تشخيص التهاب الكبد مبكرا يتيح خيارات أوسع للعلاج

المرضى الذين يعانون من التهاب الكبد الفيروسي المزمن يتعرضون لخطر الإصابة بتليف الكبد الذي يمكن أن يتطور في ما بعد إلى قصور أو سرطان في الكبد.
الخميس 2018/07/26
فحص دم بسيط يمكّن من رصد الفيروس المتسبب في التهاب الكبد

يصفرّ الجسم ويصاب بالوهن الشديد والإمساك ويكثر عدد مرات القيء والغثيان، فيهرع المريض إلى الطبيب لتشخيص ما ألمّ به فجأة. لكنه يندهش عندما يعلم أنه مصاب بالتهاب كبدي وأن مرضه لازمه منذ فترة طويلة دون أن يكشف عن نفسه أو يبعث أي تحذيرات أو أعراض.

أبوظبي- بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي، الذي يصادف 28 يوليو من كل عام، شدّد الأطباء في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي” على أهمية إجراء فحوصات الكشف عن هذا المرض، الذي يعد من الأسباب الرئيسية لسرطان الكبد.

وفي هذا الخصوص قال شيفا كومار، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي وأمراض الكبد في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، إن التهاب الكبد غالبا ما يظل بعيدا عن التشخيص؛ لأن المرضى قد لا يشعرون بأي أعراض حتى بلوغ المرحلة التي يكون فيها الكبد قد تضرر فعلا. وحث كومار الجميع على إجراء فحوصات الكشف عن هذا المرض، وأضاف قائلا “إنها فحوصات بسيطة، لكنها تفيد في الوقاية من مضاعفات خطيرة ومن حدوث تلف دائم في الكبد”.

ويتعرّض المرضى، الذين يعانون من التهاب الكبد الفيروسي المزمن، لخطر الإصابة بتليف الكبد، الذي يمكن أن يتطور في ما بعد إلى قصور أو سرطان في الكبد. وعندما يبلغ المريض هذه المرحلة، تصبح زراعة الكبد هي الخيار الوحيد المتبقي لإنقاذ حياته، في حين يتيح تشخيص التهاب الكبد الفيروسي ومضاعفاته في وقت مبكر إمكانية اللجوء إلى خيارات أخرى للعلاج الجراحي وغير الجراحي.

معلومات عن المرض

* يتعافى جميع المصابين تقريبا من التهاب الكبد الفيروسي آي ويكتسبون مناعة ضده مدى الحياة.

* لا ينتشر فيروس التهاب الكبد سي عن طريق لبن الثدي أو الطعام أو المياه أو مشاركة الأطعمة والمشروبات مع المصاب.

* اصفرار الجلد والعينين (اليرقان) والبول الداكن والغثيان والقيء هي أكثر أعراض الإصابة بجميع أنواع التهاب الكبد.

* البلدان التي تتحمل نحو 50 بالمئة من العبء العالمي لالتهاب الكبد المزمن يبلغ عددها 11 بلدا وهي: البرازيل والصين ومصر والهند وإندونيسيا ومنغوليا وميانمار ونيجيريا وباكستان وأوغندا وفيتنام.

* فيروسات التهاب الكبد (بي، جي، دي) منقولة بالدم، وتنتقل من خلال مشاركة الأدوات الحادة دون تعقيم وممارسات الحقن غير الآمنة وعدم كفاية تعقيم المعدات الطبية ونقل الدم ومنتجاته.

* للوقاية من الفيروسات (سي) و(دي)، يوصى بأخذ لقاحات التهاب الكبد (آي) و(بي).

ويحتاج الكشف عن التهاب الكبد إلى فحص دم بسيط لرصد وجود الفيروس المسبّب للمرض. فإذا جاءت نتيجة الفحص إيجابية وتبيّن أن المريض يعاني من تليّف أو تضرر كبير في الكبد، يلجأ الأطباء في المستشفى إلى تقييم عمل الكبد باستخدام بعض التقنيات، مثل تقنية الطب النووي. ويتيح هذا التقييم التفصيلي للأطباء إمكانية تحديد نوع المرض وطبيعة العلاج اللازم.

