العاصمة تغرق: صرخة جزائرية على مواقع التواصل لا يسمعها المسؤولون

ناشطون ووسائل الإعلام يتداولون مقاطع فيديو تظهر الوضع المأساوي للعاصمة بسبب ضعف البنية التحتية وعدم استيعاب قنوات الصرف الصحي لكميات الأمطار.
الأربعاء 2018/10/03
مشهد متكرر في الجزائر

لم يجد الجزائريون سوى مواقع التواصل الاجتماعي لبثّ شكواهم من الوضع المأساوي لعاصمتهم التي غرقت بالأمطار خلال دقائق معدودة، ومما تسبب في حالة من الشلل التام للطرقات، بسبب إهمال المسؤولين وغياب البنية التحتية.

الجزائر – شهدت العاصمة الجزائرية أمطارا غزيرة تسببت خلال نصف ساعة في تشكُل سيول وفيضانات عارمة، حوّلت الشوارع إلى بحيرات وبرك سباحة، علق عليها رواد التواصل الاجتماعي بين السخرية والغضب، قائلين لم يكن ينقصها سوى معلمي السباحة.

وتداول الناشطون ووسائل الإعلام مقاطع فيديو على تويتر وفيسبوك تظهر الوضع المأساوي للمدينة بسبب ضعف البنية التحتية وعدم استيعاب قنوات الصرف الصحي لكميات المياه المتساقطة، والاختناقات الناجمة عن الفوضى وإصابة حركة المرور بالشلل التام، لاجتياح المياه عددا من منازل المواطنين مع غرق العديد من الشوارع، بما فيها من محال تجارية وسيارات، وهو ما أثار سخط المواطنين وغضبهم.

وكتبت مغردة:

ilham_algerian1@

20 دقيقة من تهاطل الأمطار كانت كافية كي تغرق عاصمة الدولة والآتي أعظم. #العاصمة_تغرق.

وسخر ناشط قائلا:

Angel_wiiss@

العاصمة تغرق في أقل من نصف ساعة.. نعم نستطيع أن ننظم كأسي عالم للسباحة.

وجاء في تغريدة:

atf29634072@

الكثير من المناطق تغرق في العاصمة #الجزائر التي قيل إنها منيعة ضد الفيضانات

وعلق مغرد:

nourcfc@

العاصمة أصبحت محيط الأطلسي.. القليل من المطر بدأت تغرق.. لو جاء المطر الحقيقي القوي لأصبحنا نتحرك بالقوارب.

واستنجد ناشط:

AwaTefDz_23@

العاصمة تغرق.. الأمطار تغمر البيوت في العديد من أحياء.

وحمل العديد من الناشطين، المسؤولين الحكوميين والفساد المستشري في الإدارات والمؤسسات الرسمية، مسؤولية هذا الوضع المأساوي وغياب مشاريع البنية التحتية.  وتحول معظم المواطنين إلى عمال البلدية المعنيين بتنقية المجاري وتنظيف قنوات الصرف الصحي، وتضامن الجيران لإبعاد ما يمكن إبعاده من المياه، ليتمكن الباقي من فتح قنوات الصرف، في حين تطوع المارة لمساعدة عناصر الحماية المدنية.

وغرد أحدهم:

ennaharonline@

المليارات من الدينارات ذهبت في مهب الريح، مقاولون لا يمتلكون عربة صغيرة ولا عاملين وكل شيء يقع تسليفه، يعطلون المشاريع.. الله يحاسبكم.

وقال آخر:

ennaharonlin@

على من تلقى المسؤولية؟ على الشعب الذي خدم الطريق وقنوات الصرف الصحي أو المسؤول الذي ليس لديه لا رقابة لا خدمة، يأكلون تقريبا المشروع ويهيئونه من فوق.

وعبّر آخر بالقول:

kamalbakirr16@

المواطن الجزائري حائر بين الفرح أو الحزن على سقوط المطر.

وسخر مغرد:

Angel_wiis@

البحر يزور الناس التي لم تذهب إليه هذا الصيف.

وعبرت أخرى:

ImmyDz@

العاصمة تغرق والقناة اليتيمة تبث حصة “زين بلادي”، يعني انتحر يا مواطن وعيش تيتانيك في حيّك #الجزائر في الفيضانات.

وأظهرت مقاطع الفيديو في بعض الأحياء المتضررة، مجموعة من السكان صعدوا الطوابق العلوية من أبنيتهم، يبحثون عن النجدة، بعد أن تسرّبت المياه إلى الطوابق السفلية، ولم يجدوا من مغيث سوى بعض المتطوعين الذين اعتمدوا على إمكانياتهم البسيطة والبدائية، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أثاث، كما اضطر بعض سائقي السيارات إلى تغيير مساراتهم، بسبب شلل حركة السير في بعض المحاور الطرقية، وانقطاع بعض الطرق نتيجة الفيضانات، وظهور انشقاقات وأخاديد وحفر عميقة وسط الطرقات، كما جرفت الأمطار إسفلت بعض الشوارع المهيأة حديثا.

وتسببت كميات الأمطار في غرق الكثير من الشوارع الرئيسية والفرعية في بعض المناطق التي تأذّى سكانها، كما لم يسلم المارون من مياه الفيضان علاوة على عرقلتها لحركة السير في الطرق السريعة والمحاور الرئيسية، وكل ذلك يعود حسب الأشخاص الذين عاشوا اللحظات الحرجة للفيضان إلى نفس السبب، وهو غياب قنوات الصرف الصحي.

كما شلّت الحركة التجارية نهائيا لاستحالة الوصول إلى بعض الأماكن، بالإضافة إلى انتشار كبير للأوساخ التي يخلفها باعة المحلات يوميا، زادها في ذلك غياب حملات النظافة، وقد شكلت هذه الحالة كابوسا حقيقيا لدى المواطنين، لأن الوضع في العاصمة أصبح لا يطاق حسب شهادات المواطنين الذين اتهموا سلطات البلدية بالتهاون واللامبالاة بسبب غياب التهيئة.

ويشكو المواطنون من الإهمال الدائم للمسؤولين في كل سنة يتكرر المشهد نفسه، إضافة إلى ظاهرة الصرف الصحي التي تعيق حركة المارين وخاصة البيوت المجاورة لها، وهو الأمر الذي جعل العائلات تخاف على خروج الأطفال ووقوعهم فيها، أو حتى فتح أي نافذة خوفا من البعوض والروائح الكريهة، على حد قولهم.

19