نيوزويك تعود إلى الطباعة الورقية بقصة إخبارية مشكوك في صحتها

زعمت مجلة نيوزويك الأميركية في موضوع على غلاف عددها الأول، بعد أن عادت للنشر الورقي، أنها أجرت مقابلة مع الرجل الشهير والغامض الذي يقف وراء عملة بيتكوين الرقمية سرعان ما اكتشف زيفها.
بعد توقف دام 15 شهرا عن الطباعة الورقية والاكتفاء بالنشر الإلكتروني، عادت مجلة نيوزويك بموضوع مثير يروي قصة رجل قيل إنه الاسم الشهير والغامض وراء عملة بيتكوين الرقمية.
و مثل الخبر سبقا صحفيا وقصة مثيرة للاهتمام للصحيفة العائدة بملكية جديدة، خاصة وأن هوية ساتوشي ناكموتو المفترض أنه مخترع العملة بقيت سرا، مع نظريات ترجح أنه شخص وهمي وأخرى تقول إنه حقيقي.
وبيتكوين عملة رقمية تصدرت عناوين الصحف ووكالات الأنباء العالمية مؤخرا.
وانتشرت بضعة أخبار مثيرة عن العملة الرقمية الغامضة بيتكوين (BITCOIN)، كتدشين جهاز صراف آلي في كندا، وخبر آخر عن شاب اشترى قبل سنوات قطع بيتكوين بقيمة 27 دولارا أصبحت قيمتها الحالية نصف المليون دولار!
أما الخبر الأهم فهو قرار ذراع غوغل للاستثمارات المغامرة مطلع هذا العام الاستثمار بمؤسسة “أوبن كوين”، وهي التي تدير بورصة ريبل التي تهتم بسوق تداول العملات الرقمية، مثل بيتكوين، لتؤمن حدا من الشفافية لتداول العملات الرقمية.
بيتكوين عملة رقمية يجري تداولها عبر الإنترنت فقط من خلال أجهزة الكمبيوتر والهواتف الجوالة
وهرع ناكموتو إلى مقر وكالة أسوشيتد برس لتكذيب ما نشرته المجلة عن علاقته بتلك العملة.
ويقول ناكموتو “بعد أن سجلت مجلة نيوزويك قصة على موقعها على الإنترنت في وقت مبكر الخميس، تم قصف منزلي بالمكالمات الهاتفية. وبحلول منتصف الصباح، كان هناك حوالي إثني عشر صحفيا ينتظرون خارج منزلي المتواضع في ولاية كاليفورنيا”.
وجاء ناكموتو إلى مقر وكالة أسوشيتد برس قائلا إنه يريد التحدث مع مراسل واحد فقط.
وذكر تقرير للوكالة أن الرجل الذي أجرت نيوزويك مقابلة مطولة معه، أنكر في حديث لها أنه مؤسس عملة بيتكوين من خلال ابتكار “كود” ناظم للعملة الرقمية بتكوين.
وقال ناكموتو إنه لم يسبق له أن سمع بعملة بيتكوين إلا منذ ثلاثة أسابيع حين اتصلت نيوزويك بابنه، وأكد أن ما قاله في مقابلة نيوزويك صحيح في مجمله عدا عن تأكيد المجلة أنه يقف وراء عملة بيتكوين الرقمية التي ارتكز عليها المقال وظهر على غلاف صفحتها الأولى.
وأنكر مرارا أي دور له في هذه العملة التي أصبحت هوسا يشغل العالم التقني.
|
ورغم ذلك تصر نيوزويك على صحة ما نشرته رغم ما جاء في تحقيقها من عبارات (ضمنية) لا تؤكد اعتراف الرجل!
ويتساءل مراقبون هل يأتي ذلك لتسويق عددها الأول بموضوع يثير اهتماما عالميا واسعا ولو كان تكهنا، أم أنها تمكنت فعلا من كشف هوية مؤسس تلك العملة، وإنكار ساتوشي ما هو إلا حماية للعملة؟
وسواء كشفت نيوزويك شخصية الرجل أم لا فقد نجحت فعلا في إثارة اهتمام شريحة كبيرة بها وبموضوعها، خاصة وأن التقنية أصبحت الشغل الشاغل للعالم.
لن تتضح الإجابات عن هذه الأسئلة في المستقبل القريب على ما يبدو.
لكن ما يحدث في مجال العملات الرقمية هذه جدير بالاهتمام لأسباب كثيرة لعل أهمها أن مستقبل القطاعين المالي والتقني قد يسلكان طريقا موازيا.
يذكر أن بيتكوين طرحت للتداول للمرة الأولى في العام 2009، ومنذ ذلك الحين يجري تداولها عبر الإنترنت فقط من خلال أجهزة الكمبيوتر والهواتف الجوالة.
وتتميز هذه العملة بعدم وجود هيئة تنظيمية مركزية لها، لكنها تلتزم بقواعد أساسية غامضة تؤمن حمايتها من التلاعب إلى حد كبير، ويمكن استخدامها كأية عملة أخرى للشراء عبر الإنترنت أو حتى تحويلها إلى العملات الاعتيادية.
وهناك شركات عديدة بدأت بقبول هذه العملة في أوروبا وأميركا وأستراليا ودول أخرى في آسيا. ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية قصة “وليمة ومجاعة” تروي حكاية زوجين قاما برحلة حول العالم استغرقت 100 يوم لم يستخدما فيها نقودا بل عملة بيتكوين، ولعل طبيعة هذه العملة الرقمية حاليا تشبه وصفهما للرحلة التي استغرقت 100 يوم.