جني التمر في الإمارات موسم المهرجانات والجوائز المليونية

رغم مظاهر الحياة العصرية في الإمارات، إلا أن الإماراتيين لم يتخلوا عن تراثهم وعاداتهم، بل يزدادون إحياء لها لأنها تميزهم وتعطيهم خصوصية. ومن المظاهر التي تحافظ الإمارات على إحيائها هي الاحتفال بجني البلح الذي يتم في أجواء احتفالية كبيرة.
الأربعاء 2018/08/01
بورصة للرطب وأنواعه

الشارقة – مع حلول فصل الصيف، يبدأ موسم جني البلح في الإمارات، ومعه تنطلق مهرجانات الرطب التي يشارك فيها مزارعو النخيل للتباهي بإنتاجهم من أجود أنواع التمور.

أطنان من التمر يعرضها المزارعون في مهرجانات أبوظبي والشارقة وعجمان، ويتنافسون في مسابقات “جمال البلح” للفوز بجوائز مالية ضخمة.

ويأتي مهرجان “ليوا” بصحراء أبوظبي في مقدمة مهرجانات البلح التي تشهدها الإمارات في موسم الصيف، والذي يسجل إقبالا كبيرا من المزارعين والمهتمين بالنخيل والسائحين القادمين من مختلف دول الخليج.

ويقول عبيد المزروعي مدير “ليوا للرطب” “يقام المهرجان للعام  الـ14 على التوالي، ويهدف إلى إحياء التراث الإماراتي، إلى جانب تسويق منتجات مزارع النخيل من الرطب بأنواعه المختلفة وتحفيز المزارعين على التوسع بزراعة الأصناف الجيدة من التمور، وزيادة العائد الاقتصادي للأسر من إنتاج وتسويق الرطب، فضلا عن فتح الفرصة أمام الجمهور للتعرف على الزراعة في الدولة”.

ويضيف “أصبح المهرجان مقصدا لأصحاب مزارع النخيل وأبناء الإمارات وعشاق النخيل، كونه منصة تعريفية ومجلسا للالتقاء وتبادل الخبرات حول زراعة النخيل ومواسم البلح، وكيفية حماية مزارعهم وتحسين الإنتاج وزيادته”.

وعن فعاليات المهرجان يقول المزروعي “يشهد الحدث مسابقات متنوعة لزراعة النخيل وتقديم أفضل إنتاج من البلح، تقترب القيمة الإجمالية لجوائزها من مليون دولار”.

وتهدف تلك المسابقات إلى تحفيز المزارعين على اتباع أساليب الزراعة الحديثة والسليمة وصولا لأفضل إنتاج من البلح، ومن بينها مسابقة “مزاينة الرطب” التي تهدف لاختيار أفضل وأجود أنواع التمر.

ومن المسابقات أيضا مسابقة “المزرعة النموذجية”، والتي تهدف لتكريم ودعم أنظف وأفضل مزرعة نخيل.

وذكر المزروعي أن زوار المهرجان يتجولون في “السوق الشعبي” الذي يسلط الضوء على منتجات النخيل والصناعات القائمة على البلح، إضافة إلى إبراز التراث الإماراتي بكل ما يتميز به من صناعات يدوية وحرف شعبية.

أجواء تراثية بروح معاصرة
أجواء تراثية بروح معاصرة

ومن البائعات في السوق منى آل علي، التي تمارس عددا من الحرف التراثية المشتقة من النخل؛ مثل “سف الخوص” من جريد النخل وصناعة الأدوات المستخدمة في الحياة اليومية مثل “السرود” الذي يوضع عليه الطعام و”المكبة” التي تغطي الطعام و”الحصير” وأنواع السلال المختلفة و”المهفة” التي تستخدم كمروحة.

ورغم مظاهر التقدم التي تشهدها الإمارات، إلا أن منى تحرص على تعليم الفتيات الصغيرات الحرف التراثية المشتقة من النخيل، كونها جزءا مهما من التراث وتاريخ الدولة الذي يجب أن يتوارثه الأجيال.

وتقول ليلى القبيسي مسؤولة السوق الشعبي في المهرجان “إن السوق هذا العام يتضمن إقامة العديد من المسابقات لعدد من الحرف النسائية التراثية، ومنها مسابقات صناعات الخوص وحلو التمر”.

