معرض فني يعيد الزوار إلى متحف الموصل المهجور

الموصل تحتضن أول معرض فني اجتذب أعدادا كبيرة من الزوار الذين استمتعوا بالمعروضات من لوحات تجسد الفن الحديث.
الخميس 2019/01/31
الفن يعيد الألق إلى جزء من المتحف

يحاول ثاني متاحف العراق استعادة ألقه وجمهوره حيث خصّص في قاعته الملكية أول معرض فني يقام في مدينة الموصل وقد اجتذب أعدادا غفيرة من الناس استمتعوا بالمعروضات من لوحات تجسد الفن الحديث.

الموصل (العراق) – احتضنت إحدى قاعات متحف الموصل ثاني متاحف العراق الذي لا يزال مغلقا -لكن جزءا من المجمع أعيد افتتاحه اليوم لعرض المزيد من الفن الحديث- معرضا فنيا هو الأول الذي تتم استضافته في هذه المدينة الشمالية التي دمر تنظيم داعش كنوزها التاريخية بشكل ممنهج واستبدل عددا كبيرا من القطع الأصلية بقطع زائفة.

وتمكن زائرون للمرة الأولى منذ سيطرة تنظيم داعش على الموصل في العام 2014 واتخاذه لها عاصمة لـ”الخلافة”، من الحضور بأعداد كبيرة، واكتشاف لوحات لرسامين محليين أو أجانب على جدران قاعة عرض للفن المعاصر في متحف الموصل متجولين بحرية في قاعة الاستقبال الملكية الفخمة، التي تشكل جزءا من المتحف، كما استمتع الأطفال بمشاهدة بعض المعروضات وهم مرتدون لسماعات ونظارات الواقع الافتراضي.

وأوضح أحد منظمي المعرض أن الأعمال معروضة في قاعة البهو الملكي التي “تعتبر أقدم مبنى إداري مستخدم في الموصل، وكان تعرض للتدمير وأعيد بناؤه، ويستخدم للمرة الأولى في هذا العرض”.

أعمال فنية حرم منها أهالي الموصل
أعمال فنية حرم منها أهالي الموصل

واعتبرت هدى هاني (25 عاما)، طالبة في كلية الفنون، من جهتها أن المعرض “يدل على أن الموصل موجودة ولم تعدمها الحرب، بل على العكس نهضنا من المشكلة والكارثة”.

وأكد زيد سعدالله، مدير المتحف، أن المتحف التاريخي ذا الهندسة المعمارية الأنيقة، لا يزال مغلقا “لدواع أمنية للحفاظ على ما تبقى من قطع أثرية داخله”.

وكان تنظيم داعش نشر فيديو في فبراير 2015 يظهر مجموعة من مقاتليه وهم يهاجمون محتويات المتحف التي لا تقدر بثمن ويحطمونها بواسطة آلات حفر ومعاول. ومن أبرز ما دمروه تمثالان للثور الآشوري المجنح ذي الوجه البشري واللذان يرجح أنهما من أهم معالم وآثار المتحف.

متحف الموصل هو الثاني من حيث الأهمية في العراق
متحف الموصل هو الثاني من حيث الأهمية في العراق

لم يسلم المتحف الحضاري في مدينة الموصل كباقي متاحف العراق ومؤسساته الحيوية الأخرى من السرقة المنظمة التي طالت بعض معروضاته النفيسة خلال أحداث أبريل عام 2003 ولم تسترد إلى حد الآن، ومنذ ذلك التاريخ أقفلت أبواب المتحف دون أي صيانة تذكر.

 إلا أنه بقي مفتوحا منذ ذلك الوقت لزيارات محدودة اقتصرت على الوفود الرسمية وطلبة الآثار والتاريخ فقط، وذلك حسب تصريحات المسوؤلة في المتحف ريا محسن في ذلك الوقت.

وفي أحد الفيديوهات التي نشرها التنظيم، استخدم عناصره جرافات ومعاول ومتفجرات لتدمير موقع نمرود، درة الحضارة الآشورية التي تأسست في القرن 13 قبل الميلاد. لكنه لم يتوان رغم ذلك عن المتاجرة بقطع أثرية في السوق السوداء.

ومتحف الموصل هو الثاني من حيث الأهمية في العراق، إذ كان يضم قطعا أثرية من الحقبة الهيلينية التي تعود إلى قرون عدة قبل المسيحية.

24