غالبية الأتراك لا يثقون في إعلام بلادهم المقيد

38 بالمئة فقط من الأتراك يثقون في صدق الأخبار الواردة إليهم من وسائل الإعلام الداخلية.
الخميس 2019/01/31
قبضة من حديد

أنقرة - شدّدت الحكومة التركية قبضتها على وسائل الإعلام بكافة أنواعها التقليدية والرقمية، وأغلقت الكثير منها بحجج مختلفة من بينها الدعاية للمنظمات الإرهابية وإفشاء إسرار الدولة، فأصبح المشهد العام بلون واحد لا يضم سوى الأصوات المؤيدة للحكومة، ما أفقده ثقة المواطن التركي، وفق دراسة حديثة.

وكشفت نتائج دراسة “مقياس الثقة” التي أجرتها مؤسسة “إدلمان” العاملة في مجال العلاقات العامة، أن ثلاثة من بين كل أربعة مواطنين أتراك لا يثقون في الإعلام، أي بنسبة 75 بالمئة.

وشملت الدراسة 26 دولة من بينها تركيا وشارك فيها أكثر من 33 ألف مشارك، حول ثقة المواطنين في المؤسسات المختلفة.

وتأتي هذه النتائج بعد تقرير سابق للأخبار الرقمية لوكالة رويترز كشف أن تركيا تحتل المركز الأول عالميا في انتشار الأخبار المزيّفة. وذكر التقرير، الذي أعد بإشراف خبراء إعلام دوليين، أن نحو نصف سكان تركيا 49 بالمئة تقريبا يواجهون أخبارا مزيّفة يوميا مقارنة بـ9 بالمئة في ألمانيا.

وتقول دراسة حديثة أعدتها رويترز تزامنا مع التقرير، إن 38 في المئة فقط من الأتراك يثقون في صدق الأخبار الواردة إليهم من وسائل الإعلام الداخلية.

وسلّط التقرير الضوء على القصص المزيفة التي يتناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا وعلى سبيل المثال السيدة المحجبة التي تعرضت صغيرتها للركل من متظاهرين ضد حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وإشادة السياسي الشهير نعوم تشومسكي بالرئيس التركي، وصور طفو جثث مسلمين في نهر ميانمار، وغيرها من الأخبار التي تنتشر في الأوساط التركية ويصدقها الناس بسهولة، معتمدين فيها على وسائل إعلام محلية شهيرة.

وذكر مراسل شبكة قنوات “بي بي سي” في إسطنبول مارك لوين يقول “داخل تركيا تنتشر ما تسّمى بنظرية المؤامرة فيصعب على الشعب التمييز بين الحقيقة والخيال، تستخدم وسائل الإعلام هناك أي معلومات وقضايا متصدرة لجذب المزيد من الجمهور”.

وأضاف أنه عاصر بنفسه انتشار معلومات زائفة لا أساس لها من الصحة نقلتها وسائل إعلام محلية عن مستشار رفيع المستوى مقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن هناك مؤامرة من أعدائه لاغتياله باستخدام الطاقة الذهنية عن بعد، ناهيك عن أن الناس يعتبرون عددا من طهاة التلفزيون التركي الرسمي جواسيس ومن ثم يجب الحذر منهم، وهذا أيضا ما أدخلته وسائل الإعلام في عقول الأتراك.

18