سيارة أبل الذكية تقترب من الوصول إلى الشوارع

سيارة أبل ذاتية القيادة تقترب من الوصول إلى الشوارع بعد أن حصرت الشركة الأميركية طموحاتها عند تطوير إحدى سيارات فولكسفاغن، إثر فشل كل المحاولات السابقة.
الأربعاء 2018/05/30
"أبل فان" النجم القادم

لندن - عثرت شركة أبل الأميركية بعد سنوات من التطوير ضمن مشروع “تيتان”، على شريك منقذ لصناعة مركبة يبدو أنها لن تكون مثلما كان يتمنى عشاق السيارات الذكية لها أن تظهر.

ويستحوذ تيتان على أغلب اهتمام فريق مصممي الشركة لا سيما بعد المعاناة والمشكلات المتكررة، التي أدت لتقليص نطاق مشروع السيارات ذاتية القيادة التي زادت الشكوك حولها في الفترة الماضية بعد سلسلة حوادث قاتلة.

ومن المفترض ألا يكون الموديل مستقبليا في مظهره ولن يتم بيعه للعامة على الأرجح، وبدلا من ذلك فإن أبل تتعاون مع فولكسفاغن لإنشاء نسخة كهربائية ذاتية القيادة بالكامل من ترانسبورتر فان، تنتجها الشركة الألمانية الشهيرة.

ولم تؤكد الشركتان هذا التعاون، لكن مصادر صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قالت إن الشراكة بدأت بالفعل بينهما أواخر العام الماضي، بعد أن فشلت مفاوضات سابقة لأبل مع شركات ألمانية، بما في ذلك بي.أم.دبليو ومرسيدس لتطوير سيارة ذاتية القيادة بالكامل.

ومن الواضح أن سبب الخلاف كان عميقا حيث رفضت العلامتان الألمانيتان الفاخرتان، وفق المعلومات المسربة، السماح لشركة أبل بالتحكم في تصميم السيارة والبيانات التي تنتجها.

كما توقفت مفاوضات أبل مع شركات نيسان اليابانية وبي.واي.دي أوتو الصينية وماكلارين البريطانية، لأن شركات تصنيع السيارات تلك كانت مترددة في التخلي عن السيطرة على التجارب والبيانات لشركة التكنولوجيا الأميركية.

عملاق التكنولوجيا الأميركي يحصر طموحاته في تطوير سيارة فان فولكسفاغن
عملاق التكنولوجيا الأميركي يحصر طموحاته في تطوير سيارة فان فولكسفاغن

وتساعد إيتالديزاين، ومقرها في إيطاليا، في عملية بناء أبل ترانسبورتر وذلك كونها واحدة من مصانع مجموعة فولكسفاغن المنتشرة في العالم، حيث إنها تعمل على تهيئة المقصورة من استبدال لوحة القيادة والمقاعد.

وإلى جانب ذلك، تعمل الشركة الإيطالية على إضافة مستشعرات القيادة الذاتية والكمبيوترات بالفان وكذلك استبدال محرك احتراقها الداخلي بآخر كهربائي.

ويتوقع أن تستخدم الفان ذاتية القيادة كحافلة مكوكية لنقل الموظفين بين مقرات أبل في وادي السيليكون بولاية كاليفورنيا الأميركية، على أن يكون هناك سائق خلف المقود ليتولى السيطرة إذا دعت الحاجة، على أن يراقب شخص بمقعد الراكب مستشعرات السيارة.

ومن المقرر الانتهاء من تطوير الفان نهاية العام الجاري، إلا أن هناك تأخيرا عن الجدول المحدد حيث العملية ليست بالسهلة.

أبل تتعاون مع فولكسفاغن لابتكار نسخة كهربائية من ترانسبورتر فان
أبل تتعاون مع فولكسفاغن لابتكار نسخة كهربائية من ترانسبورتر فان

وكانت المعلومات المتعلقة بمشروع أبل قد ظهرت للعلن خلال العام الماضي، بعد أن كانت الشركة قد بدأت به منذ 2014، بحيث كان هذا المشروع يهدف في السابق إلى تطوير كل من الأجهزة والبرمجيات الخاصة بسيارة مستقلة جديدة.

ولكن مشروع أبل تحول لاحقا إلى التركيز على خدمة نقل ذاتية القيادة تعرف باسم “بال”، بحيث تعمل بين بالو ألتو وشارع إنفينيتي لوب، وهو الشارع الذي يقع فيه مقر الشركة الرئيسي السابق، قبل افتتاح أبل بارك في العام الماضي.

وجنّدت الشركة لهذا المشروع مهندسي البرمجيات ومهندسي السيارات وعلماء الصواريخ وفريقا متخصصا في التصميم الصناعي لبناء نموذج لسيارة المستقبل.

وطيلة أشهر، عمل الفريق على مجموعة من المفاهيم غير التقليدية، بما في ذلك تقنية الواقع المعزز، والشاشات ثلاثية الأبعاد المدمجة في الزجاج الأمامي والنوافذ، وفتحة السقف المصنوعة من نوع خاص من البوليمر الذي يخفض الحرارة، والنوافذ ذات الصبغات القابلة للتعديل مثل تلك الموجودة في طائرات بوينغ دريملانير 787 الجديدة.

وفي نهاية المطاف، تمكنت أبل من بناء نموذج لسيارة رياضية ذات أربعة مقاعد تواجه بعضها البعض، والتي اختبرها بعض الموظفين من خلال الجلوس داخلها على غرار تصميم مرسيدس الذي تم الكشف عنه للمرة الأولى في عام 2015.

وخططت شركة آبل في 2016 لإنفاق مئات الملايين من الدولارات لبناء مختبرات للبحث والتطوير في جميع أنحاء المقر الرئيسي في كوبرتينو بكاليفورنيا، ولكن سرعان ما اكتشف أعضاء مشروع السيارة أن تصميم وبناء أجزاء أساسية لسيارة جديدة لم يكن بسيطا.

17