شفشاون: لؤلؤة المغرب الزرقاء

شفشاون (المغرب) - تسرق بلدة شفشاون الصغيرة في شمال المغرب قلوب الكثير من السياح، فهي تُعرف بـ”اللؤلؤة الزرقاء” لأنها مطلية باللون الأزرق وهو ما يميزها عن غيرها من المدن القديمة، كما أنها تعد واحدة من أرخص المقاصد السياحية في المغرب، مقارنة بالمضيق ومرتيل وطنجة.
وهناك عدة نظريات وراء الطلاء الأزرق القائم على التلك أو الطباشير. ويقول البعض إنه يحمي البعوض ويسهّل درجة حرارة معتدلة داخل المنازل، بينما يؤكد آخرون أن اللاجئين اليهود الذين فروا من الاضطهاد النازي في أوروبا في الثلاثينات كانوا وراء خيار تذكيرهم بالسماء والجنة. وتقع هذه البلدة في جبال الريف، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2010.
وتلفت النعال الملونة المصنوعة يدويا والهدايا التذكارية المعلقة بدقة على الحائط، الانتباه منذ دخول البلدة القديمة من باب العين، بالإضافة إلى وجود لافتة معلقة لمطعم صيني، مما يدل على أن المدينة تحظى بشعبية كبيرة بين عدد متزايد من السياح الصينيين.
إن التجول في الشوارع الضيقة والأزقة الحادة في شفشاون يتطلب القليل من القدرة على التحمل والكعب المنخفض، خاصة في فصل الصيف تحت أشعة الشمس الحارقة.
وتأسست شفشاون عام 1471 على يد مولاي علي بن موسى بن راشد العلمي، الذي استخدمها كحصن للحماية من الغزاة البرتغاليين.
ويمكن الحجز في فندق بالقصبة في ساحة أوتو الحمام، ويوفر برج الحصن هناك مناظر خلابة تطل على جميع جوانب شفشاون.
وتحتوي القصبة على متحف إثنوغرافي صغير ولكنه مثير للاهتمام يعرض الحرف اليدوية المغربية بالخشب والجص والبلاط.
وعند مغادرة القصبة، تظهر بساحة أوتو الحمام صور السكان المحليين والسائحين الأجانب الذين يشترون الهدايا التذكارية ويلتقطون الصور لبعضهم البعض وهم يرتدون قبعات وفساتين شفشانية تقليدية، وقد زينت أياديهم بالحناء.
اضطررت إلى أخذ استراحة من المسيرة الطويلة في البلدة القديمة وإرواء عطشي مع عصير البرتقال الطازج في مقهى في الساحة بالقرب من مطعم موريسكو المزدحم الذي يقدم مجموعة متنوعة من الأطباق المغربية بأسعار معتدلة.
ما استحوذ على ذهني كان الجو المسترخي في الساحة الصغيرة، التي هي بعيدة كل البعد عن جامع الفنا المزدحمة في مراكش حيث يقترب السياح من الكثير من حراس الثعابين العدوانيين وعرافي الحظ وسيدات الحناء. والمسجد الكبير، المطلي باللون الأبيض والبني والبيج، يزين الميدان بمآذنه الحجرية الثماني.
وفي حي الملاح- الحي اليهودي القديم- يوجد متجر صغير يبيع المصابيح المصنوعة يدويا، وهو أحد المتاجر القليلة الباقية التي صمدت لواردات البضائع “المصنوعة في الصين”.
وتشتهر شفشاون ببطانياتها المنسوجة يدويا والشالات والملابس الصوفية، بالإضافة إلى قبعات القصب الشهيرة المزينة بالشرابات الصوفية المنسوجة الملونة والتي تعد ميزة تقليدية في المنطقة الشمالية.
وهناك الكثير من رياض وبيت الضيافة للاختيار من بينها في شفشاون. وتقع دار سوار التي تم تجديدها حديثا في حي سويقة الهادئ، وتوفر شققا تتميز بتصاميم معمارية راقية ومفروشة بالحرف اليدوية المحلية مقابل 47 دولارا في الليلة. والمنظر من شرفة السطح فوق جبال الريف فاتن.