طالبان تسمح بالتحاق النساء بالمدارس في مسعى إلى تحسين صورتها

كابول - ذكر مسؤولون أفغان الأربعاء، أنه جرى فتح مدرسة في مقاطعة بغران بإقليم هلمند جنوبي البلاد للمرة الأولى، عقب اتفاق بين طالبان وقادة قبليين، في مساع تبذلها الحركة إلى تحسين صورتها مع تقدم مفاوضات السلام الأفغانية.
وقال رئيس الإدارة التعليمية الإقليمية، داوود سفاري، لوكالة الأنباء الألمانية إن المدرسة يوجد بها الآن ما يصل إلى 200 طالب من الذكور.
وبحسب مكتب الإحصاء المركزي، تعد بغران التي يبلغ تعداد سكانها نحو 106 ألف نسمة إحدى المقاطعات الأكثر تخلفا، وهي مقاطعة نائية بإقليم هلمند، وتقع بالكامل تحت سيطرة طالبان.
وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، إن المسلحين ينتهجون سياسة مساعدة الحكومة الأفغانية المركزية في فتح مدارس جديدة أو إعادة فتح مدارس كانت قد أغلقت في وقت سابق. وفي حين منع مسلحو طالبان كل النساء والفتيات من التعليم خلال فترة حكمهم بين 1996 و2001، فإنهم يسمحون الآن للفتيات بالالتحاق بالمدارس غير أن الأمر متباين نوعا ما عبر مناطق مختلفة من البلاد.
وتحدث مجاهد عن عدد من مدارس الفتيات في مقاطعتي شيرزاد في إقليم ننكرهار شرقي أفغانستان وفي ناد علي في إقليم هلمند. وبحسب تقرير للأمم المتحدة نشر في يونيو الماضي، لا يستطيع 3.7 مليون طفل أفغاني على الأقل الذهاب للمدارس جراء الصراع والحواجز الثقافية والفقر المدقع.
ومثّل اجتماع المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد بممثلين عن حركة طالبان في العاصمة الإماراتية أبوظبي مؤخرا، بمشاركة السعودية وباكستان، منعرجا حاسما في مفاوضات السلام المتعثرة، بعد أن أكد مسؤولو الحركة وجود مقترح بإشراكهم في تشكيل حكومة انتقالية في كابول، ما دفع الحركة التي التقطت الرسالة عبر توجيه خطاب ليّن للداخل الأفغاني المتوجّس أشبه بحملة انتخابية.
وتحاول طالبان إظهار أنها تغيّرت منذ أيام الوحشية التي أظهرتها في التسعينات من القرن الماضي، عندما حظرت الموسيقى ومنعت تعليم البنات ونفّذت إعدامات علنية في استاد كرة القدم في كابول، تزامنا مع التحركات المتزايدة نحو السلام.
ويبقى الداخل الأفغاني المتخوّف من سياسات الحركة المتشددة، الجزء الأهم في استراتيجية طالبان الداخلية، حيث تسعى إلى تهدئة الخواطر والانفتاح أكثر على المجتمع الأفغاني في جزء من مطالبه على الأقلّ.