صورة مصافحة ترامب سلاح نتنياهو لضمان البقاء في رئاسة الوزراء

تل أبيب - أدى تراكم ملفات الفساد التي اُتّهم فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبيل الانتخابات المزمع تنظيمها في شهر أبريل القادم إلى مسارعة حزب الليكود اليميني إلى البدء بحملة دعائية قوامها توظيف شعبية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاستقطاب جمهور الناخبين.
وارتفعت لوحة دعائية ضخمة عليها صورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يبتسم ويصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة تل أبيب ضمن حملة الدعاية الانتخابية في سبيل فوز نتنياهو بفترة أخرى.
ويحظى ترامب بشعبية في إسرائيل بسبب سياساته الصارمة تجاه الفلسطينيين وإيران والقرار الذي اتخذه في مايو بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس التي اعترف بها عاصمة لإسرائيل ليغير بذلك وجه السياسة الأميركية المعمول بها منذ فترة طويلة.
وكُتبت عبارة “نتنياهو. في سباق من نوع آخر” باللغة العبرية وذلك في انتقاد لخصوم رئيس الوزراء في الانتخابات الوطنية المقررة في التاسع من أبريل القادم.
ويزين اسم حزب الليكود الذي ينتمي إليه نتنياهو اللوحة التي ترتفع في طريق آيالون السريعة والمزدحمة. ولم يرد متحدث باسم الحزب على سؤال لرويترز عما إذا كان البيت الأبيض قد أجاز استخدام الصورة.
رئيس الوزراء الحالي يواجه اتهامات محتملة بالكسب غير المشروع في ثلاث قضايا، وينفي ارتكاب أي مخالفة كما وصف التحقيقات بأنها حملة اضطهاد
ورغم أن نتنياهو يعد الأوفر حظا للفوز بالانتخابات فإن استطلاعات الرأي تشير إلى أن أحد أشرس خصومه -وهو الجنرال السابق بيني غانتس- يحقق مكاسب.
ويواصل نتنياهو المراهنة على الملفات المشتركة نفسها مع الإدارة الأميركية وفي مقدّمتها دحر نفوذ إيران في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في سوريا، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد إن فترة الانتخابات لن تمنع من التحرك في قطاع غزة وإيران.
وأوضح نتنياهو خلال جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، حسب هيئة البث الإسرائيلي (رسمية)، أنه “في حال لم يتم الحفاظ على الهدوء في غزة فإن إسرائيل لن تتردد في العمل حتى خلال فترة الانتخابات”. وأضاف “لديّ رسالة علنية إلى الطغاة في طهران مفادها أن إسرائيل ستستمر في التحرك جليا لضمان مستقبلها”.
ويرى مراقبون أن نتنياهو سيكون أبرز مستفيد من الانتخابات الإسرائيلية المبكّرة، إلا أن السياسة الاتصالية التي تقوم عليها حملته الانتخابية برعاية حزب الليكود اليميني تراهن على توجيه الناخبين في إسرائيل عبر لعب ورقة صورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتؤكّد أن نتنياهو على عكس ما يروج له لن يكون في طريق مفتوحة للمحافظة على منصبه.
وسرّع حزب الليكود وتيرة حملته الدعائية الانتخابية مع بروز ترجيحات كبيرة منذ أشهر بأن يكون رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس منافسا محتملا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقد تحول الأمر إلى واقع عقب إعلان الأخير رسميا الدخول في حملة الانتخابات التشريعية المقررة في التاسع من أبريل المقبل.
ولم يتوان غانتس عن المجاهرة بطموحاته السياسية إذ قال مؤخرا “أشكر نتنياهو على خدماته لمدة عشر سنوات. سنتولى البقية من الآن فصاعدا”. وعلى غرار أغلبية رؤساء أركان الجيش الـ19 ممن سبقوه في هذا المنصب، أطلق الجنرال السابق بيني غانتس، المنافس الجدي الوحيد لنتنياهو، حملته الانتخابية رسميا الثلاثاء الماضي واضعا حدا للتساؤلات المطروحة بشأن تلك الطموحات؛ فقبل نحو شهرين من الانتخابات التشريعية المقررة في التاسع من أبريل، بدا غانتس -وفق تقارير إعلامية إسرائيلية- مصمما على تولي الحكم في البلاد خلال تجمع انتخابي طغت عليه صبغة وطنية تركز على الوحدة.

وإن كان 11 جنرالا من الجنرالات السابقين قد أحرزوا مقاعد في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، و10 آخرون تسلموا حقائب وزارية، تبقى رئاسة الوزراء الطموح الرئيسي بالنسبة إلى بيني غانتس (59 عاما)، علما أن رئيسين سابقين لأركان الجيش -إسحاق رابين وإيهود باراك- تمكنا من شغل هذا المنصب.
وتضع الاستطلاعات الأخيرة، غانتس في المرتبة الثانية بعد نتنياهو الذي يشغل المنصب منذ مارس 2009 للولاية الرابعة على التوالي، وبعد عهدة امتدت بين 1996 و1999.
ويواجه رئيس الوزراء الحالي اتهامات محتملة بالكسب غير المشروع في ثلاث قضايا. وينفي ارتكاب أي مخالفة ووصف التحقيقات بأنها حملة اضطهاد.
وقال النائب العام الإسرائيلي الجمعة إنه أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن ما من شيء يمنعه من البت في قضايا الفساد المرفوعة ضدّه قبل الانتخابات المقررة في التاسع من أبريل.
وأكد النائب العام أفيخاي ماندلبليت في بيان أنه أبلغ محامي نتنياهو بأنه “ما من شيء يحول دون اتخاذ ونشر قرار، إن كان هناك قرار، ببحث توجيه اتهام في القضايا المتعلقة برئيس الوزراء أو جزء منها حتى قبل موعد الانتخابات”. ومن جهته، كان نتنياهو قد نفى ارتكاب أي مخالفة ووصف القضايا المرفوعة ضدّه بأنها محاولة للنيل منه. وسيعتمد النائب العام الإسرائيلي توجيه الاتهامات رسميا على جلسات قبل المحاكمة من المرجح أن تعقد بعد الانتخابات.