وتضيف “يتيح السوق الفرصة للتلاقي المباشر بين ملامح الحياة القديمة والصناعات اليدوية التي اعتمد عليها أهل الإمارات لفترات زمنية طويلة، وبين الأجيال الجديدة من أبناء الإمارات والسائحين من كل الجنسيات الذين أبدوا إعجابهم بهذا التنوع في معروضات السوق، وما يعكسه ذلك من قدرة الإنسان الإماراتي على استعمال المفردات البيئية البسيطة في صناعة أدوات وأساليب حياة ساعدته على تلبية كافة احتياجاته اعتمادا على المكونات الموجودة في البيئة المحيطة”.

وتحرص اللجنة المنظمة لمهرجان ليوا، على تسجيل رقم قياسي للبلح في موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية. وهذا العام يستعد المهرجان للتسجيل بصفحات “غينيس” بأكبر حبة رطب في العالم، وسبق أن سجلت الموسوعة مهرجان ليوا للرطب بأكبر طبق للبلح في العالم.

وعلى بعد أكثر من 500 كيلو متر من صحراء ليوا، يأتي مهرجان “الذيد للرطب” في إمارة الشارقة، الذي يقام هذا الصيف تحت عنوان “عبق الماضي… والحاضر الزاهر” بمشاركة المئات من مزارعي النخيل على مستوى الإمارات.

ويعرض المشاركون في المهرجان مختلف أصناف الرطب والبلح من الإنتاج المحلي لدولة الإمارات ومن موسم العام الجاري.

ويقول محمد الطنيجي منسق عام المهرجان إن الحدث يشهد العديد من الفعاليات والأنشطة الاقتصادية والتجارية والثقافية والتراثية ومسابقات متنوعة تتيح 100 فرصة للفوز بجوائز نقدية تتراوح قيمتها بين 15 و8 آلاف درهم (الدولار يعادل 3.67 درهم). ويضيف “تشتهر منطقة الذيد بزراعة أشجار النخيل، ويهدف المهرجان للإسهام في دعم إنتاجية مزارعي النخيل بالمنطقة، ومساعدتهم على الارتقاء بجودة منتجاتهم، وتطوير الصناعات المحلية القائمة على الرطب ورفع جودة المنتج الإماراتي”.

عروض لأفضل وأجود أنواع التمر
عروض لأفضل وأجود أنواع التمر

ويتابع “يعد مهرجان الذيد منصة سنوية وملتقى يجمع المزارعين والمستثمرين وتنعكس آثاره بشكل إيجابي على المزارعين ومنتجي البلح”.

ومن المسابقات التي ينظمها المهرجان للمزارعين، مسابقة أجمل إنتاج من البلح بمختلف أنواعه، ومسابقة أقدم أنواع الرطب (جش حبش – مسلى – أنوان)، وأجمل طبق حلويات من التمر.

ووضعت اللجنة التنظيمية للمهرجان عدة شروط للمنافسة في مسابقة “جمال البلح” أو “مزاينة الرطب”، ومن أبرزها أن يكون البلح في مرحلة النضج المناسبة وألا تزيد نسبة إرطابه عن 50 بالمئة، وأن يخلو من الإصابة الحشرية ومن الحشرات الميتة أو بيضها أو يرقاتها أو مخلفاتها ومن أي عيوب ظاهرة أو رائحة أو طعم غير طبيعيين أو أن تشوبه آثار معدنية أو رملية، وأن يكون حجمه مناسبا.

وعلى مقربة من مهرجان الذيد، يأتي مهرجان “عجمان للرطب” الذي يعد واحدا من أهم الفعاليات التراثية والثقافية التي يتم تنظيمها بالمنطقة الشمالية في الإمارات.

يشهد مهرجان عجمان مسابقات كبرى للمزارعين وللجمهور على حد السواء، ومنها مسابقة “مزاينة الرطب” ومسابقة الحلويات الشعبية والحلويات المعاصرة، إضافة إلى تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية.

وتشمل الفعاليات إقامة السوق الشعبي، حيث الأجواء التراثية ذات الصلة بالنخيل والرطب، وكذلك العارضون المختصون بالحرف الشعبية التي تعكس الموروث الثقافي الإماراتي المشتق من زراعة أشجار النخيل.

20