باريس تحتفي بالفخامة والابتكار في أقدم "مونديال للسيارات"

معرض باريس  يحافظ على بريقه رغم غياب 12 علامة عن المشاركة، والتشويق على أشده بين المصنّعين لاستعراض أحدث الطرازات.
الأربعاء 2018/10/03
نجمة مسرح باريس

يترقب عشاق الفخامة والابتكار والأناقة، والتي أصبحت في السنوات الأخيرة تطبع معظم موديلات السيارات المستقبلية، مفاجآت مثيرة في أقدم صالون للسيارات على سطح الكوكب، والذي تحتضنه العاصمة الفرنسية باريس، بعد أن ظل منذ عقود طويلة إحدى أبرز المنصات الرئيسية حول العالم يستعرض فيه المصنّعون موديلات تحبس الأنفاس.

باريس - ينطلق “مونديال السيارات” في باريس بنفس جديد على غير العادة عندما يفتح أبوابه أمام الجمهور غدا الخميس، بعد يومين من تقديم الطرازات الجديدة في أقدم منصة لاستعراض للمركبات للصحافيين ووسائل الإعلام العالمية وعلى إثر استعراض خصص للسيارات الكلاسيكية احتفالا بالذكرى 120 لهذا الحدث الدولي العريق.

وسيرسم المصنّعون خلال أيام المعرض، الذي ينتهي في 14 أكتوبر الجاري، وجه الفخامة على الموديلات الحديثة الصديقة للبيئة، التي بات الذكاء الاصطناعي وملاءمتها مع البيئة السمتين البارزتين فيها، إلى جانب الكشف عن آخر ما توصّل إليه المصمّمون في عالم ابتكار الهياكل والمحرّكات الكهربائية.

وارتفعت قائمة شركات السيارات المنسحبة من المشاركة ليصبح العدد الإجمالي 12 علامة تجارية بينها فولفو السويدية، التي كانت أول مصنّع يقرر الاكتفاء باستعراض موديلاته الجديدة ضمن معرض خاص به ومقاطعة الصالونات الدولية بداية من معرض جنيف 2019.

ورغم ذلك، فإن المنظمين لديهم رغبة جامحة في أن تكون الدورة الحالية نقطة فاصلة في تاريخ السيارات بسبب المفاجآت الكبيرة التي ستؤدي إلى انقلاب في آفاق صناعة السيارات الكهربائية والقيادة الذاتية وابتكارات ترشيد استهلاك الوقود.

ومن المنتظر أن يُعرض مئة موديل جديد من السيارات ما بين الفاخرة والعادية، من بينها عدد كبير من السيارات الكهربائية التي أصبحت مطلوبة كثيرا من الزبائن حول العالم خاصة في فرنسا، التي تعمل منذ سنوات على تشجيع مواطنيها لشرائها والتخلّي نهائيا عن سيارات الديزل.

إشراقة موديلات جديدة

هناك رغبة في أن تكون الدورة نقطة فاصلة في تاريخ السيارات رغم انسحاب عدة شركات
هناك رغبة في أن تكون الدورة نقطة فاصلة في تاريخ السيارات رغم انسحاب عدة شركات

يتوقّع أن تهيمن سيارات الدفع الرباعي والكروس أوفر والكهربائية على معظم أجنحة المعرض خاصة مع كشف شركة مرسيدس الألمانية عن أيقونتها الكهربائية الجديدة كليا، إي.كيو.سي والمنتمية لفئة الموديلات متعددة الأغراض (أس.يو.في).

وستعلن بيجو عن إصدارات مختلفة من سياراتها وفي انتظار كشف الشركة الفرنسية أكثر عن بطارية كهربائية بالكامل.

وهذه خطوة مهمة، وفق المختصين، نحو كهربة سيارات بيجو، ويمكن أن يكون لها بعض الآثار على نماذج فوكسهول، التي تستخدم بعض التكنولوجيا الأساسية نفسها.

ولكن سياراتها إي-ليجاند الكهربائية الاختبارية ستكون محط اهتمام الجميع حيث اعتمدت بيجو على خطوطها التصميمية العريقة والتقنيات المستقبلية؛ نظرا إلى أنها مستوحاة من سيارة بيجو 504 الكوبيه الأسطورية.

والسيارة مزوّدة بمحركات كهربائية بقوة 340 كيلوواط/462 حصانا، وبالتالي تنطلق السيارة من الثبات حتى سرعة 100 كلم/س في أقل من 4 ثوان، وتصل سرعتها القصوى إلى 220 كلم/س.

ويتم إمداد المحركات بالطاقة الكهربائية من بطارية بسعة 100 كيلوواط/ساعة، وتكفي شحنة البطارية لقطع مسافة تصل إلى 600 كلم، وبعد ذلك يمكن شحنها بواسطة تقنية الشحن السريع لمدة 25 دقيقة لقطع مسافة 500 كلم أخرى.

