متسلّق القمم السبع أول شخص يجتاز القطب الجنوبي دون مساعدة

واشنطن - أنهى الأميركي كولن أوبرادي، وهو رياضي محترف، رحلة اجتاز فيها وحيدا 1600 كيلومتر من القارة المتجمدة الجنوبية في 45 يوما. وهي المرة الأولى التي يتمكن فيها شخص من اجتياز القارة الجنوبية وحيدا من دون مساعدة.
وتمكن أوبرادي البالغ من العمر الـ33 من العمر، من إتمام رحلته وحيدا في أقسى مناطق الأرض، ونُشرت تفاصيل مغامرته يوما بيوم على موقع “كولينوبرادي.كوم”، إذ كان جهاز لتحديد المواقع الجغرافية يرسم خط المسار مباشرة.
وقال على حسابه على إنستغرام “لقد حققت هدفي، وصرت أول شخص في التاريخ يجتاز القارة المتجمدة الجنوبية منفردا من أقصاها إلى أقصاها من دون مساعدة”.
وفي تميّز عن الرحلات السابقة المماثلة، قطع أوبرادي 125 كيلومترا إضافيا. وفي المرحلة الأخيرة، وبعد 33 ساعة من دون نوم، وصل الأربعاء الماضي إلى وجهته النهائية.
وروى المغامر الثلاثيني أنه تناول طعام الفطور يوم الميلاد، وقرر بعدها أن يحاول إتمام المرحلة الأخيرة من الرحلة من دون توقّف. وأضاف “في اللحظة التي انتعلت فيها حذائي أصبحت هذه الخطة المستحيلة حقيقة”.
وسبق أن اجتاز مغامرون القارة الجنوبية لكنهم كانوا يتلقون مساعدة. وكان أوبرادي يجرّ على مزلاج أمتعته والأدوات اللازمة لرحلته ووزنها الإجمالي 180 كيلوغراما.
وبدأت مغامرته في الثالث من نوفمبر مع ضابط بريطاني في التاسعة والأربعين يدعى لويس رود، ثم انفصلا وسلك كل منهما طريقا مختلفا.
ونجح الاثنان في إتمام الرحلة لكن أوبرادي كان أول من وصول، فبعدما اجتاز القطب الجنوبي في الثاني عشر من ديسمبر الحالي، واصل مسيرته في هذه الصحراء الجليدية إلى أن بلغ الأربعاء حاجز روس المطلّ على المحيط الهادئ، ثم وصل لويس رود بعده بيومين.
وأكد أوبرادي “مع أن الساعات الاثنتين والثلاثين الأخيرة كانت الأصعب في حياتي، لكنها كانت أيضا من أحلى الأوقات التي عشتها”. وتابع كتابة أفكاره على موقع إنستغرام إلى أن قال “أنا أهذي بعض الشيء، لأنني لم أنم”.
ووصفت صحيفة “نيويورك تايمز” رحلته بأنها من الأهم في تاريخ الرحلات القطبية، وقارنتها بـ”السباق القطبي” بين النرويجي رولد أموندسن والبريطاني روبرت فالكون في العام 1911. ولد أوبرادي في بورتلاند في ولاية أوريغون (الساحل الغربي للولايات المتحدة)، ودرس الاقتصاد في جامعة يال، وكان عضوا في فريق السباحة فيها.
تعرّض في العام 2008 لحادث في تايلاند فأصيب ربع جسمه بحروق، وصارحه الأطباء بأنه قد لا يُحسن المشي بشكل عادي بعد ذلك. وهي ليست المرة الأولى التي يجتاز فيها مغامرون القارة الجنوبية، لكنها المرة الأولى من دون مساعدة. وفي العام 2016 قضى الضابط البريطاني هنري وورسلي فيما كان يحاول تنفيذ المهمة. وسبق أن حقق أوبرادي رقما قياسيا في العام 2016 حين تسلّق أعلى القمم في سبع قارات في 132 يوما، فصار لقبه “متسلّق القمم السبع”.