لبنان يبحث عن مفاجأة أمام قطر في كأس آسيا

تنظر العديد من المنتخبات إلى بطولة كأس آسيا لكرة القدم كغاية، فيما ينظر إليها المنتخب القطري كمحطة جديدة وخطوة أخرى على طريق الاستعداد للحدث الأهم وهو بطولة كأس العالم 2022 التي تستضيفها بلاده. ويستهل المنتخب القطري بقيادة المدرب الإسباني فيليكس سانشيز مسيرته في النسخة الحالية من البطولة بمواجهة نظيره اللبناني الأربعاء على ملعب “هزاع بن زايد” بنادي العين، حيث تمثل المباراة نقطة انطلاق للفريق في محطة جديدة ومهمّة على طريق الاستعداد للمونديال.
أبوظبي- يعود المنتخب اللبناني إلى الظهور في البطولة القارية بعد نحو عقدين على مشاركته الأولى والوحيدة في بطولات كأس آسيا، بطموح العبور إلى الدور الثاني بعدما فشل في هذا خلال مشاركته الأولى. ورغم كونه بعيدا عن دائرة الترشيحات للمنافسة على اللقب أو على الأقل الوصول إلى الأدوار النهائية، فإن لاعبي المنتخب اللبناني يرون أن الفرصة مواتية لتحقيق ما عجزوا عن تحقيقه في مشاركتهم الوحيدة السابقة بالبطولة عام 2000.
ويتطلع المنتخب اللبناني إلى ترجمة تألقه في التصفيات إلى مشاركة جيدة في النهائيات والعبور إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) كحد أدنى لأهداف الفريق في هذه النسخة.
ويعتمد ميودراغ رادولوفيتش، المدير الفني للمنتخب اللبناني، على مجموعة متميزة من اللاعبين الذين ينشط معظمهم في الدوري اللبناني. ويبرز من بين هؤلاء اللاعبين حسن معتوق (31 عاما) مهاجم النجمة اللبناني وقائد المنتخب اللبناني ومعتز الجنيدي مدافع الأنصار اللبناني.
ويشارك لبنان في كأس آسيا لكرة القدم 2019 مع جيل يبحث عن باكورة انتصاراته في بطولة بلغها للمرة الأولى من بوابة التصفيات. وجاءت المشاركة الأولى ضعيفة رغم الاستفادة من تجنيس ستة لاعبين برازيليين، فيما ركّز المدرب الحالي المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش على الانتشار اللبناني، ليرفد المنتخب بلاعبين ترعرعوا في الملاعب الأوروبية.
ويرى القائد السابق للمنتخب رضا عنتر، والذي كان في عداد منتخب عام 2000، أن “سبب الإخفاق إداري وليس فنيا لأن المنتخب حينها كان ممتازا، فيما تأثر بتغيير المدرب المصري محمود سعد باليوغوسلافي يوسيب سكوبلار وتجنيس لاعبين عاديين جدا، إضافة إلى إيقاف موسى حجيج وقتها قبل استدعائه لاحقا”.
مشاركة جيدة
في المقابل يأمل “العنابي” في مشاركة جيدة بالبطولة الحالية والاستعداد جيدا لمونديال 2022 الذي يرغب خلاله بالوصول إلى الأدوار الإقصائية لا سيما وأن منتخب جنوب أفريقيا لا يزال هو الفريق المضيف الوحيد الذي ودع البطولة عندما استضافت بلاده نسخة عام 2010.
ويمثل المنتخب القطري إحدى القوى متوسطة المستوى على الساحة الآسيوية، حيث كانت أفضل نتائجه في كأس آسيا هي بلوغ دور الثمانية في نسختي 2000 و2011 فيما ودع الفريق النسخة الماضية عام 2015 بأستراليا صفر اليدين بعدما مني بثلاث هزائم متتالية في مبارياته الثلاث بالدور الأول.
ولكن أوضاع الفريق تحسنت بشكل ملحوظ منذ تولي المدرب الإسباني فيليكس سانشيز مسؤولية الفريق في يوليو 2017. وخلال فترة الإعداد للبطولة، حقق الفريق الفوز على منتخب سويسرا وتعادل مع نظيره الأيسلندي. ورغم كونها مباريات ودية، فإنها تعتبر مؤشرا على أن الاستثمارات التي تم ضخها في أكاديمية أسباير بدأت تؤتي ثمارها.
ويحظى سانشيز بكثير من الخبرة بالتعامل مع لاعبيه، حيث قضى معهم سبع سنوات في أسباير بداية من العام 2006 قبل توليه تدريب منتخبات الشباب (تحت 19 و20 و23 عاما) ثم توليه مسؤولية المنتخب الأول. وبعدما سيطرت نزعة تغيير المدربين بشكل سريع على المنتخب القطري لعدة سنوات، جلب سانشيز بعض الاستقرار لهذا المنصب علما وأنه أصبح المدرب السادس عشر للفريق منذ عام 2000.
سجل إيجابي
يعول منتخب سلطنة عمان على سجله الإيجابي أمام أوزبكستان عندما يتواجهان الأربعاء في الشارقة، في محاولة من المنتخب الخليجي لبلوغ الأدوار الإقصائية في كأس آسيا في كرة القدم للمرة الأولى في تاريخه. وبعد الخسارة الساحقة التي منيت بها أمام المنتخب القادم من وسط آسيا بخماسية في 2011، نجحت عمان في الفوز أربع مرات تواليا على “الذئاب البيض”، لتدخل بمعنويات مرتفعة في باكورة مبارياتها ضمن المجموعة السادسة في نهائيات 2019 المقامة في الإمارات.
وتألق الرشيدي في كأس الخليج 2018 عندما قاد عمان إلى اللقب بركلات الترجيح على حساب الإمارات ونجمها عمر عبدالرحمن. وخضعت عمان لبرنامج تحضيري مكثف بدءا من سبتمبر، لكن تشكيلة المدرب الهولندي بيم فيربيك التي تمتاز بأسلوب دفاعي متحفظ يعاب عليها ضعف هجومها. وتعرض أسلوب فيربيك للانتقاد من بعض النجوم الدوليين السابقين لتسببه بإبعاد مهاجمي المنتخب عن منطقة الخصم ومرماه.
وخاضت عمان 11 مباراة ودية منذ سبتمبر، ففازت في 4 مرات وتعادلت في 6 مباريات قبل أن تخسر أمام أستراليا بخماسية نظيفة، ما دفع فيربيك إلى القول إنه لن يغير أسلوب فريقه لخسارة قاسية مع أحد أفضل منتخبات القارة. ومع ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24، أصبح حلم التأهل إلى الأدوار الإقصائية قريبا من الواقع لمنتخب عمان في مشاركته الرابعة، لوقوعه في مجموعة تضم اليابان القوية وأوزبكستان وتركمانستان من وسط آسيا.
وسيكون ملعب “آل نهيان” بنادي الوحدة في أبوظبي على موعد مع مواجهة مثيرة بين منتخبي اليابان وتركمانستان، حيث يلتقي الفريقان في افتتاح مباريات المجموعة السادسة بالدور الأول للبطولة. ومن الناحية النظرية، تبدو المواجهة محسومة للمنتخب الياباني صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الآسيوي (أربعة ألقاب) في مواجهة نظيره التركماني الذي يخوض البطولة للمرة الثانية فقط في تاريخه. ولكن المنتخب التركماني قد يسعى إلى تفجير المفاجأة في مواجهة نظيره الياباني.