مستقبل رابح ماجر على المحك

الجزائر – بدأت نجومية مدرب المنتخب الجزائري رابح ماجر في التراجع منذ توليه زمام الجهاز الفني للخضر، خاصة بعد رفض بعض اللاعبين الاستجابة لدعوته قصد حضور معسكر الفريق، الذي يسبق وديتي الرأس الأخضر والبرتغال.
وفي وقت مضى كان رابح ماجر نجما عربيا دون منازع حين كان لاعبا لنادي بورتو البرتغالي، الذي ساهم معه بقسط كبير في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، لكن ذلك النجم بدأ في الأفول بعدما تراجعت أسهمه وفقد شعبيته أمام الجماهير الجزائرية.
وحاول رابح ماجر أن يسير عكس تيار الرئيس السابق لاتحاد الكرة، محمد روراوة بتكوين منتخب من لاعبي الدوري الجزائري، لكن النتائج غير مشجعة حتى الآن، بينما اعتمد المدربون السابقون على مهارات اللاعبين الذين ينشطون في مختلف الدوريات الأوروبية.
وانقلب السحر على الساحر بعد أن فضل رابح ماجر لاعبي الدوري المحلي على المحترفين في أوروبا مما جعل النجوم السابقين للخضر يرفضون دعوته. كما حدث ذلك مع الحارس وهاب رايس مبولحي الذي رفض تلبية دعوته بطريقة غير مباشرة متعللا بنقص المنافسة وانتهاء الدوري السعودي منذ مدة. وحدث نفس الأمر مع مهاجم قلعة سراي التركي سفيان فيغولي الذي رفض هو الآخر الانضمام إلى المعسكر والمشاركة في المقابلتين الوديتين بحجة الإصابة والإرهاق، وهو الأمر الذي لم يحدث من قبل.
سيل من الانتقادات
لم يسبق أن تعرض منتخب الجزائر أو مديروه الفنيون السابقون لهذا الكم من الانتقادات عندما كان المنتخب يخوض مبارياته بملعب الشهيد مصطفى تشاكر بالبليدة غربي العاصمة الجزائرية، وبدرجة أقل بملعب الشهيد محمد حملاوي بقسنطينة شرقي البلاد واقتصر الأمر فقط على ملعب 5 يوليو الأولمبي بالعاصمة الجزائرية الذي يلقب في الجزائر بـ”دار الشرع” (المحكمة) بسبب اعتياد الجماهير التي ترتاد هذا الملعب على توجيه النقد إلى اللاعبين والمدربين على حد السواء.
المدير الفني للمنتخب الجزائري يواجه مشكلة جديدة بعد ما رفض بعض اللاعبين الاستجابة لدعوته قصد حضور معسكر الفريق
وأعقبت تعيين ماجر في منصب المدرب الأول للمنتخب الجزائري موجة من الانتقادات، بسبب عدم حيازته الشهادات التدريبية المطلوبة، وكذلك ابتعاده عن ميادين التدريب منذ قرابة الـ15 عاما، فضلا عن الخيارات التي ينتهجها خلال المباريات، باستبعاده بعض نجوم المنتخب على غرار نجم قلعة سراي التركي سفيان فيغولي، وحارس مرمى الاتفاق السعودي رايس وهاب مبولحي.
وقرر ماجر استدعاء الحارس توفيق موساوي والمهاجم فريد الملالي من نادي بارادو الناشط بدوري المحترفين الجزائري للمشاركة في المباراتين الوديتين اللتين سيلعبهما “الخضر” أمام الرأس الأخضر والبرتغال في الأول والسابع من يونيو المقبل على الترتيب. وسيحل موساوي والملالي محل وهاب رايس مبولحي حارس نادي الاتفاق السعودي وسفيان فيغولي لاعب نادي قلعة سراي التركي اللذين سيغيبان عن المباراتين المذكورتين بسبب عدم الجاهزية بالنسبة للأول والإصابة بالنسبة للثاني بحسب ما ذكره اتحاد الكرة الجزائري. لكن هناك إجماعا في الجزائر على أن مبولحي وفيغولي رفضا دعوة ماجر احتجاجا على استبعادهما من خياراته منذ تعيينه مديرا فنيا لـ”محاربي الصحراء” الخريف الماضي.
