"جيل المريخ" في تركيا، أطفال العالم يكتشفون الحياة خارج كوكب الأرض

معسكر "جيل المريخ" في محافظة إزمير يتيح لعشاق كوكب المريخ من أطفال العالم، التعرف على تفاصيل الحياة والصعوبات المحتملة عند الانتقال للعيش هناك لاحقا.
الاثنين 2018/11/05
يتعلمون وكأنهم يلعبون

إزمير (تركيا)- يتيح معسكر “جيل المريخ” في ولاية إزمير، غربي تركيا، لعشاق كوكب المريخ من أطفال العالم، التعرف على تفاصيل الحياة والصعوبات المحتملة عند الانتقال للعيش هناك لاحقا، من خلال إجراء محاكاة للمستعمرات التي ستأوي البشر هناك، عبر مقاطع مصورة ثلاثية الأبعاد.

ويعدّ المعسكر المذكور واحدا من بين ثلاثة معسكرات تعليمية حول الفضاء في العالم، واحد في الولايات المتحدة الأميركية والآخر في كندا. ويستقبل المعسكر سنويا أعدادا كبيرة من الأطفال القادمين من مختلف بلدان العالم، وممن لديهم فضول للتعرف على الفضاء والحياة في المريخ. وتخطط منظمات عالمية متخصصة في علوم الفضاء وعلم الفلك، لإطلاق أول رحلة بشرية إلى كوكب المريخ للعيش هناك دون العودة إلى الأرض، بحلول عام 2024.

وتفيد الدراسات والأبحاث بأن الحياة على كوكب المريخ لم تعد مستحيلة كما كان يعتقد، إذ تفيد الاحتمالات بوجود بحيرات مالحة تحت سطح المريخ، ولا سيما في تلك المناطق الواقعة تحت القبعة الجليدية القطبية للمريخ، ما يعني وجود كميات كبيرة من الأكسجين في هذه البحيرات.

والاكتشاف الآخر هو أن الغلاف الجوي لكوكب المريخ ربما كان غنيا بالأكسجين يوما ما، لكن بسبب فقدانه للمجال المغناطيسي هرب الجزء الأكبر من الأكسجين السطحي. ومع ذلك، لا يزال هناك أكسجين داخل صخور الكوكب، ما يعني أنه ربما يكون هناك أكسجين تحت سطح الكوكب.

معسكر "جيل المريخ" يعد واحدا من بين ثلاثة معسكرات تعليمية حول الفضاء في العالم، واحد في الولايات المتحدة الأميركية والآخر في كندا

ويدرك المشاركون في هذه المهمة أنهم ذاهبون من دون عودة، وأن عليهم أن يتدبروا أمورهم على كوكب المريخ، من حيث بناء مساكنهم الصغيرة التي تقيهم من قساوة جو المريخ وحرارته، وأن يبحثوا عن الماء، وينتجوا الأكسجين ويزرعوا أغذيتهم داخل حجرات مغلقة. ولا يبدو أن هذه المتطلبات الضرورية لحياة البشر سهلة التحقيق على سطح كوكب قاحل ذي غلاف جوي غني بغاز ثاني أكسيد الكربون، وحيث متوسط درجة الحرارة 63 درجة مئوية تحت الصفر.

لذا، يثير هذا المشروع الكثير من الجدل والمخاوف، رغم أنه يحظى بتأييد كبير من عالم الفيزياء الهولندي جيرارد هوفد الحائز على جائزة نوبل للسلام. وهذا المشروع هو الأول من نوعه الذي يحدد تاريخا لإرسال بشر إلى سطح المريخ، فكل المهمات الفضائية إلى المريخ حتى الآن تمت بإنزال مسبارات أو روبوت على سطحه.

وتتضمن البرامج التعليمية في مركز “جيل المريخ”، مواضيع حول علوم الفضاء، والتكنولوجيا، وخصائص المريخ، وبنيته، ومصاعب العيش هناك وسبل التغلّب على هذه المصاعب، فضلا عن مقاطع مصورة ثلاثية الأبعاد، تحاكي للأطفال تفاصيل الحياة الأخرى هناك.

ويجري القائمون على المركز، دوراتهم التعليمية ضمن نموذج يحاكي نمط المستعمرة البشرية المزمع إنشاؤها على كوكب المريخ. وبإمكان المشاركين في هذه الدورات اختبار قدرتهم على العيش في المريخ عبر نماذج لوحدات ومختبرات مخصصة.

كما تتضمن البرامج، مقاطع مصورة ثلاثية الأبعاد، تحاكي الحياة في المريخ عبر تقنية رسم الخرائط، حيث تم كتابة سيناريوهات المقاطع هذه من قبل العاملين الأتراك في المركز المذكور. وتزوّد المقاطع المصورة هذه، الأطفال بمعلومات حول التكنولوجيا التي نحتاج إليها للتغلب على المصاعب التي تحتمل مواجهتها خلال العيش في المريخ، إضافة إلى معلومات حول خصائص الكوكب والبحوث العلمية الجارية حوله.

يقول فاروق غولار رئيس المجلس التنفيذي لشركة إيجة المساهمة في المنطقة الحرة والتي بُني معسكر الفضاء التركي في مقرها، “إنه تم افتتاح المعسكر سنة 2000”.وأوضح غولار، أن المعسكر شهد خلال السنوات الـ18 الماضية، مشاركة أكثر من 230 ألف من هواة معرفة الفضاء، قادمين من 60 بلدا.

وأضاف، أن المعسكر تم تجهيزه أيضا بأقسام ترفيهية واجتماعية، لجذب الانتباه وزيادة الإقبال عليه. ولفت غولار، إلى أن الأطفال المشاركين في برامج المعسكر، غالبا ما يختارون دراسة فروع جامعية ذات صلة بالفضاء.

بدوره قال رضا طولغا، مدير دعم وتطوير التعليم لدى معسكر الفضاء التركي، إنهم يستهدفون من خلال المعسكر إكساب الأطفال تجربة لمعرفة آلية عمل رواد الفضاء الذين سيعيشون في المريخ بحلول عام 2030 كما هو مخطط له. وأوضح أنهم أسسوا المعسكر انطلاقا من مصادر خيالهم وفي ضوء المعلومات التي تلقوها من محطة الفضاء الدولية “ناسا”. من جهتها، أرسلت رائدة الفضاء الأميركية أليسا كارسون (17 عاما)، رسالة مصورة إلى زوّار معسكر “جيل المريخ”.

وأشارت كارسون التي من المنتظر أن تكون أول امرأة ضمن بعثة مأهولة ترسلها “ناسا” إلى كوكب المريخ، في رسالتها المصورة إلى البحوث التي يجريها علماء الفضاء حول إمكانية إرسال البشر إلى المريخ، ومدى قابلية الكوكب للعيش فيه. ولفتت إلى الأعمال والبحوث الجارية لتحديد نمط المستعمرة البشرية المزمع إنشاؤها في كوكب المريخ.

20