ناشط يمني كان معتقلا لدى الحوثيين ينتقد مساعي السلام الدولية

هشام العميسي: عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة تشوبها عيوب وتحتاج إلى ما هو أبعد من النوايا الحسنة؛ تحتاج إلى استراتيجية متينة وتطبيق صارم.
الجمعة 2018/09/28
العميسي: الأمم المتحدة مخطئة في توقعها محاورة الحوثيين

جنيف - انتقد ناشط يمني اعتقله المتمردون الحوثيون نحو خمسة أشهر بتهمة أنه جاسوس وأطلق سراحه مطلع العام، عملية السلام المدعومة من الأمم المتحدة لوضع حد للنزاع في اليمن، مشيرا إلى أن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي لحل الأزمة في اليمن.

واعتقل الصحافي هشام العميسي في أغسطس 2017، بعد انتقاد القيود والفساد في مناطق يسيطر عليها المتمردون في الدولة التي تمزقها الحرب. وأطلق سراحه في يناير 2018 بعد حملة دولية تطالب بالإفراج عنه. ويقيم حاليا في القاهرة لكنه مستمر في متابعة الوضع في اليمن.

وتحدث العميسي خلال مقابلة على هامش أعمال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، عن فترة اعتقاله وما تعرّض له هو وغيره من المعتقلين، واليمنيين، نتيجة ما وصفه بالعملية “الساذجة” للأمم المتحدة، حيث يرى العميسي أن الأمم المتحدة مخطئة في توقعها محاورة الحوثيين.

سعى الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث في وقت سابق هذا الشهر لتنظيم أول مفاوضات من نوعها بين الطرفين المتحاربين في سنتين، لكن الحوثيين لم يحضروا مفاوضات جنيف. غير أن العميسي حذر من أن مسؤولي الأمم المتحدة الذين يسعون لجمع الطرفين المتحاربين إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق سلام “يتلاعب بهم الحوثيون”.

وقال إن رفض الحوثيين الحضور لا يجب أن يكون مستغربا، وتساءل عما إذا كان الأشخاص الذين يسعون للتوصل إلى اتفاق سلام يعرفون بشكل كاف تعقيدات النزاع. وقال إن “العملية بدت ساذجة جدا ومبسطة بشكل كبير”.

وتقول الأمم المتحدة إن لا حل عسكريا للنزاع في اليمن لكن العميسي يقول إنه من الأفضل استعادة السيطرة سريعا على مناطق تقع تحت سيطرة الحوثيين بدلا من السماح باستمرار النزاع. وأكد أن عملية الأمم المتحدة تشوبها “عيوب” مضيفا “تحتاج إلى ما هو أبعد من النوايا الحسنة؛ تحتاج إلى استراتيجية متينة وتطبيق صارم”.

وتحدث العميسي عن فترة اعتقاله قائلا “تعرضت للتعذيب في السجن، استخدموا وسائل وحشية… كانوا يعلقونني بجدار ويوسعونني ضربا. أصبت بكدمات وجروح في كل جسمي”. وأشار إلى أن الحوثيين طالبوه بالاعتراف أمام الكاميرا بأنه جاسوس، لكنه رفض لأنه لو رضخ لمطلبهم لأعدم. وقال إنه وضع في زنزانة صغيرة إسمنتية دون نور أو حمام وكثيرا ما حرم من المياه والطعام. وأكد أن 16 صحافيا على الأقل كانوا موقوفين في معتقله.

6