السبسي: قمة تونس لجمع الصفوف

تونس - أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن حركة النهضة الإسلامية هي من تتحكم في الحكومة التي يرأسها يوسف الشاهد وأنها تسيرها وفق حساباتها، مشددا على أنه بلا دعم النهضة لن تكون هناك حكومة.
وقال الرئيس التونسي في لقائه مع رئيس تحرير صحيفة “العرب” الدولية بقصر قرطاج أن بقاء الشاهد على رأس الحكومة رهين موقف النهضة منه حتى وإن كان عدد الوزراء المنتمين إلى هذه الحركة، بشكل معلن، أقلية في الحكومة.
ولم يستبعد الرئيس السبسي أن يدعم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، الشاهد في الانتخابات الرئاسية المقبلة في سياق خطة الحركة لإحكام سيطرتها على الحكومة ومؤسسات الدولة مستفيدة من حاجة الشاهد والحزب الجديد “تحيا تونس” إلى الدعم ورغبته بالحكم.
وقال إنه يدعم التحقيق الذي يجري بشأن الجهاز السري الذي تتهم الحركة بتشكيله، وإن النهضة يجب ألا تخشى هذا التحقيق إذا لم يكن لديها ما تخفيه.
وتتهم أوساط سياسية تونسية بأن الجهاز السري قد يكون وراء الاغتيالات التي جرت في 2013، ووراء تسفير الجهاديين إلى مواقع الصراع في ليبيا وسوريا.
ويقول السبسي “أنا من موقعي كرئيس للجمهورية، بقطع النظر عن انتماءاتي الشخصية، أدعم الشفافية (...) ودولة مثل تونس تريد أن تكون ثورتها نزيهة يجب أن تعرف هل هذا الجهاز موجود أم لا. لهذا يجب أن نقوم بالاستقصاء والتحقق للتأكد من أنه موجود. نحن لا نتهم دون حجة”.
وفي الشأن العربي، يراهن الرئيس التونسي على نجاح القمة العربية المقرر عقدها في تونس، ويأمل أن تتوج هذه القمة المسار التصالحي مع محيطها العربي، وهو مسار كان قد تأثر بشكل سلبي خلال فترة حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة حيث وترت علاقات تونس مع الجميع وأبقت فقط على علاقتها بقطر.
ويعتقد الرئيس التونسي أن سوريا هي شاغل القمة القادمة، مؤكدا “نحن لا نملك مواقف سلبية ضد سوريا أو أي كان. نحن مع الإجماع العربي، والقرار الذي ستعتمده الجامعة العربية سنعتمده”.
ويأخذ الملف الليبي أهمية كبرى بالنسبة إلى تونس، والرئيس الباجي بصفة خاصة، حيث يقول إنه “عندما انهارت الدولة في ليبيا تضررت تونس. نحن في تونس نرغب في عودة الدولة الليبية ونعمل من أجل ذلك. لكن عن طريق ليبي-ليبي ودون تدخلات خارجية”.
وحث الأوروبيين على أن يتركوا الليبيين ليجدوا الحل بأنفسهم برعاية الأمم المتحدة.