ويعدّ أحد أكثر نماذج العروض المرتقبة خلال فعاليات المعرض هو سيارة إي-ترون التي تعمل بالكهرباء بالكامل.

وسيكون هذها الموديل أول سيارة رياضية من طراز أودي، مع مجموعة من الاختبارات التي تمتد على مسافة 250 ميلا تقريبا في اختبار دبليو.أل.تي.بي، تقترب من المعايير التي وضعتها جاغوار آي-بيس وهيونداي كونا.

ويستعد عملاق صناعة السيارات الألمانية الفاخرة للكشف سوبر ميني أي 1، بالإضافة إلى سيارة كيو 3 متعدّدة الأغراض المحدثة.

وحتى اليوم، لا تزال العلامة التجارية الألمانية الشهيرة تعمل إلى حد كبير للمنافسة القوية في السوق.

وهناك أيضا موديل بي.أم.دبليو الفئة الثالثة، الذي سيظهر للمرة الأولى أمام الجمهور بعد انتشار لقطات له أثناء اختباره ظهر بها بالكامل بغلاف مموه يخفي ملامح تصميمه الخارجي.

ومن بين أفضل الموديلات التي ستجلب الانتباه فورإيزي الاختبارية لشركة سمارت الألمانية.

وقد حوّلت الشركة سيارتها الكابريو الكهربائية إلى سيارة رودستر خالصة، تعتمد على سواعد محرك كهربائي بقوة 60 كيلوواط/81 حصانا، مع بطارية بسعة 18 كيلوواط/ساعة، والتي تكفي شحنتها لقطع مسافة تبلغ 160 كلم.

ومن الموديلات المستقبلية التي ستظهر للمرة الأولى على مسرح المعرض، موديل سي 5 ايركروس من شركة سيتروين الفرنسية، والذي يظهر في نسخته الجديدة، التي تمثل الجيل الثالث من هذا الموديل، الذي يتوقع أن يغزو الطرقات في الفترة المقبلة.

عزوف الشركات

ليست المرة الأولى خلال العام الجاري، التي تشهد عزوف شركات سيارات عن المشاركة بمعارض دولية كبرى، نظرا إلى الرتابة التي باتت تطبع هذه الأحداث على ما يبدو وعدم قدرتها على جذب الزبائن، كما هو الحال في السابق مع تزايد زخم معارض التكنولوجيا.

وقبل أيام من انطلاق المعرض، ذكرت مؤسسة كي.بي.بي اﻷميركية لأبحاث السيارات أن 8 علامات تجارية ستغيب عن المشاركة في الدورة، لكن 4 علامات أخرى أعلنت انسحابها أيضا بعد ذلك.

وتغيب عن المعرض كلّ من فورد الأميركية وفولفو السويدية ونيسان وإنفينيتي اليابانيتان وفولكسفاغن الألمانية وأستون مارتن وبنتلي البريطانيتين ولامبورغيني الإيطالية، إلى جانب أوبل الألمانية وشقيقتها البريطانية فوكسهول.

ويقول خبراء المؤسسة إن المصنّعين باتوا يواجهون أزمة حقيقة في تبرير عدم مشاركتهم في المعارض الدولية، على نطاق واسع خاصة مع رغبتهم في تقليص النفقات والتكاليف.

وأشاروا في تقريرهم إلى أن المصنّعين بدأوا بالفعل في التشكيك في هذه المعارض، كأنشطة تسويقية تحقق عائدا اقتصاديا، لا سيما مع ارتفاع التكاليف، وتحكّم منظمي المعرض في الطرازات التي تظهر في العروض الرئيسية للمعرض.

معرض كلاسيكي

نجح عمالقة السيارات في إنتاج مركبات أضحت رمزا للصناعة في العاصمة الفرنسية باريس منذ عقود طويلة وحتى في أوقات الحرب، ما دفع نادي السيارات في المدينة لتنظيم معرض لتقديم أفضل الابتكارات التي مرت على أرضية المعرض.

واحتفاء بالذكري 120 لـ”مونديال باريس للسيارات”، شهد شارع الشانزليزيه وسط باريس الأحد الماضي، عرضا ضخما ضم أكثر من مئتي سيارة كلاسيكية ودراجة نارية.

وقصة المعرض بدأت فعليا في عام 1898، حيث كانت باريس من أبرز مراكز هندسة السيارات، وفي ذلك العام، استقبلت عاصمة الأنوار، أول معرض للسيارات، جمع حينها 140 ألف زائر، ومنذ ذلك الحين أصبح الصالون حدثا دوليا يجتذب 1.4 مليون زائر، كما باع الإخوة رينو أول سيارة من إنتاجهم في العام ذاته.

واستمر المعرض في دعم صناعة السيارات الفرنسية، رابع أكبر دولة في هذا القطاع على مستوى العالم وذلك منذ الحرب العالمية الثانية وحتى عام 2000، وهي التي توفر 7 بالمئة من الوظائف في القطاع الصناعي في فرنسا.

17