أما إذا جاءت النتيجة سلبية، فيمكن للمرضى الحصول على لقاح التحصين ضد التهاب الكبد “آي” و”بي” للوقاية من أي إصابة به في المستقبل. وغالبا ما يحدث التهاب الكبد نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية، وتُصنَّف حالاته إما حادة تستمر لأقل من ستة أشهر وإما مزمنة تتطلب علاجات معقدة. ويمكن أن يؤدي إهمال علاج الحالات المزمنة من التهاب الكبد الفيروسي إلى مجموعة من المضاعفات الخطيرة مثل تليف الكبد أو قصور الكبد أو سرطان الكبد.

ويحدث تليف الكبد عندما تتطور العدوى الفيروسية إلى تندب دائم في الكبد فتحد من قدرته على أداء وظيفته. ولا يسبب التليّف في مراحله الأولى الكثير من الأعراض، لكن تطور المرض يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالإرهاق وخسارة الوزن والحكة الجلدية واليرقان.

ويمكن السيطرة على الحالة بواسطة الأدوية وبعض التغييرات في أسلوب الحياة، أما المراحل المتقدمة فتتطلب العلاج بواسطة جراحات معقدة مثل الاستئصال الجزئي للكبد أو حتى زراعة الكبد. ويذكر أن هناك لقاحات تحصين ضد هذا المرض بنوعيه “آي” و”بي”، لكن هذا الخيار ليس متاحا ضد النوع “سي”، الذي يعد من المسبّبات الأساسية لحالات تليف وسرطان الكبد.

وكشفت نتائج دراسة سابقة من جامعة أكسفورد البريطانية أن الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي “بي” أو “سي” تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض الشلل الرعّاش. وأكدت هذه الدراسة ما كانت أشارت إليه مجموعة بحوث نُشرت عام 2015 عن وجود صلة بين الإصابة بمرض الشلل الرعّاش وبين التهاب الكبد الوبائي “بي” و”سي”.

 وبحسب الدراسة البريطانية التي نشرتها دورية “نيورولوجي” العلمية، فقد وجدت الباحثة جوليا باكبور أن خطر الإصابة بالشلل الرعّاش يرتفع إلى 76 بالمئة بعد الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي بي. ويزداد خطر الإصابة بالشلل الرعّاش بعد الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي سي إلى 51 بالمئة.

وتتسبّب في مرض الشلل الرعّاش عوامل وراثية وأخرى تعود إلى البيئة والظروف الخارجية، ويعتقد الباحثون أن التهاب الكبد أو طريقة علاجه ربما تكون السبب في زيادة عوامل الإصابة بالشلل الرعّاش.

أوضحت منظمة الصحة العالمية أن ما لا يقل عن 60 بالمئة من حالات سرطان الكبد تنشأ عن تأخر الكشف عن التهاب الكبد بي والتهاب الكبد سي ومعالجتهما. ويُمثل انخفاض مستوى التغطية بالاختبار والمعالجة أهم الثغرات التي ينبغي أن تُسدّ من أجل تحقيق أهداف التخلص من المرض في العالم بحلول عام 2030. وستركز المنظمة على موضوع “التهاب الكبد: الاختبار، المعالجة” في الأحداث الخاصة باليوم العالمي لالتهاب الكبد 2018.

ويمكن أن تهدف الأحداث والأنشطة التي تُجريها المنظمة إلى تحقيق الأهداف التالية على الصعيد العالمي وفي البلدان والأقاليم: دعم التوسّع في الوقاية من التهاب الكبد واختبار الكشف عنه ومعالجته وخدمات رعاية مرضاه، مع التركيز الخاص على تعزيز توصيات المنظمة بشأن الاختبار والمعالجة؛ وإبراز الممارسات الفُضلى، وتعزيز التغطية الصحية الشاملة بالخدمات الخاصة بالتهاب الكبد.

17