عيادة متطورة لحالات الطوارئ المتعلقة بالخيول في فرنسا

يدخل إلى عيادة مارسي ليتوال في مدينة ليون الفرنسية حوالي 1500 حصان للعلاج سنويا.
الاثنين 2019/01/14
اللطف في التعامل أساس التطبيب

مارسي ليتوال (فرنسا) - يركّز العاملون في مستشفى جامعي في مدينة ليون الفرنسية عنايتهم على المرضى، لكن كلّ الأدوات الطبية فيه ضخمة وثقيلة بما يتناسب ونزلائه من الخيول الأصيلة التي تصل أسعارها إلى ملايين الدولارات.

يوضح البروفسور أوليفيه لاباج في عيادة “كلينيكين” المتخصصة بالخيول في مارسي ليتوال قرب ليون (وسط فرنسا الشرقي)، “نحن من المراكز القليلة جدا في أوروبا التي تهتم بحالات الطوارئ المتعلقة بالجياد”.

وثمة مراكز جامعية أخرى بيطرية متخصصة بالحصان في غان في بلجيكا وزيوريخ في سويسرا وأوتريخت في هولندا.

في عيادة مارسي ليتوال “يدخل حوالي 1500 حصان للعلاج سنويا”. وقد أنشئت هذه العيادة العام 1998 في الحرم البيطري لكلية “فيتاغرو سوب” الممتدة على 44 هكتار، على ما يوضح لاباج.

ويؤكد هذا الجراح المعروف عالميا، “لدينا مرضى تراوح قيمتها بين 3 و4 ملايين يورو”، لكنه يشدد على أن “العلاج هو نفسه أكان الحصان نجم المضامير أو مغمورا”. ويضيف، “نتلقى بمعدل وسطي سنوي حالة طارئة يوميا” فيما تضم فرنسا أكثر من مليون حصان. وثمة نوبات ليلية يشرف عليها أخصائيون لاستقبال الخيول في هذه العيادة التي تعمل على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع.

وتسمح كاميرات منصوبة في كل غرفة بمراقبة ما يحصل فيها. ويضم المركز غرفا مزدوجة للولادات المبكرة للفرس وصغيرها.

وتتلقى “فيتاغرو سوب” وهي إحدى كليات الطب البيطري الفرنسية الأربع وكلها عامة، أكبر عدد من الحالات المعالجة ومن الاختصاصات.

وتؤكد إيزابيل دوجاردان أخصائية الطبي الداخلي لدى الحصان خلال درس تطبيقي “هنا نطمح إلى عدم الفصل بين التعليم والبحث والطب العيادي”.

وفي غرفة الجراحة، الحركات لا تختلف كثيرا عما يحصل خلال عملية جراحية تجرى على البشر. باستثناء عدد المشاركين ووضعية المريض مع رفع قوائمه الأربع في الهواء!

أما تخدير هذه الحيوانات التي يتجاوز وزنها أحيانا 800 كيلوغرام فعملية ملفتة، فالحصان الذي يخضع للتخدير قبل عملية تنظير مفصلي مثبت في وضعية الوقوف في قاعة جدرانها مبطنة ويعامل بلطف وتشجيع.

ويقوم ستة أشخاص بتثبيته بمحاذاة الحائط من أجل تخفيف سقوطه عندما سيفعل المخدر فعله. ويرفع عندها بواسطة رافعة وينقل إلى طاولة بدواليب إلى قسم الجراحة المجاور.

ويعمل الجراح على مفصل داخلي فيما يسهر أخصائيو التخدير على الحصان. ويتمتع هذا المستشفى بتجهيزات تقنية متطورة جدا من “تصوير بالرنين المغناطيسي وبالصدى والسكانر.. المشكلة الوحيدة تكمن في العدد القليل من أخصائيي التصوير”. ويقول لاباج “أجور القطاع العام أقل بكثير من القطاع الخاص. نفتقر في فرنسا إلى ممرضات في مجال الطب البيطري فيما لا غنى عن عملهن”.

ويأتي الزبائن وبعضهم من كبار الأثرياء “من مسافة 400 كيلومتر تقريبا” من سويسرا وإيطاليا وإسبانيا خصوصا. وأنواع الحيوانات متنوعة أساسا الخيول فضلا عن الحمير، وقد أتى إلى العيادة قبل فترة قصيرة دب من حديقة ليون للحيوانات.

ويقول الجراح، عرفنا في السنوات الخمس والعشرين الأخيرة تقدما رائعا، قبل ذلك كنا نقضي على الخيول التي تتعرض لإصابات.

ويؤكد، “لدينا طب بيطري متطور مثل الطب البشري”، مشيرا إلى أن الأطباء البيطريين والأطباء العاديين “يمكنهم التعلم كثيرا من بعضهم البعض” في الأبحاث التطبيقية “لأن الحصان نموذج مثير للاهتمام”.

ومن أكثر الحالات التي يواجهها قسم الطوارئ، المغص وهو قاتل لدى الحصان وينبغي معالجته في “غضون 6 ساعات كحد أقصى”. ومن بعد ذلك تأتي الصدمات والنزيف الحاد والجراحات فضلا عن علاجات الجلد والقلب.

20