كوستا دي لا لوز تقدم تجارب ركوب أمواج فريدة

الراغبون في الاستمتاع بعطلاتهم الصيفية تجتذبهم منطقة كوستا دي لا لوز، وهي من أجمل المناطق الساحلية جنوب إسبانيا، بسحر شواطئها لركوب الأمواج والغوص والاستكشاف.
الأحد 2018/07/01
مزيج من الجنسيات على رمال شاطئ واحد

قادس (إسبانيا) – تعتبر منطقة كوستا دي لا لوز واحدة من أجمل وأشهر المناطق الساحلية في جنوب إسبانيا، وتستقطب عشاق ركوب الأمواج وتزخر بالعديد من الشواطئ الساحرة، وقد انطلق منها الرحّالة الإيطالي كريستوفر كولومبوس لاكتشاف العالم الجديد، كما شهدت تصوير أحد أفلام جيمس بوند.

ويقع بار الشاطئ، الذي تناول فيه الممثل الأميركي بيرس بروسنان مشروب الموخيتو، في حمام يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1926، والآن يوجد هذا المبنى ضمن مركز الغوص التاريخي. ومن أجل تصوير فيلم “تموت يوم آخر” تحولت مدينة قادس، وهي واحدة من أعرق المدن الإسبانية الساحلية في جنوب الأندلس، إلى مدينة هافانا على المحيط الأطلنطي. ولم يكن الأمر صعبا، حيث يمكن للمرء أيضا مشاهدة حصن الميناء كاستيلو دي سانتا كاتالينا القديم، والذي يرجع بناؤه إلى عام 1554، في العاصمة الكوبية هافانا.

علاقة تاريخية بين مدينتين

أوضح خوان رامون رامريز دلجادو، عالم الآثار ومدير المتاحف البلدية، قائلا “يمكن تفسير العلاقة التاريخية بين المدينتين بأنه تم تدمير مدينة قادس على أيدي القراصنة خلال القرن السادس عشر، وتمت إعادة بنائها مع العديد من المدن الاستعمارية الإسبانية في نفس الوقت”.

واكتسبت مدينة قادس ومنطقة كوستا دي لا لوز أهمية خاصة خلال فترة اكتشاف أميركا، حيث ساعد دير الفرنشيسكان الصغير “لا رابيدا”، الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى القرن الثالث عشر ويقع بالقرب من بالوس دي لا فرونتيرا في تغيير مسار التاريخ، حيث قام الملوك الإسبان ببناء 3 سفن شراعية في المدينة الصغيرة التي تقع في مقاطعة هويلفا شمالي قادس، وتكليف كولومبوس بإيجاد طريق بحري إلى الهند.

حديقة حيوانات بحرية تعج بالدلافين
حديقة حيوانات بحرية تعج بالدلافين

وانتظر كولومبوس لعدة شهور في الدير قبل أن ينطلق في رحلته الاستكشافية في أغسطس من العام 1492. ويزخر الدير ببعض المخطوطات والخرائط البحرية، التي تستعيد ذكريات تلك الرحلات.

وعندما يتجه السياح إلى الغرب حتى أيامونتي على الحدود مع البرتغال، فإنهم يشاهدون الشواطئ الرملية المنعزلة والكثبان الرملية، وعند السير نحو الجنوب الشرقي لمسافة بضعة كيلومترات تظهر المحمية الطبيعية دونادا، التي تعتبر واحدة من أكبر الأراضي الرطبة في أوروبا وتمتد على مساحة 53 ألف هكتار.

يمكن للسياح عند التجول في الطرف الجنوبي من المحمية الطبيعية عبور الوادي الكبير إلى سانلوكار دي باراميدا، حيث تشتهر هذه المدينة الصاخبة، والتي تقع على مصب النهر في المحيط الأطلنطي، بأجوائها الرائعة وأطباقها الطازجة، كما يوجد بها الكثير من الكنائس والأديرة والقصور. وتذكر المصادر التاريخية أن كولومبوس انطلق في رحلته الثالثة إلى أميركا من سانلوكار.

ولا تزال منطقة كوستا دي لا لوز تجتذب المستكشفين في الوقت الراهن، حيث يمكن لعشاق الغوص في المنطقة الواقعة بين أيامونتي وتاريف استكشاف حطام السفن التاريخية ذات المدافع، والتي كانت عائدة من العالم الجديد محمّلة بالذهب والفضة.

ويشاهد السياح واحدة من أجمل المناطق الساحلية في إسبانيا جنوب قادس، حيث تظهر الشواطئ الرملية المنعزلة، والتي تمتد لعدة كيلومترات، ويضم المشهد البديع أيضا العديد من الكثبان الرملية والتي تفصل بينها القرى الساحلية البيضاء في بعض الأحيان مثل كونيل دي لا فرونتيرا أو كانيوس دي ميكا أو زارا دي لوس أتونيس، وتعتمد هذه القرى على النشاط السياحي في المقام الأول.

وتمتاز المناطق الداخلية في كوستا دي لا لوز بانتشار مراعي الثيران ومحطات توليد الطاقة من الرياح. ونظرا لوجود الرياح المستمرة، فإن هذه الشواطئ الرملية البديعة لم تتحول إلى منتجعات فاخرة وفنادق راقية مثل شواطئ البحر المتوسط.

بوابة على تاريخ معماري قديم
بوابة على تاريخ معماري قديم

وبالإضافة إلى أن هذه الرياح المستمرة تعتبر سبب شهرة منطقة كوستا دي لا لوز باعتبارها واحدة من أشهر شواطئ إسبانيا، حيث أنها تعتبر قبلة عشاق ركوب الأمواج في أوروبا، وقد شهدت بعض القرى الساحلية الصغيرة مثل “إل بالمار” أو “بونتا بالوما” افتتاح العديد من الحانات الشاطئية والفنادق العصرية لتلبية متطلبات السياح من الشباب، كما تشهد مدينة تاريفا، التي تقع في أقصى جنوب اليابسة الأوروبية، رواجا سياحيا كبيرا خلال فصل الصيف.

بين تاريفا والمغرب

قام أليساندرو بيلوسكي بإنشاء مدرسة ركوب الأمواج في تاريفا منذ أربعة أعوام، حيث أكد أنه يمكن للسياح في أوروبا هنا إلقاء نظرة على قارة أفريقيا السمراء، وتبعد المسافة هنا بين جبال الأندلس وجبال المغرب حوالي 14 كيلومترا فقط، وهو ما أدى إلى ظهور نفق هوائي مثالي في هذه المنطقة.

وعندما تهدأ وتيرة الرياح تفرح كاترينا هاير، التي تركت عملها كمصممة أزياء في سويسرا منذ 20 عاما، واستقرت هنا لحماية الحيتان والدلافين في مضيق جبل طارق بين تاريفا والمغرب، وتقوم مؤسسة “فيرم” بإجراء أبحاث على الحيوانات البحرية في مضيق جبل طارق، علاوة على أنها تقوم بتنظيم جولات سياحية لمشاهدة الحيتان.

وأكدت هاير أن مضيق جبل طارق ليس حديقة حيوانات ويعتبر من أكثر المضايق البحرية ازدحاما بحركة النقل، ومع ذلك تظهر الحيتان والدلافين، بل إن الأمر قد يصل إلى ظهور مجموعات كبيرة من الدلافين بالقرب من القارب، ويرجع ذلك إلى غنى المضيق بالمغذيات.

16