ملتقى بعمّان يناقش الرواية الأردنية في العقد الأخير

عمان - نظّم منتدى الروّاد الكبار في عمّان، السبت 24 نوفمبر الجاري، ملتقى بعنوان “الرواية الأردنية في العقد الأخير”، شارك فيه النقاد والباحثون والكتّاب محمد المشايخ، سلطان الزغول، حسن عليان، سمير قطامي، هدى أبوغنيمة، دلال عنبتاوي، أمين يوسف عودة، عماد الضمور، ومجدي ممدوح. وتضمّن برنامج الملتقى تكريم الروائيين سميحة خريس، إبراهيم نصرالله، جلال برجس، وكوثر الجندي.
افتتحت الملتقى رئيسة المنتدى هيفاء البشير؛ قائلة إن منتدى الروّاد الكبار أصبح منبرا للمثقفين والروّاد الكبار من الفنانين والأدباء، انطلاقا من رسالته الثقافية على مدى عقد من الزمن؛ لافتة إلى أهمية الرواية، التي أصبحت مرآة للعصر، ولسان حال الإنسان.
وألقت المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص كلمة اللجنة التحضيرية أوضحت فيها أن هذا هو الملتقى الأول للرواية الذي ينظمه منتدى الروّاد الكبار، وقد وقع الاختيار عليه نظرا إلى أن الرواية الأردنية أخذت موقعها في العالم العربي، وتركت بصمة واضحة خلال العقد الأخير، مشيرة إلى أسماء بعض رواد الرواية الأردنية تيسير السبول، أمين شنار، سالم النحاس، وغالب هلسا.
وخلص الناقد محمد المشايخ في ورقته، ذات المنحى البيبلوغرافي، إلى أن عدد الروايات التي صدرت في الأردن خلال السنوات 2007- 2018، بلغ نحو سبعمئة رواية تُرجم بعضها إلى عدد من اللغات العالمية، وجرى إعداد أطروحات دكتوراه ورسائل ماجستير وتأليف العشرات من الكتب عنها، وبلغ عدد الروائيين والروائيات الذين ظهروا خلال هذه الفترة 250 روائيا و150 روائية، وقد حاز بعضهم على جوائز محلية وعربية، وجرى تكييف بعض رواياتهم إلى أفلام ومسلسلات تلفزيونية وإذاعية.
أما الناقد سلطان الزغول فقد تحدث عن البنية الروائية في روايات العقد الأخير، وركّز على رواية “البحار” للروائي هاشم غرايبة؛ مبنيا أنها تشكّل تجربة مهمة على طريق تطور الرواية الأردنية، فهي حافلة بالأحداث والتحوّلات العميقة، وتُعدّ محاولة جريئة لمناقشة قضايا العصر الكبرى، خاصة القضية المفصلية التي وسمت العقد، وأرّقت المجتمع العربي، وهي قضية التطرّف الديني وتأثيراتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية.
برنامج الملتقى تضمن تكريم الروائيين سميحة خريس، إبراهيم نصرالله، جلال برجس، وكوثر الجندي
فيما تناول الباحث حسن عليان موضوع القدس في الرواية الأردنية، ووقف على رواية “ترانيم الغواية” للروائية ليلى الأطرش نموذجا؛ مبينا أنها تتميز بجمالية الصورة الفنية في العلاقة بين الإنسان والمكان/ مدينة القدس، كما ترصد ثنائية الرؤية المتماهية، والصورة الثنائية الضدية لعلاقة الإنسان بالمدينة، والرابط المقدس بين الإنسان والمكان، خاصة عندما يكون مسقط رأسه. وقدم الناقد سمير قطامي في ورقته تحليلا نقديا للتحولات السياسية والاجتماعية في الرواية الأردنية، مؤكدا أنها عكست في العقد الأخير الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وغاصت في ما عاشه المجتمع الأردني من تقلبات سياسية وفكرية جرّاء ما أصاب العالم العربي من كوارث ونكبات وصراعات.
أما الكاتبة هدى أبوغنيمة، فتحدثت عن الفنتازيا والرؤية في رواية “حرب الكلب الثانية” لإبراهيم نصرالله؛ موضحة أنها تعبّر عن شعور إنساني جمعي فنتازي الرؤية للمستقبل في تحوّلاته المتأثرة بالمنجزات التقنية المذهلة، وواقعي صادم للوعي. ورأت أبوغنيمة أن الكاتب يفضح استشراء النزعة المادية، وتوحشها بعيدا عن القيم الأخلاقية والإنسانية، حيث يغدو كل شيء مباحا حتى المتاجرة بمصير الناس وأرواحهم.
وناقشت الناقدة دلال عنبتاوي أثر الحكاية الشعبية في الرواية الأردنية، رواية “مطارح” للروائية سحر ملص نموذجا؛ مبينة أنها قدّمت عالما حكائیّا مثیرا للدهھشة من خلال رسمها لعوالم تراثیة تتعلق بالبيئة السورية، خاصة مدینة حمص وما جاورها من مدن، فمزجت بین الماضي والحاضر في لوحات سردية جعلت الحكایة الشعبیة رواية تعيش وتتحرك داخل الرواية الأمّ، وأصبحت كأنها رواية داخل الرواية تتقارب وتتقاطع معها أحيانا.
وفيما تناول الناقد مجدي ممدوح المنحى الصوفي في الرواية الأردنية، وتأثير وسائل الاتصال الحديثة عليها، والمدينة والرواية عند الروائي الأردني الراحل جمال ناجي، بحث الباحث أمين عودة في الثيمات الماورائية والوعي المختلف في رواية “الفردوس المحرّم” ليحيى القيسي، قائلا إن الرواية دعوةٌ إلى ولوج عالم الأنوار، وتحفيزٌ لاختبار وعْيٍ مختلف.
وقدّم الناقد عماد الضمور قراءة في تأثير وسائل الاتصال الحديثة على الرواية الأردنية، رواية “أنثى افتراضية”، لفادي المواج نموذجا، وقد ذهب إلى أن الروائي احتفى بأسلوب وسائل التواصل الاجتماعي في التعبير، والرواية تقوم على مشاهد منفصلة، ومفصلة معا لوقائع ذات اتّصال بوسائل التواصل الاجتماعي، إذ يتضح الفضاء الافتراضي في تصوير المشاهد من خلال تنظيم روائي مدهش لفاعلية الفضاء البصري.