وفي هذا الصدد أعلن اتحاد الكرة الجزائري إعفاء الجهاز الفني الذي يقوده رابح ماجر من تدريب منتخب المحليين من أجل السماح له بالتركيز مع المنتخب الأول على التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم أفريقيا التي تستضيفها الكاميرون العام المقبل. وذكر الاتحاد في بيان له “إنه بعد الاجتماع الذي ضم الرئيس خيرالدين زطشي ورابح ماجر، تقرر إعفاء الجهاز الفني من تدريب منتخب المحليين”. وعزا الاتحاد الجزائري هذا القرار إلى الرغبة في تمكين الجهاز الفني الذي يقوده ماجر من التركيز التام على التصفيات المؤهلة لكأس أفريقيا 2019 التي تستأنف مبارياتها في سبتمبر المقبل حيث تحل الجزائر ضيفة على غامبيا في إطار الجولة الثانية.
ويبدو أن الانتقادات اللاذعة التي يتعرض لها ماجر باتت تزعج اتحاد الكرة وخاصة رئيسه زطشي الذي انضم بدوره إلى قائمة الغاضبين. وربما أيضا من الأسباب التي لم يكشف عنها الاتحاد الجزائري أن زطشي يريد مدربا على رأس منتخب المحليين يملك فسلفة العمل على المدى المتوسط والطويل وقادرا على إعداد فريق بوسعه ضمان التأهل لنهائيات كأس أمم أفريقيا التي تستضيفها إثيوبيا عام 2020 والتطلع إلى التتويج بدورة 2022 التي ترشحت لها الجزائر.
الدولي الجزائري السابق، عرفات مزور، انتقادات لاذعة للمدرب ماجر، يؤكد أن المنتخب الوطني ضيع الكثير من الوقت معه
واتخذ اتحاد الكرة الجزائري قرارا سيمهد للتخلي عن المدير الفني للمنتخب الجزائري رابح ماجر، الذي أضحى لا يحظى بالإجماع داخل أسوار الاتحاد بعد سبعة أشهر من تعيينه في هذا المنصب خلفا للإسباني لوكاس ألكاراز. وكشفت مصادر قريبة من اتحاد الكرة الجزائري أن قرار الأخير لا يعدو أن يكون سوى خطوة فقط من أجل التمهيد للإطاحة برابح ماجر من منصبه كونه أصبح لا يلقى الإجماع داخل الاتحاد بسبب تراجع مستوى المنتخب تحت قيادته، فضلا عن الحديث المستمر عن وجود مشاكل بينه وبين اللاعبين ومع معاونيه بالجهاز الفني.
كثرة الضغوط
كما ازدادت الضغوط في الفترة الأخيرة على اتحاد الكرة من طرف الجماهير ووسائل الإعلام المحلية التي وجهت انتقادات لاذعة إلى الجهاز الفني لمنتخب الخضر بقيادة ماجر. بينما لم تستبعد وسائل الإعلام أن يتم إعفاء ماجر من منصبه نهائيا في شهر يونيو المقبل أو يقدم استقالته تحت الضغط. ويخوض المنتخب الجزائري مباراة ودية أمام الرأس الأخضر في الأول من شهر يونيو المقبل، على أن ينتقل بعدها إلى العاصمة البرتغالية لشبونة لمواجهة كريستيانو رونالدو ورفاقه في لقاء ودي آخر في السابع من نفس الشهر. وأكدت وسائل الإعلام الجزائرية أن مباراة البرتغال ستكون حاسمة لمستقبل ماجر على رأس “محاربي الصحراء”، إذ أن الهزيمة بنتيجة كبيرة قد تعجل برحيله.
من ناحيته وجه الدولي الجزائري السابق، عرفات مزور، انتقادات لاذعة للمدرب ماجر، مؤكدا أن المنتخب الوطني ضيع الكثير من الوقت معه. وقال اللاعب السابق لشباب بلوزداد “نحن بصدد تضييع الوقت مع الناخب الوطني الحالي، ويجب وقف هذه المهزلة”. وأضاف “يجب إنهاء مهام المدرب الوطني الحالي، وجلب مدرب كبير، بحجم الجزائر، ومستوى منتخبنا الوطني”.
كما برر النجم السابق لشباب بلوزداد تصرف كل من رايس وهاب مبولحي، وسفيان فيغولي، باعتذارهما عن تلبية دعوة الخضر، وصرح مزوار في هذا الخصوص “لو نضع أي لاعب في مكان مبولحي، أو فيغولي، كان سيتصرف بنفس الطريقة تجاه دعوة الناخب الوطني”.