رسامون لبنانيون يحتلون جدران مرآب في فرنسا

خمسة رسامي قصص مصورة من الجيل الجديد يعرضون لوحاتهم التي اختاروا أن تدور حول موضوع الجيران.
الأحد 2018/06/03
إضفاء طابع إنساني على مرآب السيارات

ليون (فرنسا) - يعرض خمسة رسامي قصص مصورة من الجيل الجديد في لبنان في إطار مهرجان ليون لهذا الفن، ابتكاراتهم في موقف للسيارات في المدينة الواقعة في وسط فرنسا الشرقي شاهدين على نمو هذا النوع في المنطقة.

وقد عمل هؤلاء على موضوع الجيران.

وقالت رافايل معكرون (28 عاما) مفوضة هذا المعرض العابر وهي رسامة أيضا “الجيرة هي أحد أسس النسيج الاجتماعي في لبنان والعلاقات بين الناس”.

مع الفنانين الآخرين الذين دعاهم ماتيو دييز مدير المهرجان، أعطيت الحرية المطلقة للغوص في هذا الموضوع على حائط موقف للسيارات في وسط المدينة تديره شركة “أل.بي.آي” التي يشجع رئيس مجلس إدارتها لوي بيلاييز إقامة المعارض في أماكن تحت الأرض لإضفاء “طابع إنساني” على مرآب السيارات.

وقد اختارت معكرون خريجة الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة حيث نالت شهادة ماجستير في القصص المصورة الغوص في “آلية النزعة العنصرية” في ست مجموعات رسوم يتولى فيها الكلام سكان من المسيحيين والسنة والشيعة والدروز والعلويين في مبنى “بيروتي بامتياز”.

وتبدأ كل مجموعة رسوم بعبارة “أنا أعشق جيراني لكن ثمة شخصا واحدا في المبنى” وتنتهي على “أنا أعرف عما أتكلم كلهم أسوأ من بعضهم البعض”. وثمة لازمة تعود بالألوان في وسط حبر اللباد وتقول “أنت لا تعرف ما فعلوا بنا خلال الحرب”.

وأوضحت معكرون “لدينا في لبنان عنصرية خاصة تستند إلى صدمة كبيرة تنقلها الأجيال السابقة إلى أولادها. ويقع على عاتقنا ألا نواصل سيناريو الحقد هذا”.

ويكشف جوزف قاعي (29 عاما) مقتطفات من ألبوم يعده حيث يعرف مرشد سياحي القارئ على أماكن في بيروت في الحي والمبنى الذي يقطنه.

ويصرح المؤلف أن مسألة الجيرة تتلاقى مع مسألة الأماكن العامة المهملة في بلده وفق قوله مع التركيز فقط على الفضاء الخاص. وهو يهتم في أحد أبواب الألبوم بالطوابق والسلالم والعلاقات المزيفة التي تقوم في البناية.

ويروي “تشيلينغ ويذ بوتين” لترايسي شهوان (26 عاما) رحلتها الأخيرة مع صديقة لها صحافية إلى بلدة الغجر الواقعة عند الحدود بين لبنان وإسرائيل في الجولان المحتل والتي يسكنها علويون من أصول سورية. وفي طريقهما إلى هناك طالعتهما في مدينة صور لافتات تتغنى بفلاديمير بوتين بمناسبة الانتخابات الرئاسية الأخيرة تضيف بعدا جيوسياسيا آخر للوضع المحلي.

وإلى جانب براق ريما وكارن كيروز يساهم العارضون الخمسة في مجلة لبنانية أنشئت العام 2007 باسم “السمندل” تجسد في الشرق الأوسط أحياء لنوع لطالما انحصر بأقسام الأطفال، ولا يزال يصطدم مع مؤلفاته المخصصة للبالغين بالرقابة.

ويستمر العرض في ليون حتى الـ17 من يونيو الحالي. وفي أنغوليم (جنوب غرب) ملتقى أوساط القصص المصورة الكبير يجمع متحف هذا النوع حتى نوفمبر المقبل عمل نحو 50 رساما ورسامة من حوالي عشرة بلدان هي الجزائر ولبنان وليبيا وسوريا والمغرب وتونس. وقد صدر بالتزامن ألبوم جديد بعنوان “القصة المصورة العربية الجديدة” في فبراير الماضي عند دار “آكت سود”.

24