مشرد يعرف السياح بحياة التشرد في زغرب

رجل مشرد في شوارع العاصمة الكرواتية يعقد العزم على تغيير الصور النمطية للمشردين من خلال تنظيمه زيارات سياحية من نوع خاص.
الجمعة 2018/11/02
فسحة في المدينة الغنية بالمعالم الساحرة

زغرب – سمع ميله مرفاي نعوتا كثيرة تصفه بالرجل القذر والسكّير والكسول خلال سنوات تشرده الثلاث في زغرب، لكنه عقد العزم على إزالة هذه الصور النمطية من خلال تنظيمه زيارات سياحية من نوع خاص في العاصمة الكرواتية.

ويبدأ مرفاي جولته الممتدة على ساعة ونصف الساعة من نقطة التجمع في متنزه الملك توميسلاف حيث يتوافد السياح والأزواج الشباب والأطفال بأعداد كبيرة.

ويوضح هذا الرجل البالغ 58 عاما أن أي مشرد لن يجرؤ على الارتياح في هذا المتنزه خلال النهار “فإذا ناموا على الأرضية العشبية ستسطّر الشرطة غرامة في حقهم”.

هنا يبدأ مرفاي صاحب دور المعارض الفنية السابق الذي رزح تحت مديونية ثقيلة، الجولة السياحية المسماة “زغرب غير المرئية”. ويظهر هذا النشاط واقعا مرّا من المدينة بعيدا كل البعد عن الواجهات البرّاقة والساحات الفسيحة في المدينة الغنية بالمعالم الساحرة من حقبة الإمبراطورية النمسوية المجرية.

وتشير تقديرات لمنظمات غير حكومية إلى أن كرواتيا تعد حوالي ألفي مشرد يعيش غالبيتهم في العاصمة زغرب.

ويقول مرفاي لحوالي عشرين تلميذا ثانويا برفقة مدرّستهم “ستكتشفون الجانب المؤلم لزغرب”. ويلفت إلى أن محطة القطارات تشكل نقطة مركزية للمشردين الهائمين في المدينة. فهم يقصدون الموقع للاحتماء من البرد في مستودعات مهجورة متاخمة للمباني المهدمة مع الهروب المستمر من الشرطة التي تأتي لحملهم على إخلاء مواقعهم.

كما يشير الرجل إلى آلة تحضير القهوة التي لطالما كان يهرع إليها “بعد الاستيقاظ وسط بارد قارس”.

ويروي مرفاي المدخن النهم ذو اللحية البيضاء، عن “السهولة المخيفة في أن يصبح المرء مشردا”. فقد بدأت رحلة عذابه بعدما أشهرت دار المعارض الفنية التي كان يملكها في ساراييفو إفلاسها في 2009.

وهو فقد مسكنه المرهون لدار المعارض وانتهى زواجه وتخلى عنه أصدقاؤه. ويقول “لو توقع لي أحدهم قبل عشر سنوات بأني سأصبح مشردا لكنت وصفته بأنه مجنون”.

غير أن أحواله بدأت تتحسن قبل أربع سنوات، إذ نجح في الحصول على بطاقة هوية كرواتية تتيح له الإفادة من مساعدة اجتماعية وطبية كما تسمح له باستئجار غرفة للسكن.

24