القضاء التونسي يوقف برنامج شالوم

تونس - حكم القضاء التونسي بإيقاف بث برنامج الكاميرا الخفية “شالوم”، الذي يتحدث عن التطبيع مع إسرائيل، وذلك بعد تنديد نقابة الصحافيين به واتساع دائرة الجدل بشأنه.
وأذيعت الحلقة الأولى من البرنامج، في ثالث أيام شهر رمضان، على قناة “تونسنا” الخاصة. وتتلخص قصة البرنامج في استضافة شخصيات سياسية وفنية ورياضية، لإجراء حوار وهمي لصالح قناة أجنبية، ثم خداع الضيف بأن هناك سفارة غير معلنة لـ”إسرائيل” في تونس، ووضع الضيف وجها لوجه أمام حاخام إسرائيلي وامرأة ذات نفوذ في إسرائيل.
ثم تنطلق محاولات إغراء الضيف، مقابل ترويجه إعلاميا وشعبيا، لإمكانية فتح سفارة إسرائيلية علنا، والمضي في مشروع التطبيع.
وكانت هيئة الاتصال السمعي البصري “الهايكا” قد سحبت حلقات البرنامج من كل المواقع على الإنترنت، وأجبرت فريق العمل على إزالة مشهد العلم الإسرائيلي من كل الحلقات، في حين اعتبر بيان لنقابة الصحافيين البرنامج، انتهاكا صارخا لأخلاقيات المهنة.
لكنها اعتبرت أنّ الحكم القضائي بإيقاف البرنامج يعد تدخلا في اختصاص حصري عهد لها بمقتضاه صلاحية تنظيم حرية الاتصال السمعي والبصري والسهر على فرض احترام جميع السلطات والمؤسسات والأطراف المتدخلة للقواعد والأنظمة المنطبقة على القطاع.
ونبّهت الهايكا، في بيان لها الأربعاء، إلى خطورة التداخل بين اختصاصات مختلف المؤسسات بما من شأنه أن ينال من أحكام الدستور المتعلقة بحرية التعبير ومنع الرقابة المسبقة ويؤدي إلى العصف بالثوابت والمبادئ الأساسية لحرية التعبير على خلفية برنامج تعاملت معه الهيئة وفق المعايير المتعارف عليها دوليا في مجال التعديل.
كما حذّرت من خطورة تنامي الأصوات التي تطالب إما بالعودة إلى الرقابة المسبقة وإما بتحويل الهيئة إلى مجرد جهاز رقابي تنحصر مهامه في إيقاف البرامج، مشدّدة في الآن نفسه على ضرورة الالتزام بمقتضيات الفصل 31 من دستور سنة 2014 الذي يضمن حرية الرأي والفكر والتعبير والإعلام والنشر ويحجّر ممارسة الرقابة المسبقة عليها.
وجدّدت دعوتها إلى تنظيم استشارة وطنية موسعة حول الالتزام بضمانات حرية التعبير كما طالبت مجلس نواب الشعب بالتسريع في سن الإطار القانوني المنظم للقطاع والبديل للمرسوم عدد 116 لسنة 2011، في إطار الالتزام بأحكام الدستور مع الحفاظ على المكاسب التي تحققت في هذا المجال والتي لا بد من دعمها وتطويرها في سبيل إرساء مشهد سمعي بصري ذي جودة.
و”شالوم” من إعداد وتقديم الإعلامي التونسي وليد الزريبي، والذي لعب خلاله دور الوسيط والعميل، فيما جسد سليم بفون دور الحاخام اليهودي “كوهين”.
ومن بين الشخصيات التي وقعت في فخ الكاميرا الخفية المدرب الرياضي مختار التليلي، وصهر الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي سليم شيبوب، والسياسي المناهض للتطبيع عبدالرؤوف العيادي، والقيادي في حركة النهضة محمد بن سالم.