الجيش الليبي يحبط تحركات حكومة الوفاق المعرقلة لتطهير الجنوب

سيطرة الجيش الليبي تتعزز على هذا الحقل النفطي بعد احتكاره لورقة النفط الذي بات أغلبه تحت تصرفه.
الخميس 2019/02/07
الجيش يقترب من تحقيق نصر جديد

سبها (ليبيا) - أحبطت قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الأربعاء محاولات حكومة الوفاق لصد تمددها في الجنوب، حيث نجح في قطع الطريق على قوات موالية لحكومة طرابلس، وسيطر على حقل الشرارة النفطي أكبر الحقول النفطية في البلاد، وبلدة مرزق.

وتعززت سيطرة الجيش على هذا الحقل النفطي بعد احتكاره لورقة النفط الذي بات أغلبه تحت تصرفه.

وجاءت سيطرة الجيش على الحقل عقب إرسال حكومة الوفاق لقوة من حرس المنشآت النفطية التابعة إلى حقل الشرارة النفطي جنوبي البلاد، والمتوقف عن العمل منذ أكثر من شهر.

وقال آمر المنطقة العسكرية الغربية، اللواء أسامة الجويلي إنّ “قوة حرس المنشآت النفطية توجهت إلى حقل الشرارة النفطي، بعد التنسيق مع آمر حرس المنشآت النفطية التابعة لحكومة الوفاق لمساندة القوة الموجودة لتأمينه”.

وقال مصدر من “الكتيبة 30” التابعة لـ”الوفاق”، والمكلفة بحماية الحقل، لموقع “الأناضول”، إن القوة لم تصل إلى حقل الشرارة بعد، وإنما وصلت، مساء الثلاثاء، إلى بلدة إدري الشاطي على بعد نحو 120 كم من مدينة أوباري (جنوب). وتبعد أوباري عن حقل الشرارة بنحو 60 كم.

وتحدثت تقارير إعلامية محلية عن رفض حرس المنشآت النفطية التابع لحكومة الوفاق تنفيذ أوامر أسامة الجويلي، وهو ما يبدو أنه ساعد الجيش على السيطرة على الحقل.

 ونقل موقع “المرصد” المحلي عن بشير الشيخ مسؤول ومنسق ”حراك غضب فزان”، ظهر الأربعاء تأكيده على وجود قوة وصفها بـ”المجموعة المسلحة” قال إنها تحاول اقتحام حقل الشرارة ولكنها لم تدخله بعد”.

وقال الشيخ بأن قوام هذه القوة مدنيون يقولون إنهم تحركوا من الشمال نحو الجنوب بأمر اللواء أسامة الجويلي آمر المنطقة العسكرية الغربية بحكومة الوفاق حيث تمركزوا الليلة الماضية في منطقة أدري وحاولوا التحرك اليوم مجددا.

وأضاف “القوة الموجودة داخل الحقل أكدت لنا بأنها لن تسمح لأي أحد قادم من خارج المنطقة بالدخول وهذا ما نؤكد عليه نحن أيضا، ونحذر القوة القادمة من الخارج من أن عواقب كبيرة ستحدث في حال إطلاق رصاصة واحدة”.

وأكد الشيخ الذي رفض تحول الحقل إلى ساحة صراع، بأن القوة الموجودة داخل الشرارة تابعة بالأساس لجهاز حرس المنشآت النفطية التابع لحكومة الوفاق مؤكدا بأن “اللواء إدريس بوخمادة آمر الجهاز قد زار الحقل اليوم قادما من مدينة غات”.

وتابع “بوخمادة زار حقل الشرارة وأشاد بوضعه الحالي وأكد جاهزيته على استئناف العمل كما أكد لنا وللقوة الموجودة في الحقل على عدم إصداره أي أوامر لتحريك أي قوة تابعة للجهاز من الشمال كما قال اللواء الجويلي”.

وأعلن رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج الأربعاء تعيين الفريق ركن علي سليمان محمد كنه آمرا لمنطقة سبها العسكرية.

حفتر يسيطر على حقل الشرارة النفطي
حفتر يسيطر على حقل الشرارة النفطي

وجاءت الخطوة بعد ضغوط مارسها تيار الإسلام السياسي على السراج الأسابيع الأخيرة، بحسب ما أكدته مصادر من مدينة مصراتة في تصريحات سابقة لـ”العرب”.

وحذرت تلك المصادر حينئذ، من جهود يقودها محسوبون على القيادي في جماعة الإخوان المسلمين علي الصلابي، لاستمالة إحدى الشخصيات العسكرية التي مازالت تدين بالولاء لنظام القذافي لقيادة تلك القوة، حتى تكون قوة موازية للجيش الذي يقوده المشير خليفة حفتر.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته إن الإسلاميين يبحثون حاليا عن شخصية عسكرية قوية تحظى بثقة مختلف القبائل الليبية، ليلتف عليها العسكريون، الذين اختار أغلبهم الابتعاد عن العمل العسكري منذ سقوط النظام الذي فتح الباب لهيمنة الميليشيات أو ما كان يسمى حينئذ بـ”الثوار”.

ومساء الثلاثاء، أدان المجلس الرئاسي، التصعيد العسكري في بعض مناطق الجنوب.

وجاء ذلك ردا على عمليات عسكرية تنفذها، منذ أكثر من أسبوعين، قوات الجيش الوطني المسيطرة على الشرق الليبي، ضد عصابات التهريب، والمعارضة التشادية جنوبي ليبيا.

ودعا المجلس الرئاسي، في بيان إلى “الوقف الفوري لمثل هذه الأفعال؛ حفاظا على السلم الأهلي، وحقنا للدماء”.

وطالب المجلس بأن “تسود لغة العقل والحكمة، وأن تتوقف هذه الأعمال التي تحبط آمال الليبيين في تحقيق الاستقرار”.

من جهته، قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، خلال اليوم نفسه، في أول تعليق من حكومة الوفاق، على العمليات العسكرية “لن نسمح بأن يصبح الجنوب ساحة لتصفية الحسابات السياسية، أو مدخلا للفتنة بين المكونات التي تشكل نسيجه الاجتماعي”.

واستند السراج في استنكاره لعملية الجيش في الجنوب إلى ورقة الأقليات العرقية. واعتبر أن طرد العصابات التشادية التي مارست لسنوات الحرابة والخطف والابتزاز، لا يكون عن طريق الحلول العسكرية.

وفي المقابل، اعتبرت الخارجية الفرنسية في بيان أن عملية حفتر أتاحت “القضاء على أهداف إرهابية مهمة” وهي تشكل وسيلة “لوقف نشاط مهربي البشر في شكل دائم”.

والأحد، أكدت باريس أيضا أنها قصفت في شمال التشاد مجموعة من المتمردين التشاديين أتوا من ليبيا، فيما أوضح “الجيش الوطني الليبي” أن هؤلاء كانوا يفرون من عمليته العسكرية.

للمزيد اقرأ:

تركيا تواصل انتهاك حظر التسليح الدولي على ليبيا

4