعلومات إليوت ألديرسون (قرصان الإنترنت) الذي يعاني من اكتئاب واضطراب في الهوية في المسلسل التلفزيوني “مستر روبوت”، وحصل عن دوره في المسلسل على جائزة إيمي عام 2016.

كما ربح مالك من فيلم “بوهيميان رابسودي” على المستوى الشخصي، حيث يرتبط حاليا بالممثلة البريطانية لوسي بوينتون، التي جسدت دور صديقة ميركوري ماري أوستين في الفيلم.

ونافس مالك على الجائزة كلا من فيغو مورتينسين عن دوره في فيلم “غرين بوك” (الكتاب الأخضر)، وبرادلي كوبر عن فيلم “إيه ستار إيز بورن” (مولد نجمة) وكريستيان بيل عن فيلم “فايس”، فضلا عن ويليم دافو عن فيلم “على عتبة الخلود”، وجميعهم أسماء عملاقة في عالم السينما الأميركية.

ورغم صعوبة الحلم في حد ذاته وفقا لنقاد كثيرين، إلاّ أنه صار حقيقة، وحصد مالك -وهو أول ممثل أميركي من أصول شرق أوسطية- على الجائزة الأهم في عالم السينما، ليتربع على عرش هوليوود للمرة الأولى.

ولم يهمل مالك أصوله المصرية عند تسلم جائزة الأوسكار في نسختها الـ91 بلوس أنجلس، حيث قال “أنا ابن مهاجرين مصريين، وجزء من سيرتي يُسطر الآن، أشعر بالامتنان لجميع الحضور هنا، ولكل من آمن بي، وسوف أعتز بهذه اللحظة طيلة حياتي”.

وفي ختام حديثه أدهش رامي الحضور بقوله “أعلم أنني لم أكن الخيار الأوضح للعب دور فريدي ميركوري، لكن أعتقد أنني نجحت في هذا الرهان”.

16