روسيا تنفي اتهامات أميركية بانتهاك معاهدة التسلح

موسكو -هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء بإنتاج صواريخ محظورة في الوقت الحالي بموجب معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى إذا انسحبت الولايات المتحدة منها وبدأت في إنتاج مثل هذه الصواريخ.
وقال بوتين الأربعاء " هناك نحو عشر دول منخرطة بالفعل في إنتاج مثل هذه الأسلحة، فقط روسيا والولايات المتحدة قيدت ذلك على المستوى الثنائي".
وأضاف بوتين، حسبما نقلت وسائل إعلام روسية عنه، أن الأميركيين يتوقعون على ما يبدو أن الموقف تغير ومن ثم فإن عليهم حيازة مثل هذه الأسلحة " وكيف سنرد نحن؟ ببساطة شديدة سنفعل نفس الشيء".
واتهم بوتين الولايات المتحدة بإلقاء اللوم على روسيا في انتهاكات كذريعة للانسحاب من المعاهدة.
وحثّت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني روسيا والولايات المتحدة على انقاذ معاهدة الحدّ من الأسلحة النووية المتوسطة المدى التي أبرمت خلال الحرب الباردة، بعد أن أصدرت الولايات المتحدة إنذاراً أخيراً لموسكو مدّته ستين يوما.
وطالبت موغيريني بإنقاذ المعاهدة، محذرة من أن أوروبا لا تريد أن تصبح ساحة معركة للقوى العالمية مرة أخرى، كما كانت خلال الحرب الباردة.
وقالت موغيريني لدى وصولها إلى مقر الأطلسي في بروكسل لإجراء محادثات مع وزراء خارجية دول الحلف "معاهدة الحد من الأسلحة النووية المتوسطة المدى ضمنت السلام والأمن في الأراضي الأوروبية منذ 30 عاماً حتى الآن".
وتابعت "يجب أن يتمّ التقيد بها بشكل كامل، آمل أن (يتم استخدام) الوقت المتاح للعمل على الحفاظ على المعاهدة وتحقيق التنفيذ الكامل لها بشكل حكيم من جانب جميع الجهات، وسنحاول بالتأكيد أن نقوم بدورنا للتأكد من حصول ذلك".
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت الثلاثاء عن منح روسيا مهلة لمدة 60 يوما لتدمير صواريخ كروز الجديدة من طراز (إس إس سي8-) التي تعتبرها واشنطن انتهاكا للمعاهدة.
واتهم حلف شمال الأطلسي (ناتو) لأول مرة رسميا بانتهاك المعاهدة من خلال إنتاجها لهذا الطراز من الصواريخ، وفي المقابل تنفي روسيا هذه الاتهامات وتؤكد التزامها بالمعاهدة.
واتهم بوتين الولايات المتحدة بأنها لا تمتلك أدلة على خرق بلاده للمعاهدة، وقال إن الإدارة الأميركية كانت قد خططت للخروج من المعاهدة قبل توجيه الاتهامات إلى روسيا، وأوضح أن " القرار تم اتخاذه منذ فترة طويلة وبشكل غير علني، وظنوا أننا نلحظ هذا، غير أن ميزانية البنتاغون تتضمن تطوير هذه الصواريخ".
وكانت المعاهدة التي وقعت في 1987 من قبل الرئيس الأميركي رونالد ريغن وآخر رئيس سوفياتي ميخائيل غورباتشيف، سمحت بتسوية أزمة بشأن الصواريخ النووية السوفياتية التي يتراوح مداها بين 500 وخمسة آلاف كيلومتر.
وأعلن ترامب في نهاية أكتوبر أن الولايات المتحدة تنوي الانسحاب من المعاهدة. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الفور بأن انسحابا بهذا الشكل قد تكون له عواقب خطيرة.
وقال بوتين "إذا تم حل كل الاتفاقات (...) فلن يبقى شيء غير السباق إلى التسلح".