صناعة محتوى عربي متميز تحتاج بناء هوية إعلامية خاصة

أبوظبي - شهدت فعاليات برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة، في بداية الأسبوع الثاني لانطلاقه، منظورا مختلفا لدور قطاع الإعلام، من خلال ورشات العمل التي شارك فيها كبار الإعلاميين وقادة المؤسسات الصحافية.
وسلّطت نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات، الضوء على ما يتطلّبه صنع الهوية الإعلامية وأهمية تطوير محتوى يخاطب الوعي المجتمعي، خلال جلسة أدارها إسلام النجار، أحد طلاب البرنامج.
وأكدت ”أن الهوية الإعلامية تلعب دورا مهما في عصرنا الحالي التي يغلب عليه طابع التعقيد في الوقت الذي تعدّدت فيه القنوات والأدوات الإعلامية، وذلك مع الانتشار الواسع الذي حققته وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أسهمت في بروز العديد من المؤثرين الذين ركزوا مع مرور الوقت على تسخير تأثيرهم في النواحي التجارية”.
وقالت “الانفراد في جانب معيّن والحفاظ على الاستمرارية فيه من العوامل التي تساهم في بناء الهوية الإعلامية الخاصة على هذه المواقع. فما نجده اليوم من تكرار من قبل بعض المؤثرين ساهم إلى حد كبير في قتل الإبداع”.
وأشارت إلى أن تنمية الإبداع وتعزيز الانفراد يجب أن يقوم على قناعة تستند على حب ما يقوم به الفرد من عمل، والتعاون مع محيطه والعمل ضمن فريق واحد لتحقيق هدف واحد يقوم على الشفافية والثراء في المحتوى”.
ونوهت بأن ”التصنّع لا يساعد على بناء الهوية بل الشخصية والتركيز على نقاط القوة وعدم الانسياق وراء المتاجرة في الكلمة والمحتوى من أهم العوامل التي تحدد هذه الهوية وملامح المستقبل للمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي”، مؤكدة أن ”نوعية المحتوى وطرق إيصال الرسائل من أبرز العوامل التي تسهم في تحقيق الانتشار والشعبية على هذه القنوات الإعلامية”.
واعتبرت أن دور الشباب في بناء منظومة إعلام المستقبل مهم للغاية، ونحن اليوم لدينا الكثير من التجارب الشبابية الكثيرة التي استطاعت أن تحقق الانتشار، ولكن يبقى الحفاظ على الاستمرارية التحدي الأكبر، فنحن نتطلّع إلى رؤية شخصيات عربية شابة لديها برامج تحظى بشعبية واسعة بين الجمهور”، مشيرة إلى “أن الثقافة العربية ثرية للغاية ولديها القدرة على مواكبة التطور، فمن خلال توظيف التقنيات الحديثة سيكون بالإمكان المساهمة في دعم الجوانب الإبداعية وتنمية النواحي المعرفية من خلال ما يتم طرحه من قبل الشباب في محتواهم الإعلامي”.
وقدمت شركة “إيدلمن”، خلال فعاليات البرنامج، ورشة عمل حول ثقافة الاتصال المؤسسي في ظل تطوّرات المشهد الإعلامي، بينما شاركت شبكة “سي.إن.إن” الإخبارية في ورشتي عمل، حيث تعرّف طلاب البرنامج على مراحل إعداد ونقل الأخبار التلفزيونية ومهارات سردها بأسلوب يكسب اهتمام وتفاعل الجمهور، بالإضافة إلى طرق الحصول على السبق الصحافي.
كما اشتملت فعاليات اليوم الأول من الأسبوع الثاني، على 3 ورش عملية قدّم الأولى مسؤولو صحيفة ذا ناشونال والتي تناولت كيفية الحصول على السبق الإخباري والهيمنة على الساحة الرقمية لوسائل الإعلام، فيما ركزت الثانية بعنوان “لماذا نحب وسائل التواصل الاجتماعي؟” على أهمية هذه القنوات الحديثة في نقل المعلومات والأخبار بسرعة كبيرة، وأهميتها في التأكد من المصداقية، بينما تعرّف المشاركون في الورشة الثالثة على وسائط الإعلام المتعددة.
كما تضمّنت أيضا محاضرة قدّمها تركي الدخيل، المدير العام لقناة العربية، تناول فيها المحتوى الجذاب والأكثر مشاهدة من قبل شريحة واسعة من الجمهور في شتى أنحاء الوطن العربي.
ويشتمل برنامج “القيادات الإعلامية العربية الشابة” الذي يُقام بالشراكة مع عدد من المؤسسات الإعلامية البارزة في الدولة والمنطقة على مجموعة من البرامج التدريبية وورش العمل، بالإضافة إلى دورات متخصصة في مجال الإعلام التقليدي والرقمي، هدفها صقل مهارات الإعلاميين الشباب العرب، والمساهمة في تطوير مواهبهم ضمن موضوعات مختلفة منها مهارات التواصل والدراسات الإعلامية والقيادة، وشارك فيه أكثر من مئة شاب وشابة يطمحون أن يكونوا وجوهاً إعلامية قيادية.
ووصف سعيد النظري الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في مركز الشباب العربي طلاب برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة بروّاد صناعة المستقبل المشرق للإعلام العربي، وأكد على أن “المركز يهدف إلى الاستثمار في طاقات الشباب العربي الذي يجسّد القيمة الكبرى وأغلى مواردنا”.
يذكر أنّ فعاليات الأسبوع الأول تضمّنت نشاطات وفعاليات متنوعة ركّزت على الإعلام الرقمي، فقد اطلع خبراء غوغل، الطلاب على أهم الابتكارات حول الأخبار الرقمية، وأكدوا أن مستقبل الإعلام يكمن في العالم الرقمي، فيما استعرضت شركة يوتيرن، أفضل الممارسات الخاصة بمهارات تطوير المحتوى الإبداعي الملائم لجمهور منصّات التواصل الاجتماعي.