متحف اللوفر أبوظبي يعرض أغلى لوحة في العالم

أبوظبي - أعلن متحف اللوفر – أبوظبي أن لوحة “سلفاتور مندي” (مخلّص العالم) للرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي، التي بيعت في منتصف نوفمبر الماضي بسعر قياسي بلغ 450 مليون دولار، ستعرض في المتحف الإماراتي اعتبارا من شهر سبتمبر المقبل.
وقال المتحف في حسابه على تويتر “لوحة تمثل محطة فارقة في تاريخ الفن رسمها أهم فنان في التاريخ”، مشيرا إلى أن هذه “الأيقونة” للرسام الإيطالي الشهير هي “من أبرز الاكتشافات الفنية التي شهدها العالم”، وتابع “تنتظركم من تاريخ 18 سبتمبر في اللوفر أبوظبي”.
وأعلن متحف اللوفر – أبوظبي في ديسمبر الماضي، أن دائرة الثقافة والسياحة في العاصمة الإماراتية “استحوذت على هذا العمل الفني من أجل المتحف”.
وقالت الدائرة في بيان “تقدم اللوحة رؤية شاملة لإبداعاته (دافنشي) كأحد أهمّ الفنانين في التاريخ، إضافة إلى أنها ستلعب دوراً محورياً في السرد المتحفي للوفر – أبوظبي لما تجسده من لحظة تحول فارقة في تاريخ الفن، ساهمت في إنارة الطريق للمجتمع في ذلك العصر”.
وجرى المزاد الذي بيعت خلاله اللوحة في نيويورك ونظمته دار كريستيز وقد حطم خلاله هذا العمل السعر القياسي لأغلى لوحة في العالم والذي كان عائدا لـ”نساء الجزائر” لبابلو بيكاسو في العام 2015. وسرت تكهنات كثيرة منذ ذلك الحين حول هوية مشتري اللوحة التي طرحها للبيع الملياردير الروسي ديمتري ريبولوفليف.
وتعود أهمية “سلفاتور مندي” وشهرتها إلى كونها واحدة من أقل من 20 لوحة معروفة لأهم رسامي النهضة الإيطالية، وآخر عمل فني يتم اقتناؤه لأشهر فنان في التاريخ، بالإضافة إلى كونها اللوحة الوحيدة المعروفة لدافنشي التي يملكها فرد، إذ أن كل اللوحات الأخرى تملكها متاحف.
ورسم دافنشي (1452-1519) اللوحة البالغ طولها 65 سنتيمترا وعرضها 45 حوالي العام 1500. ويفيد خبراء أن البلاط الفرنسي طلب اللوحة وكانت كذلك ملكا لملوك إنكلترا.
وهي لوحة زيتية رُسمت على خشب الجوز تصوّر المسيح كمنقذ للعالم، وهو يواجه المشاهد، فيما يرتدي ثوبا باللون الأزرق السماوي والقرمزي، ويمسك بيده اليسرى كرة زجاجية، بينما يشير بيده اليمنى إلى إشارة النعمة كما لو أنه يبارك بكل مشاهد يزوره. ويرجح أن اللوحة قد تم إنجازها للعائلة الملكية الفرنسية قبل أن تشتريها الملكة هنرييتا ماريا لإنكلترا عندما تزوّجت الملك تشارلز الأول، وكانت مدرجة في مجموعة الملك تشارلز الأول (1649-1600) إذ سُجّلت في لائحة مخزونات المجموعة الملكية.
واعتبرت بعد ظهورها مجددا في نهاية القرن التاسع عشر، لفترة طويلة أنها عائدة لأحد معاصري ليوناردو دافنشي. وقد بيعت بسعر 45 جنيها إسترلينيا في العام 1958 لدى دار سوذبير، ولم تُؤكد نسبتها إلى الرسام الكبير إلا في العام 2005.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة السياحة والثقافة في أبوظبي، “اخترنا هذه اللوحة بناء على تصنيفها على أنها تحفة فنية ولانسجامها” مع روح المتحف، مضيفا أنها “تعكس مهمة أبوظبي في نقل رسائل التسامح وقبول الآخر إلى سائر العالم”.
وتعد فرصة لقاطني أبوظبي وزوارها من جميع أرجاء العالم لمشاهدة تلك التحفة الفنية التي تتمتع بقيمة ثقافية عالمية كبيرة.
وقال سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي “ما زالت اللوحة التي يتجاوز عمرها الخمسمئة عام تتمتع بحضور لافت وتتميّز بغموضها الذي يكتنف أعرق أعمال ليوناردو دافنشي”.
وبعد كشف النقاب عن اللوحة وعرضها في متحف اللوفر – أبوظبي ستتم إعارتها إلى متحف اللوفر في باريس لتمثّل جزءاً من معرض خاص بأعمال ليوناردو دافنشي.
