تاريخ ظهور الحياة على الأرض يثير النقاش من جديد

باريس - عاد النقاش ليحتدم مجددا حول تاريخ ظهور الحياة على الأرض، فقد طعن علماء مؤخرا في دراسة كانت تتحدث عن ظهور نشاط جرثومي قبل ثلاثة مليارات و700 مليون سنة.
وقال العلماء إن الجزيئات المتحجّرة التي تحدّثت عنها تلك الدراسة ليست ناجمة عن نشاط بيولوجي وإنما عن تفاعلات جيولوجية.
وكانت الدراسة الصادرة في العام 2016 في مجلة “نيتشر” خلصت إلى أن جزيئات عثر عليها في صخور عمرها ثلاثة مليارات و700 مليون سنة في غرينلاند، هي تشكّلات رسوبية بيولوجية.
واستنتج معدّوها، وهم باحثون بإشراف آلن نوتمان من جامعة ولونغونغ الأسترالية، أن الحياة على الأرض ظهرت بعد 800 مليون سنة من تشكّلها.
وتشكّلت الأرض قبل أربعة مليارات و567 مليون سنة. لكن الدراسة الجديدة المنشورة أيضا في “نيتشر” ناقضت تلك الخلاصات.
وقال معدّوها إن تلك التشكّلات ليست ذات طبيعة كيميائية تسمح بالقول إنها نتجت عن نشاط جسيمات حية، بل يمكن أن تكون ناجمة عن تفاعلات داخل الصخور. وبذلك يعود الغموض ليكتنف تاريخ ظهور الحياة على كوكب الأرض.
وكانت دراسة علمية قد أيدت، في وقت سابق، الفرضية التي تقول إن العناصر الأولى للحياة على الأرض نشأت بفعل سقوط نيازك في بحيرات للمياه الساخنة. واستند العلماء معدو هذه الدراسة إلى “أبحاث معمقة وحسابات” فيزيائية فلكية وجيولوجية وكيميائية وحيوية بحسب ما جاء في بيان صادر عن جامعة “ماكماستر” الكندية نشر في مجلة الأكاديمية الأميركية للعلوم.
وعلّق توماس هينينغ الباحث في معهد “ماكس بلانك” لعلوم الفلك في ألمانيا “لفهم أصول الحياة علينا أن نفهم الأرض منذ مليارات السنوات”.
وأضاف “تظهر دراستنا أن علم الفلك يقدم جزءا مهما من الإجابة، فالطريقة التي نشأت فيها المجموعة الشمسية كانت لديها آثار مباشرة على أصل الحياة على الأرض”.