ما هو الاضطراب الناجم عن اللعب

جنيف - عرّفت منظمة الصحة العالمية الاضطراب الناجم عن اللعب في مسوّدة المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض بأنه نمط من سلوكيات “اللعب بالألعاب الرقمية” أو “اللعب بألعاب الفيديو” التي تتميز بضعف التحكم في ممارسة اللعب، وزيادة الأولوية التي تُعطى للعب على حساب الأنشطة الأخرى إلى حد يجعله يتصدر سائر الاهتمامات والأنشطة اليومية، ومواصلة ممارسة اللعب أو زيادة ممارسته برغم ما يخلّفه من عواقب سلبية.
وسعيا لتشخيص الاضطراب الناجم عن اللعب، يجب أن يكون نمط السلوكيات وخيما بما يكفي ليسفر عن ضعف كبير في الأداء الشخصي أو الأسري أو الاجتماعي أو التعليمي أو المهني أو مجالات الأداء المهمة الأخرى، ومن شأن هذا النمط أن يكون في العادة واضحا لمدة 12 شهرا على الأقل.
وأوضحت المنظمة أن التصنيف الدولي للأمراض هو الأساس الذي يُستند إليه في تحديد الاتجاهات والإحصاءات الصحية في العالم، وهو المعيار الدولي للإبلاغ عن الأمراض والحالات الصحية. ويستخدمه الممارسون الطبّيون حول العالم في تشخيص الحالات المرضية، والباحثون في تصنيف الحالات المرضية.
ويُعد إدراج أحد الاضطرابات في التصنيف الدولي للأمراض اعتبارا تراعيه البلدان عند تخطيط استراتيجيات الصحة العمومية ورصد اتجاهات الاضطرابات السائدة.
وتعكف المنظمة على تحديث التصنيف الدولي للأمراض، ومن المقرر نشر المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض في منتصف عام 2018.
وأوضحت المنظمة أن القرار المُتّخذ بشأن إدراج الاضطراب الناجم عن اللعب في المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض يستند إلى استعراض البيانات المتاحة، وهو يُجسّد توافقا في آراء الخبراء من مختلف التخصّصات والأقاليم الجغرافية الذين شاركوا في عملية عقد المشاورات التقنية التي أجرتها المنظمة في إطار عملية إعداد المراجعة الحادية عشرة المذكورة.
وجاء إدراج الاضطراب الناجم عن اللعب في المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض عقب إعداد برامج علاج المصابين بحالات صحية مماثلة لتلك التي تُميّز حالة الاضطراب الناجم عن اللعب في أنحاء كثيرة من العالم، وسيفضي ذلك إلى زيادة اهتمام المهنيين الصحيين بمخاطر الإصابة بهذا الاضطراب، وإلى اتخاذهم بالتالي ما يلزم من تدابير في مجالي الوقاية والعلاج.
يشار إلى أن دراسة جديدة كشفت أن الأطفال يقضون 15 ساعة في الأسبوع في ممارسة ألعاب الفيديو، كما وجدت أن 94 بالمئة من الآباء والأمهات يبدون قلقا بشأن المخاطر التي يتعرض لها أطفالهم أثناء اللعب، وحوالي نصفهم يرون أطفالهم يلعبون ألعابا غير مناسبة لسنهم.
ويمارس الأطفال ألعاب الفيديو في المتوسط لمدة 2.13 ساعة في اليوم، ويترك 92 بالمئة من الآباء أطفالهم يلعبون على الأقل ساعة يوميا، كما اعترف 8 بالمئة منهم بأنهم سمحوا لأطفالهم باللعب أكثر من خمس ساعات في اليوم، رغم أنهم يشعرون بالقلق إزاء تعرضهم لمحتوى غير لائق أو أشخاص سيئين.
كما توصلت الدراسة إلى أن 62 بالمئة من الأطفال يمارسون ألعابا، إذ يتفاعلون مباشرة مع لاعبين آخرين، مما يزيد بشكل كبير من خطر استهدافهم بمحتوى غير مناسب أو مطالبتهم بمشاركة معلومات حساسة.
وقالت إن الأغلبية الساحقة من الآباء والأمهات بنسبة -89 بالمئة منهم- تدرك مخاطر ذلك، حيث يشعر 71 بالمئة منهم بقلق خاص بشأن تبادل التفاصيل الحساسة أو عرض محتوى غير لائق مثل العنف أو الصور الجنسية أو المخدرات.
وأكد خبراء أن هناك العديد من المزايا لاستخدام ألعاب الفيديو، إذ يمكن أن تكون أداة رائعة يستعين بها الآباء والأمهات خلال أشهر الصيف، حيث يحتاجون إلى إبقاء أطفالهم مستمتعين أثناء محاولتهم إدارة شيء آخر.
وشددوا على ضرورة أن يفهم الآباء المخاطر التي يتعرض لها أطفالهم أثناء ممارسة ألعاب الفيديو، وإجراء أبحاثهم الخاصة حول الألعاب التي يلعبونها، ومعرفة كيفية توفير التوجيه الملائم لأطفالهم للحفاظ على سلامتهم عبر الإنترنت.