مثقفو بغداد ينتفضون ضد الجريمة

جلسة استذكارية لأدباء العراق أشادوا خلالها بمواقف الراحل الروائي علاء مشذوب، لاسيما تلك التي كان يتناول فيها المظاهر الفاسدة في كربلاء وسيطرة الميليشيات على شؤون الحياة فيها.
الجمعة 2019/02/08
محاولات بائسة لإسكات الصوت الحر

بغداد- في جلسة استذكارية تحدّث عدد من أدباء العراق حضروا في قاعة “زها حديد” في مبنى اتحاد الأدباء والكتاب عن سيرة الشهيد الروائي علاء مشذوب ومنجزه الإبداعي في الرواية. وشارك في الجلسة الاستذكارية أدباء الشمال والجنوب والفرات الأوسط في أوسع لقاء أدبي جلّله الحزن والاحتجاج على اغتيال أديب عراقي بطريقة إجرامية.

وأشاد الجميع بمواقف الراحل لاسيما تلك التي كان يتناول فيها المظاهر الفاسدة في مدينة كربلاء وسيطرة الميليشيات على شؤون الحياة فيها وإجهاض كل المحاولات الساعية لنشر الحياة المدنية في المدينة المقدسة، مما أدى إلى اغتياله وإسكات صوته الحر، في رسالة تهديد واضحة للجميع، بأن مصيرهم سيكون مساوياً لمصير الراحل، إذا ما “تجرّأوا” على النقد. وهذا يعني أنّ الأصوات المدنية الحرة بقيت وتبقى في حالة الخطر القصوى أمام شيوع القتلة وحَمَلة السلاح الخارجين عن القانون ومن الذين يتسترون بالأحزاب الإسلاموية.

بعدها انطلقت أوسع تظاهرة احتجاجية صامتة تخللت شوارع بغداد ابتداءً من ساحة كهرمانة وحتى ساحة التحرير، التي تُعد مكاناً رمزياً للتظاهرات والاحتجاجات، وشارك في المسيرة أدباء بغداد وكربلاء والنجف وبابل وديالى والمثنى وميسان وذي قار وسامراء والبصرة، إضافة إلى منظمات مدنية ناشطة ساهمت في الاحتجاجات الصامتة، ورفعت شعارات كثيرة تندد بالسلطة والميليشيات وجماعات السلاح الخارجين عن الحياة السوية، من الذين تغذيهم أصابع خارجية طائفية، ما انفكت تحاول قتل الوعي المدني وإسكات الأصوات الناشطة.

وانضمت إلى المسيرة الاحتجاجية جماهير بغدادية كثيرة مستنكرة قتل أديب عراقي لمجرد أن قال آراءً في مناسبات مختلفة لا تتفق مع بعض سدنة مدينة كربلاء المقدسة، تعبيراً عن حق مكفول دستورياً. مطالِبة بالكشف عن الجناة ومعاقبتهم، ودعت كل الشعارات التي أبرزها المثقفون والناشطون المدنيون إلى إشاعة ثقافة السلام في أرجاء البلاد والقضاء على الأفكار المتطرفة المنغلقة التي تتقاطع مع الحياة المدنية السليمة القائمة على أسس احترام الرأي والرأي الآخر.

15