كسر حاجز خوف السعوديات من قيادة السيارات

الرياض - انطلقت في السعودية، الخميس وعلى مدار 3 أيام العديد من الفعاليات التوعوية استعدادا لموعد السماح بالقيادة للمرأة في 24 يونيو الجاري.
وتنظم الفعاليات بإشراف مباشر من الإدارة العامة للمرور في مدن الرياض (وسط) والدمام ( شرق) وجدة (غرب) وتبوك (شمال)، وذلك تحت عنوان “توكلي وانطلقي”.
وتهدف الفعاليات إلى “تعريف السيدات المقبلات على قيادة المركبات بقواعد الأمن والسلامة المرورية على الطرق، وكسر حاجز الخوف والرهبة لديهن من القيادة وذلك عبر استخدام أجهزة المحاكاة الإلكترونية، ونشر الثقافة المروية بين الزوار وتعريفهم بتفاصيل المركبات الميكانيكية”. كما تستهدف الفعاليات “التعريف بنظام المرور ولوائحه، وذلك من خلال نشاطات ومسابقات مرورية ميدانية وتقنية موجهة للنساء والأطفال”.
وتحتوي الفعاليات، عددا من النشاطات والعروض المرورية، التي تقدم تعريفا بالأجزاء الميكانيكية للمركبة، وأهمية استخدام حزام الأمان، وتجربة القيادة باستخدام أجهزة المحاكاة، وتجربة الوقوف في مواقف المركبات، بالإضافة إلى تعزيز مبدأ السلامة أولاً، عبر بعض الاستعراضات التعليمية والترفيهية.
وبهذه المناسبة، قال اللواء محمد البسامي، مدير الإدارة العامة للمرور “نتطلع لأن تكون انطلاقة المرأة في قيادة السيارة بداية لمرحلة جديدة، لتعزيز ثقافة السلامة المرورية بين أفراد الأسرة السعودية، وتربية النشء على قواعد السلامة العامة، بما يحقق الحد من حوادث المرور، وما يترتب عليها من خسائر بشرية ومادية”.
وبعد قرار العاهل السعودي تأسست في المملكة عدة مدارس لتعليم السياقة للسيدات في المدن الرئيسة. وحضرت الكثير من نساء المملكة دروساً في القيادة في حرم تعليمي مخصص للإناث فقط، استعداداً للحدث التاريخي.
وتقول صحيفة “فاينانشيال تايمز”، “عندما تم فتح باب التقديم على الموقع الإلكتروني لأول مدرسة لتعليم قيادة السيارات للسعوديات في فبراير الماضي، استقبل الموقع طلبات تقديم من أكثر من 165 ألف متقدم في ثلاثة أيام فقط”.
ووفقًا لدراسة استقصائية أجرتها مؤسسة “يوغوف” في عام 2017، وُجد أن حوالي 80 بالمئة من السعوديات اللائي تمت مقابلتهن أعربن عن رغبتهن بالفعل في الحصول على رخصة للقيادة، أي أن ما يقرب من 8 ملايين امرأة سعودية على وشك أو ترغب في بدء قيادة السيارة.
وفي 4 يونيو الماضي، وزعت الحكومة رخص قيادة على أول عشر سيدات هن الأوائل في تاريخ المملكة، مما يمثل الخطوات الأولى نحو جعل القانون الجديد حقيقة واقعة.
وقالت المهندسة أميرة عبدالقادر بعد أن أكملت درسها الأخير في القيادة “الجلوس خلف عجلة القيادة يعني أنك الشخص الذي سيتحكم في الرحلة. أود التحكم في كل تفاصيل رحلتي. سأكون أنا من يقرر متى يجب أن أذهب، وماذا أفعل، ومتى سأعود”.
وأضافت “نحن بحاجة إلى السيارة للقيام بأنشطتنا اليومية. نحن نعمل، نحن أمهات، ولدينا الكثير من العلاقات الاجتماعية، ونحن بحاجة للخروج، لذلك نحن بحاجة إلى وسيلة للتنقل. السيارة بالطبع ستغير من حياتي”.
أميرة عبدالقادر هي واحدة من حوالي 200 امرأة في شركة النفط الحكومية “أرامكو” اللواتي أُدرجن في دروس القيادة المجانية التي تقدمها الشركة لموظفاتها وأسرهن بحسب تقارير رويترز. حيث أن حوالي 5 في المئة من جملة الموظفين بالشركة، البالغ عددهم 66 ألف موظف من النساء، لذا لا يزال من الممكن إدراج حوالي 3 آلاف امرأة أخرى في هذه الدروس التدريبية.
وقد أطلقت شركة “فورد” لصناعة السيارات دورة قيادة خاصة بالنساء، أطلقت عليها اسم “درايفنغسكيلز فور لايف فور هير” (مهارات القيادة من أجلها). وبحلول شهر مارس 2018، تقدمت حوالي 250 امرأة للتعلم.
وصرحت شركة “فورد” في نشرة صحافية “لقد تم تخصيص الدورة للسيدات السعوديات فقط بينما يقتربن من اليوم الذي يمكنهم فيه القيادة بشكل قانوني على الطرق العامة”.
وقد قامت شركات أخرى مثل شركة “كريم” بتدريب النساء أيضًا، واستقبلت آلاف الطلبات بالفعل من السعوديات من أجل بدء التدريب. وتخطط الشركة أيضاً لتوظيف ما يقرب من 100 سائقة للعمل بها بالمملكة.