إسبانيا والدنمارك تسقطان في يوم حراس المرمى

موسكو - كان الأحد يوم حراس المرمى بامتياز في الدور ثمن النهائي لكأس العالم 2018 في كرة القدم، حيث قاد إيغور أكينفيف بلاده المضيفة إلى ربع النهائي على حساب إسبانيا، ودانيال سوباشيتش كرواتيا على حساب الدنمارك، في مباراتين حسمتهما ركلات الترجيح.
وهلّلت الصحف الكرواتية بتأهل منتخب بلادها لكرة القدم للدور ربع النهائي في مونديال روسيا 2018، مشيدة بشكل خاص ببطل الركلات الترجيحية حارس موناكو الفرنسي دانيال سوباشيتش.
وبلغت كرواتيا ربع النهائي في المونديال للمرة الثانية في تاريخها، وذلك على حساب الدنمارك بركلات الترجيح 3-2 بعد تعادلهما الأحد في نيجني نوفغورود 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وكان سوباشيتش بطل المباراة بصده ثلاث ركلات ترجيحية، منقذا قائده لوكا مودريتش الذي كان بإمكانه حسم اللقاء قبل الوصول إلى ركلات “الحظ”، لكن صانع ألعاب ريال مدريد الإسباني أهدر ركلة جزاء في أواخر الشوط الإضافي الثاني، بعدما اصطدم بتألق الحارس كاسبر شمايكل.
وتألق سوباشيتش بدوره في الركلات الترجيحية بحرمانه كريستيان إريكسن ولاس شون ونيكولاي يورغنسن من التسجيل، بينما صد شمايكل تحت أنظار والده حارس مانشستر يونايتد الإنكليزي السابق بيتر، ركلتي ميلان باليدي ويوسيب بيفاريتش. وأتى حسم التأهل الكرواتي عبر لاعب برشلونة الإسباني إيفان راكيتيتش الذي سجل الركلة الترجيحية الأخيرة.
وتحت صورة كبيرة للحارس البالغ 33 عاما، كتبت “يواتارنيي ليست” التي تعتبر من أهم صحف البلاد “سوباشيتش يدافع عن كرواتيا!”، بينما اعتبرت “سبورتسكي نوفوتسي” الرياضية أن “كرواتيا في حالة نشوة – من الهوة إلى ربع النهائي!”، مرفقة ذلك بصورة للحارس ومودريتش وهما يحتفلان بالتأهل.
وأكد دافور سوكر، المهاجم السابق وأسطورة الكرة الكرواتية والرئيس الحالي لاتحاد كرواتيا لكرة القدم، أن تأهل منتخب بلاده الصعب لدور الثمانية في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا تحقق من خلال مباراة كادت تصيبه بأزمة قلبية.
وقال سوكر بعد تأهل كرواتيا لربع نهائي المونديال على حساب الدنمارك بعد تغلبها عليها بنتيجة 3- 2 بركلات الترجيح “من حسن الحظ أنني كنت في المقصورة وتمكنت من الصعود وتناول بعض الأشياء، لأنها كانت بحق مباراة داخل غرفة العمليات، هذه المباراة من المباريات التي تحطم القلب”.
وتلتقي كرواتيا السبت في سوتشي مع روسيا المضيفة التي تأهلت على حساب إسبانيا 4-3 بركلات الترجيح بعد تعادلهما الأحد 1-1 أيضا. ويطمح الكروات إلى الذهاب أبعد مما حققوه في مونديال 1998 حين وصلوا إلى نصف النهائي في أول مشاركة لهم كدولة مستقلة قبل أن يخسروا أمام فرنسا المضيفة (1-2)، وينهوا البطولة في المركز الثالث.
وعلى ملعب لوجنيكي في موسكو، وقع المنتخب الإسباني مرة أخرى ضحية لعنة المنتخب المضيف التي تلاحقه في البطولات الكبرى، بسقوطه 3-4 بركلات الترجيح أمام روسيا بعد التعادل 1-1، بينما تفوقت كرواتيا على الدنمارك 3-2 بالركلات نفسها، بعد تعادلهما بنتيجة 1-1 أيضا.
ويلتقي الفائزان في السابع من يوليو المقبل على ملعب فيشت الأولمبي في سوتشي، في ثاني مباريات الدور ربع النهائي الذي بلغته السبت الأوروغواي على حساب البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو، وفرنسا على حساب الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي.
وغداة خروج أفضل لاعبين في العالم في الأعوام العشرة الماضية، أصبحت إسبانيا ثالث بطل للعالم يخرج من المونديال الروسي وذلك بعد ألمانيا المتوجة أربع مرات آخرها عام 2014 والأرجنتين بطلة 1978 و1986، وذلك على يد البلد المضيف وحارس مرماه أكينفيف الذي تصدى لركلتين ترجيحيتين للإسبانيين كوكي وياغو أسباس.
وواصلت إسبانيا التي أحرزت لقب 2010، السقوط تحت لعنة المنتخبات المضيفة في البطولات الكبرى، لتخرج للمرة الرابعة في مواجهة من هذا النوع (بعد إيطاليا 1934 والبرازيل 1950 وكوريا الجنوبية 2002)، إضافة إلى خروجها خمس مرات من كأس أوروبا في الظروف نفسها.
أما روسيا، فقد واصلت مسيرتها اللافتة في المونديال الحالي، وحققت إنجازا تاريخيا جديدا ببلوغها ربع النهائي للمرة الأولى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي (1991)، علما أن وصولها لثمن النهائي كان الأول منذ ذلك التاريخ أيضا. ويعدّ بلوغ روسيا هذه المرحلة مفاجئا لكونها بدأت النهائيات كأسوأ المنتخبات ترتيبا في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا) من بين المشاركين الـ32.
ونجحت روسيا في خطتها التكتيكية وجرّت إسبانيا التي كانت صاحبة الاستحواذ والسيطرة، إلى ركلات الترجيح. ولم تشهد المباراة فرصا كثيرة للتسجيل بسبب تكتل الروس في منطقتهم واعتماد الإسبان على أسلوبهم بالتمرير القصير لخلق مساحات، دون جدوى.
واستحوذ الإسبان على الكرة من البداية ونجحوا في افتتاح التسجيل بيد أنهم فضلوا الاحتفاظ بالكرة وتمريرها عرضا بدل الضغط لتدعيم النتيجة، فدفعوا الثمن بحصول الروس على ركلة جزاء من إحدى الفرص النادرة التي سنحت لهم، وأدركوا من خلالها التعادل.
وكان خروج المنتخب الإسباني باعثا على الحزن لأسباب عدة، منها أنه كان من المرشحين لإحراز اللقب للمرة الثانية في تاريخه، كما أن الإقصاء أمام روسيا كان المباراة الأخيرة للمخضرم أندريس إنييستا (34 عاما) مسجل هدف الفوز على هولندا في نهائي 2010، والذي أعلن اعتزال اللعب دوليا.