"روما" يفوز بجوائز الإخراج والتصوير السينمائي وأفضل فيلم أجنبي

المخرج ألفونسو كوارون يستدعي في فيلم "روما" كلاسيكيات الواقعية الإيطالية الجديدة لينجح في خلق عالم فعلي يتطلب شاشة كبيرة لإدراك كافة أبعاده.
الثلاثاء 2019/02/26
لقاء مع الزمن الضائع

فاز فيلم "كتاب أخضر" (غرين بوك) الذي ينتمي إلى أفلام رحلات الطريق بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم متغلبا على فيلم "روما"، مما حرم شبكة “نتفليكس” من فرصة أن تكون أول خدمة بث تتفوق على استوديوهات هوليوود في عقر دارها، إلاّ أن فيلم “روما” لمخرجه ألفونسو كوارون حصد ثلاث جوائز أوسكار دفعة واحدة.

لوس أنجلس- فاز المكسيكي ألفونسو كوارون مخرج فيلم “روما” بجائزة أفضل مخرج عن العمل الفني المنتج بالأبيض والأسود، والذي يحكي عن طفولته، كما حصد الفيلم جائزتين أخريين، هما أفضل فيلم أجنبي وأفضل تصوير سينمائي في حفل أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأميركية في النسخة الـ91 في لوس أنجلس مساء الأحد.

ويتناول الفيلم الذي صنع بالإسبانية وبلغة لمواطنين أصليين، قصة مديرة منزل من عائلة من الطبقة الوسطى في السبعينات، والفيلم أبيض وأسود من إنتاج شركة “نتفليكس” ومن سيناريو وإخراج المكسيكي ألفونسو كوارون، وهو أول فيلم مكسيكي يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية وحصد بالفعل عددا من الجوائز الأخرى هذا العام.

وتدور أحداث الفيلم في مكسيكو سيتي ما بين عامي 1970 و1971، وهي أحداث مستوحاة من قصة امرأة حقيقية اسمها ليبو، استلهم منها المخرج شخصية “كليو”، وهي عاملة منزلية ومربية أطفال كانت تعمل لدى أسرة ميسورة تشبه كثيرا أسرة مخرج الفيلم.

و”روما” هو اسم الحي الذي تربى فيه المخرج كوارون، وفيه صورت مشاهد الفيلم أيضا، لكن تلك التفاصيل المقاربة للواقع أقل أهمية من العاطفة التي يموج بها الفيلم من أوله إلى آخره معبرا عما يكنه المخرج من حب عميق واحترام كبير لكليو، وارتباطه بمكان وزمان نشأته.

ويستدعي كوارون كلاسيكيات الواقعية الإيطالية الجديدة كفيلم “لصوص الدراجات”، مستخدما الأبيض والأسود في مدى طبيعي من الرمادي، مبتعدا عن اللون المركز الذي اشتهرت به أفلام هوليوود الكلاسيكية التي يُطلق عليها اسم “الفيلم نوار”.

"روما" أول فيلم مكسيكي يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي
"روما" أول فيلم مكسيكي يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي

ويعتمد المخرج على التصوير باستخدام عدسة بحجم “65 مم” من أجل مشاهد عريضة تنتقل خلالها الكاميرا أحيانا ببطء من اليسار إلى اليمين، دون الاستعانة بمونتاج مستهلك لتوجيه نظر المشاهد أو أحاسيسه.

ولا يغفل كوارون القلاقل السياسية خلال فترة السبعينات، ولكنه يعرضها كما تراها شخصيات الفيلم، حيث يتظاهر طلاب من أجل الديمقراطية ويطلق الجنود النار عليهم ويقتلون الكثير منهم، في تمثيل لحدث وقع فعلا في المكسيك وعرف بمذبحة كوربس كريستي.

ويستخدم المخرج مشاهده الطويلة المأثورة (وقد سبق أن استهل فيلمه “غرافيتي” (الجاذبية) بمشهد متصل لمدة 17 دقيقة) لتصعيد التوتر بإعطاء مجريات المشهد حقها. وينجح الفيلم بشكل مدهش في خلق عالم فعلي يجتذبنا إلى حياة شخصيات واقعية كالتي نلتقيها كل يوم، ومن ثم يتطلب شاشة كبيرة لإدراك كافة أبعاد هذا العالم.

وقال كوارون “لقد نشأت على مشاهدة الأفلام الناطقة بلغة أجنبية، وتعلمت واستوحيت منها الكثير، على غرار “المواطن كين” و”الفك المفترس” و”الأب الروحي”.وأشار إلى أن المرشحين لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية كسروا الحواجز، وقال “أعتقد أن المرشحين للأوسكار في نسخته الـ91 أثبتوا أننا جزء من المحيط نفسه”.

وتنافست مع الفيلم المكسيكي أربعة أفلام أخرى هي “كفرناحوم” (لبنان) و”نيفر لوك أواي” (ألمانيا) و”كولد وور” (بولندا) و”شوبلوفترز” (اليابان). وكان ألفونسو كوارون (57 عاما) قد حصل أيضا على جائزة الأوسكار لأفضل مخرج عن فيلم “غرافيتي” في 2014.

16