ألمانيا توقف عسكريا في جيشها للاشتباه بتجسّسه لحساب إيران

تمسك الطرف الأوروبي بالاتفاق النووي الإيراني لا يحجب مخاوفهم من أنشطتها الباليستية والمزعزعة لاستقرار المنطقة.
الأربعاء 2019/01/16
أجندات مفضوحة

برلين - قال مكتب الادعاء الاتحادي في ألمانيا في بيان إن السلطات اعتقلت، الثلاثاء، رجلا يحمل الجنسيتين الأفغانية والألمانية كان يعمل بالجيش الألماني للاشتباه في تمريره بيانات لوكالة استخبارات إيرانية، بعد أقل من أسبوع على فرض الاتحاد الأوروبي حزمة من العقوبات الجديدة على طهران بعد ثبوت تورط أجهزتها الاستخباراتية في تنفيذ عمليات اغتيال على الأراضي الأوروبية.

وقال البيان إن المشتبه به البالغ من العمر 50 عاما يدعى عبدالحميد س وسيمثل أمام قاض في وقت لاحق. وقال متحدث باسم الوزارة “نحن على علم بالقضية ويمكنني أن أؤكد أنها تتعلق بفرد في الجيش الألماني للاشتباه في تجسسه”.

وكان موقع “شبيغل أونلاين” الألماني الإخباري ذكر أنباء عن ذلك في وقت سابق. وبحسب الموقع، كان الرجل يمتلك إمكانية الوصول “لمعلومات حساسة بشأن الاستعانة بالقوات في أفغانستان مثلا”.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية إن هناك اشتباها بالتخابر مع إيران ضد شخص ينتمي إلى الجيش الألماني، موضحا أن المدعي العام الاتحادي هو المسؤول عن جميع الأسئلة الأخرى.

وتأتي الاتهامات بعد أقل من أسبوع عن تبني الاتحاد الأوروبي قرارا بالإجماع يفرض عقوبات جديدة على إيران بعد ثبوت تورط أجهزتها الاستخباراتية في تنفيذ عمليات اغتيال على الأراضي الأوروبية.

ومثلت العقوبات الأوروبية الجديدة على إيران صفعة مدوية للنظام الذي ينفي في كل مرة تورطه في الاغتيالات التي تطال معارضيه على أراضي أوروبا، ما يستوجب تشديد الرقابة على البعثات الدبلوماسية الإيرانية التي تتخفى وراءها أجهزة الاستخبارات، فيما تشير تقارير إعلامية إلى أن النظام قد نقل غرفة اغتيالاته باتجاه دول البلقان للعودة مجددا إلى قلب أوروبا.

ويرى مراقبون أن تمسك الطرف الأوروبي بالاتفاق النووي الإيراني لا يحجب مخاوفهم من أنشطتها الباليستية والمزعزعة لاستقرار المنطقة وحتى داخل بلدانهم، بعد توجيه التهم للاستخبارات الإيرانية بتنفيذ اغتيالات في كل من فرنسا والدنمارك وهولندا، ما يقرب الموقف الأوروبي أكثر فأكثر من الموقف الأميركي الذي بدا معزولا في بداية المطاف.

واتهمت الحكومة الهولندية طهران بالضلوع في جريمتي قتل هولنديين من أصل إيراني في هولندا عامي 2015 و2017، فيما أقر الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران بعد انكشاف تورط أجهزة استخباراتها في تنفيذ عمليات اغتيال.

وجاء في رسالة وقعها وزيرا الخارجية والداخلية الهولنديان وموجهة إلى البرلمان أن لدى أجهزة الاستخبارات الهولندية “مؤشرات قوية إلى ضلوع إيران في تصفية مواطنين هولنديين من أصل إيراني في ألميري عام 2015 ولاهاي عام 2017”. واستدعت الدنمارك أواخر أكتوبر سفيرها لدى إيران بعدما اتهمت طهران بالتخطيط لـ”اعتداء” على أراضيها أحبطته ضد ثلاثة معارضين إيرانيين.

ويسعى النظام الإيراني الذي انكشفت معظم شبكاته الإجرامية والاستخباراتية في قلب أوروبا إلى تنظيم صفوفه من جديد عبر اتخاذ دول البلقان، حديقة خلفية ومحطة رئيسية لاستعادة نشاطه في قلب القارة. وعلى الرغم من إفشال عديد الدول للمخططات الإيرانية إلا أن التساهل الأوروبي يشجع الإيرانيين على مواصلة أنشطتهم التخريبية.

وكشف اعتقال السلطات البلغارية عناصر إيرانية ضمن شبكة لتهريب الأسلحة قبل شهرين، عن وجه جديد من الأنشطة السرية الإيرانية في أوروبا.

ولم يستبعد خبراء أن يتنزل وجود إيرانيين ضمن هذه الشبكة في سياق تكوين شبكات لتهريب عناصر استخبارية إلى قلب أوروبا وأن صوفيا ما هي إلا محطة من المحطات التي تتجمع فيها هذه الشبكات بانتظار فرصة العبور إلى دول مثل ألمانيا وفرنسا.

5